تواجه تعز حصارا محكما وحرب إبادة جماعية تقوم بها ميليشيات مسلحة تابعة للمخلوع صالح وجماعة الحوثي منذ ستة أشهر وسط تغاض دولي عن تلك الجرائم البشعة. ورصدت منظمات إنسانية مثل مؤسسة وثاق للتوجه المدين، منظمة سام للحقوق، منظمة الإنصاف والعدالة، منظمة السلم الاجتماعي، إفادات المواطنين الذين يعتمدون على منفذين لإدخال المواد الغذائية والتموين، هما المنفذ الغربي الذي يربط المحافظة بالحديدة والمنفذ الشرقي، وكلاهما تغلقهما الميليشيات، مواصلة سياسية العقاب الجماعي والحصار على المدنيين وتضيق الخناق، وتمنع تجار الجملة والتجزئة من إدخال (المواد الغذائية والطبية وكافة أنواع الخضروات والمشتقات النفطية والغاز المنزلي ومياه الشرب) إلى مركز المدينة بمديرياتها (القاهرة والمظفر وجزء من مديرية صالة) وهي المناطق الأكثر ازدحاما بالسكان على مستوى المحافظة. وتشير المنظمات في تقريرها إلى أن جماعة الحوثي تفرض حصارا خانقا على تعز وتحديدا المناطق التي لا تخضع لسيطرتها، حيث تمنع دخول مياه الشرب، وكذلك الأدوية، وحليب الأطفال، وتخطف عددا من الشباب والصحفيين والناشطين بتهمة إنقاذ تعز، وتمارس أعمالا غير أخلاقية في صهاريج المياه، وهو ما أدى إلى توقف وانهيار المنشآت والمرافق الخاصة والخدمية. وأفصحت عن اختفاء المواد الغذائية بشكل ملحوظ من كافة الاسواق داخل تعز مما سبب انتعاشا للسوق السوداء لبعض المنتجات باهضة الثمن، واختفت أيضا مياه التحلية بنسبة 100 % مما يهدد بأمراض مزمنة وموت بطيء، مبينة بأن أبسط المواد الغذائية مثل الدقيق اختفت بنسبة 88 % فيما السكر 29 % ناهيك عن المشتقات النفطية التي اختفت بشكل كامل وأصبحت السوق السوداء هي البديل، في حين ارتفعت نسبة الزيادة في الأسعار بمتوسط 400 % للمواد الغذائية، فيما ارتفعت أسعار الغاز المنزل إلى 900 % وكذلك النفط. وحذرت المنظمات الإنسانية من كارثة في تعز جراء الحصار المفروض على المدينة من قبل جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية للمخلوع، مؤكدة في تقريرها بأن تعز تتعرض لحرب وموت جماعي تعددت وسائله بين قتل وحصار. ويقطن تعز زهاء مليون ونصف المليون نسمة في ظروف معيشية صعبة ومعاناة قاسية.