ظلت الثقوب السوداء مثار فضول علمي طيلة عقود مضت، لكن اكتشاف موجات الجاذبية بشكل فعلي، خلال الآونة الأخيرة، أذكى أسئلة جديدة حول مآل الأرض في حال صارت وسط تلك الثقوب. ويقول الأستاذ الباحث في علوم الفيزياء بجامعة هال البريطانية، كيفن بامبلت، إن اقتراب ثقب أسود من الأرض قد يكون إيذانا بنهاية للبشرية، نظرا إلى قدرة الثقب الجاذبة والقادرة على ابتلاع الكوكب. لكن من المرجح أيضا ألا يشعر البشر بدخول كوكبهم في خضم الثقب الأسود، وإن كان إدراكهم لعنصر الزمن سيتغير، ليحسوا ببطء في مضي الوقت. ويوضح بامبلت أن الثقوب السوداء قد تكون مصدرا مفيدا وبديلا للطاقة في الوقت نفسه، بالنظر إلى الإشعاعات الكبرى المنبعثة منها. وبخلاف ما قد يتصور كثيرون، ليست الثقوب السوداء سوداء اللون بالضرورة، فهي تشتمل على أجزاء مضيئة تكفي لإنارة بقعة واسعة من المجرة، وهو الأمر الذي يسمح برؤيتها من بعيد. ويشكل الجانب المضيء والإشعاعي للثقوب السوداء إشكالا كبيرا، بالنسبة إلى البشر، في حال اقتربت الثقوب من الأرض، ذلك أنها تستطيع أن تحرق سكان الأرض في حال انعكست عليهم، ليجدوا أنفسهم في ما يشبه عملية قلي، بحسب تعبير الباحث. في شأن آخر، قال عالم فيزياء الفلك الهندي أبهاس ميترا إنه لا وجود للثقوب السوداء "الحقيقية"، وأنها عبارة عن كرات نار فائقة الحرارة تنفث بلازما ممغنطة أو جاذبة، في تناقض تام مع النظريات الفلكية المعروفة بشأن الثقوب السوداء. وقال ميترا، الأستاذ بجامعة مومباي، إن المشاهدات التي سجلتها وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" في أكتوبر الماضي بشأن انطلاق دفقات ضخمة وهائلة من أشعة إكس من أحد الثقوب السوداء تؤكد نظريته. وأوضح ميترا ان نشاط موجات أشعة إكس يتناقض مع النظرية التي تقول إن حقول الجاذبية للثقوب السوداء هي من القوة بحيث انها لا تسمح للضوء بالانبعاث والتحرر منها، مضيفا ان نشاط أشعة إكس هذا يعزز نظريته بعدم وجود ثقوب سوداء فعلية في الفضاء الخارجي، وأنها في واقع الأمر مجرد كرات نارية من البلازما الممغنطة أو الجاذبة. وتابع ميترا قائلا إنه مع تقلص النجم الضخم ليصبح ثقبا أسود، فإن الإشعاعات التي تنحبس داخل النجم تقاوم التقلصات، وبالتالي فإنها بدلا مما تقول به نظرية الثقوب السوداء الحقيقية التي تنبأت نظريات آينشتاين بوجودها "فإننا نقترح أن النجوم العملاقة تنتهي على شكل كرات نارية. وأن تيارات الغازات التي تنجذب نحو الداخل بفعل الجاذبية تصبح ساخنة للغاية بفعل الاحتكاك وقد ينبثق منها أشعة إكس". وقال أيضا "أفضل الأمثلة على الكرات النارية الممغنطة هو شمسنا المحاطة بهالة البلازما الرقيقة التي نطلق عليها اسم كورونا"، مضيفا أن انبعاثات أشعة إكس من الثقب الأسود "شبيهة بظاهرة الانبعاثات الغازية الهائلة من شمسنا". وتطرق ميترا إلى الانبعاثات التي تحدثت عنها وكالة ناسا مؤخرا، مضيفا إنها يجب أن تحفز علماء الفلك على "إلقاء نظرة عن كثب على النظرية الأخرى".