أحد تعريفات الاستراتيجية انها الخطوط الرئيسية لبرنامج ما مخطط والتي توضع لتحقيق الأهداف منه او ما يسمى (الأهداف الاستراتيجية) ومن صفاتها الأساسية (الثبات النسبي) إلا اذا عصفت مفاجآت ما بظروفها المحيطة ومعطياتها فيجب تغيير الاستراتيجية كلياً وغالباً ما يكون ثمن هذا التغيير فادحاً. جروس والذي يتبع استراتيجية اشتكى منها مناصروه والذين يرون ان ثبات تكتيكاته ومنفذوها إحدى أهم أسباب مطالباتهم المتكررة لرحيله مع كل انتكاسة نقطية إلا ان السويسري الوقور يتبع ما أنف من أسطر حول الصفة الاساسية في الاستراتيجية (الثبات النسبي) وأعتقد انه يعلم تماماً ان التغيير نتائجه فادحة، لذلك يحتاج للمزيد من الوقت إلا ان عدم الوصول للأهداف المعلنة (بطولة الدوري) قد لا يمنحه كسب المزيد من الوقت. وإحدى تعريفات التكتيكات انها مجموعة البرامج والخطط المرحلية والعمليات والمناورات والممارسات الجزئية التي تهدف الى تنفيذ المخطط العام (الاستراتيجية) وصولا لتحقيق الهدف الاستراتيجي ومن صفاتها الأساسية (انها تخضع للكثير من التعديل والتبديل من قبل القائمين عليها بحسب تغير الظروف المحيطة بتنفيذها) فلن يكون له تأثير ان كان عرضياً على تنفيذ المخطط العام، اما اذا كان التغيير هو السمة العامة في التكتيكات فهذا يدل على قصور في موضوعية واضعيها وعدم احاطتهم بإمكانياتهم او بالظروف المحيطة بتنفيذ المخطط. دونيس والذي يتبع الكثير من التكتيكات التي تتغير ويتغير معها منفذوها بل وأحيانا تتغير ادوارهم وهو ما يسميه أصحاب المهنة (التدوير) إلا ان مناصروه قد بدأت الشكوك تدب في نفوسهم حول امكانية اليوناني العادل على تحقيق أهدافهم (بطولة الدوري) بل انهم كما أنف من أسطر يعتبرون التغيير الدائم يدل على قصور لديه وعدم إحاطته بإمكانيات لاعبيه أو بالظروف المحيطة بفريقهم الذي يعيش الموسم الخامس مبتعداً عن اللقب. الخلاصة كرة القدم علم استراتيجيات وتكتيكات، ولكن العجيب ان المدربين رغم التناقض بين نهجهما الفني إلا انهما لم يقنعا عشاقهما رغم انهما المتصدر والوصيف ولذلك يجزم الأنصار والمحايدون ان (معركة الجمعة) ونتائجها قد تجبر احدهما على ان يلملم أوراقه ويجهز حقائب الرحيل.