وصفت الناشطة الحقوقية اليمنية إشراق المقطري الوضع الإنساني في تعز بأنه "كارثي"، ودعت المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية العاملة في اليمن وخارجها إلى مد يد العون والمساعدة لأبناء مدينة تعز، بوصفها من أكثر المدن اليمنية تمسكا بالنضال السلمي، ورغم ذلك تتعرض منذ ثلاثة أيام إلى هجمة بربرية شرسة من ميليشيات الحوثي المدعومة بألوية الحرس الجمهوري التابعة للمخلوع علي عبدالله صالح. وقالت المقطري في تصريح إلى "الوطن"، "يعيش في تعز نحو 4 ملايين نسمة، إضافة إلي وصول أكثر من 8 آلاف نازح خلال الأسابيع الماضية من المحافظات الجنوبية، وتحديدا لحج، وعدن، وأبين، بعد فرارهم من المواجهات العسكرية الدائرة هناك، إلا أنها تعاني منذ 12 يوما من انعدام دقيق القمح، ما أدي إلى إغلاق معظم المخابز، الأمر الذي دفع المواطنين إلى الوقوف ساعات طويلة أمامها للحصول على ما تيسر من الخبز، وسط حالة هلع وخوف شديدة من تلاشيها تماما من الأسواق في الأيام القليلة القادمة. ومضت المقطري بالقول "واكب ذلك شح كبير في إمدادات مياه الشرب، وارتفاع قيمة صهريج الماء إلى ثلاثة أضعاف سعره السابق، جراء انعدام المواد البترولية الناتجة عن حصار الميليشيات للقاطرات المحملة بالبترول والديزل، والاستفادة منها في دعم مجهودها الحربي الذي تقوم به في عدد من المحافظات الجنوبية، خاصة عدن ثاني أكبر المدن اليمنية. وحذرت المقطري من الوضع الصحي والبيئي اللذين تتعرض لهما المدينة، جراء نقص الأدوية والعلاجات اللازمة، وبقاء الجثث لفترة طويلة ملقاة في الشوارع، كما حصل أول من أمس في منطقة المرور والحصب وسط المدينة، بعد أن دارت فيها مواجهات بين ميليشيات الحوثي ومناوئين لها، الأمر الذي يتطلب سرعة التدخل من كل المنظمات الإنسانية والحقوقية، لتقديم المساعدة وإنقاذ سكان المدينة، وسرعة تزويدهم بالمواد الغذائية الضرورية والمشتقات البترولية والأدوية والمستلزمات الطبية، وتأمين طرق خاصة للعائلات التي تريد مغادرة المدينة إلى أي مكان آخر.