أوقفت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونسيف" إمداد سكان مدينة تعز المحاصرين بالمياه لليوم العاشر على التوالي، بعد أن كانت أعلنت تعهدها بتوفير المياه للمحاصرين ونشرت صهاريج للماء في أحياء المدينة. وأعلنت اليونسيف قبل أشهر، أنها توزع 200 ألف لتر من الماء للسكان المحاصرين يومياً، إضافة إلى تعهدها بكفالة 10 آلاف أسرة حسب بيان للمنظمة. وكانت المنظمة الأممية توزع ما بين عشرة إلى عشرين لترا من مياه الشرب لسكان تعز المحاصرين من قبل مليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي صالح، غير أنها توقفت وبقيت خزانات المياه التي نشرتها في الأحياء فارغة، وجوارها طوابير طويلة من عبوات توزيع الماء. وارتفع سعر صهريج الماء في تعز إلى ما يساوي 50 دولاراً للماء العادي، في حين وصل سعر العشرة لترات من ماء الشرب إلى ما يقارب الدولار، وهو سعر كارثي بالنسبة لنصف مليون شخص يعيشون ظروف حصار خانق منذ أشهر. وقال الناشط في الإغاثة الإنسانية نبيل الزربة ل"اليوم": "إيقاف اليونسيف لإمداد السكان المحاصرين بمياه الشرب تصرف غير مسؤول من قبل جهة تدعي أنها تعمل في مهام إنسانية، في حين تشارك المنظمة مع المليشيات في حصار المدنيين ومنع إمدادهم بمياه الشرب". وأضاف الزربة، أن الأممالمتحدة التي تعد اليونسيف إحدى أذرعها الإنسانية هي المعنية برفع الحصار عن تعز، وإنهاء جريمة قتل مدنيين جوعاً وعطشاً من قبل مليشيات إجرامية لا تقيم وزناً لحق العيش والحياة. وقال الزربة: إن منظمات الأممالمتحدة في اليمن تحولت إلى إحدى أدوات المليشيات الحوثية وتمارس دورا لا إنسانيا في تعز وغيرها من المناطق المنكوبة. ودمرت مليشيات الحوثي منذ بداية الحرب شبكة مياه تعز بشكل ممنهج وشبكة الكهرباء وخطوط الهاتف الثابت، إضافة إلى قطعها المستمر لخدمات الهاتف النقال والانترنت. ودعا الناشط نبيل الزربة الجهات الخيرية في الخليج إلى التكفل بإمداد المحاصرين في تعز بالمياه بذات الآلية التي كانت تعتمدها اليونسيف والتخفيف عن المحاصرين من وطأة الحصار.