¿¿ عندما يصبح الحرف روتينا. والإنجاز مكررا. وكل جديد. مسه التجديد من قبل. فإن الكتابة تحتضر على عتبة الملل والرتابة. وتكون أقرب إلى جنازة تنتظر الدفن. بمعنى آخر أن إنهاء السطر الأخير من هذه المقالة يحتاج للغة الماراثوان في سباقات الجري. علما بأن المسافة الحقيقية لا تعدو أميالا قليلة. ولكن لعدم وجود الجديد. يجعل الزمن بعيدا والمسافة طويلة. ¿¿ هذا هو حالي وأنا أكتب عن فرح الهلال. فكل الكلمات والجمل استهلكت. عطفا على كمية أفراحه وإنجازاته. ووصلت بعد عودة هذا الزعيم. لتحقيق كأس ولي العهد بعد التوقف الاضطراري لسنتين متتاليتين, لحد الإفلاس الكتابي. الذي لم يعد في حبره الجديد. ولا في لغته التجديد. فسامح الله هذا الهلال الذي جعل الفرح روتينا لمحبيه. فأصبحنا لا نشعر بالحماسة مع انتصاراته لكثرتها وتنوعها. فهو الفريق الذي قطع من كل بستان زهرة. ¿¿ وأعترف لأول مرة. أن العزف المغري للون الأزرق بحجم زرقة السماء. وموج البحر, كسر نايه جراء (التكرار).. فما الحل؟! ¿¿ يباغتني النهوض بعد السقوط في حفرة العجز. بإغراء آخر غير تكرار جملة فاز الهلال باللقب. وتسيد الزعيم الرقم القياسي في البطولات. واعتلى الملكي المنصة. والشلهوب أكثر نجم رفع الكؤوس. فلم تعد لغة الإحصاء والأرقام في الهلال تستهويني. فهي محفوظة عن ظهر قلب للمنصفين والمدلسين. ¿¿ وأعني بهذا الإغراء حكاية الإيثار بين لاعبيه. فقصة الشلهوب مع صعود المنصة بعد الإنجاز الأخير. لها من المعاني ما يفوق الإشادة. فهي مبادئ تدرس للنشء. ويحق للحرف أن يزهو بها. لا تزلفا ولا تسويقا ولا دعاية. وإنما صورة ناصعة يجب حفظها في البرواز لتكون رسالة للكبار والصغار من اللاعبين. وهي بحق رسالة عفوية في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل. فلم نعد نرى مواقف وصور (زمن الطيبين) التي حافظ عليها الشلهوب. في كثير من المناسبات. ¿¿ وبعيدا عن المستطيل الأخضر. والفوز والخسارة. يبدو لي الهلال منظومة مختلفة عن الأندية الأخرى. لا نشعر فيه (بالأنا) على حساب (المجموع). فليس هناك لغة الرمز في مسيرته. كل يؤدي دوره ويغادر دون ضجيج. سواء كان مؤسسا أو رئيسا أو شرفيا أو داعما كبيرا بالملايين. وهذه المعضلة بالذات هي أزمة كبيرة في معظم منظومات أنديتنا. لذلك لا نرى الضرب من تحت الحزام من داخل الدار في كيان مثل الهلال. رغم أن الصورة في كيانات أخرى في هذا الملف واضحة بشكل كبير. وأزمة حقيقية تسبب الانهيارات والخلافات. ¿¿ وحتى أكون دقيقا أكثر.. إن حدثت هذه الأزمة في الهلال. فإنها تمر مرور السحاب سرعان ما تنقشع. وقد مرت وتم علاجها (بالكي) وهذا هو الفرق بين الهلال وغيره. ¿¿ أعود لهذا الهلال في المستطيل الأخضر. والذي أصابني بالملل لتكرار إنجازاته وألقابه. لأهمس في أذن صناع القرار.. إن لقب الدوري هو ما تنتظره جماهيركم. وغير ذلك (مسكنات) لا تنفع إذا واصل الأزرق هذا العام الغياب عن المنافسة الأقوى. ¿¿ أخيرا.. مبروك للهلال وجماهيره وإدراته ولاعبيه وشرفييه.