أصدرت وكالة الفضاء الأميركية ناسا صوراً مذهلة لثقب أسود "شره" يلتهم نجوماً في مجرة بعيدة التقطها المرصد الفلكي الفضائي هابل. والتقط هابل الصور لمجرة "إن جي سي 4845" الموجودة في كوكبة العذراء، التي تبعد نحو 65 مليون سنة ضوئية عن الأرض. وكان عالم الفلك الألماني البريطاني وليام هيرشل اكتشف المجرة عام 1786، بحسب ما ذكرت صحيفة التليغراف البريطانية. وتبين الصور الملتقطة للمجرة وجود ثقب أسود استدل عليه من خلال كتلة الضوء اللامع وسط المجرة، حيث يبدو أنه كان يلتهم بشراهة النجوم من حوله، بينما تبدو النجوم وهي تنسحب سريعا باتجاه الثقب الأسود بفعل الجاذبية الهائلة له. ووفقا لحسابات علماء الفلك، فإن قوة جاذبية الثقب الأسود هذا تقدر بمئات آلاف أضعاف جاذبية شمسنا. وكان الباحثون لاحظوا في العام 2013 اندفاع إشعاعات بنفسجية من مركز هذه المجرة أثناء مراقبتهم لمجرة أخرى، واعتبروا ذلك دليلا على تغذي الثقب الأسود على النجوم المحيطة به. وكان قد اكتشف فريق من علماء الفلك البريطانيين 5 ثقوب سوداء عملاقة، أو "هائلة الحجم"، كانت مختفية خلف تكتلات غيوم فلكية وغبار كوني. ويثير هذا الاكتشاف، الذي قاده عالم الفلك والأستاذ في مركز المجرات البعيدة في جامعة دورهام جورج لانسبيري، الاعتقاد بوجود ملايين الثقوب السوداء في الكون وبشكل يفوق كثيراً الاعتقادات السابقة. وتوصف الثقوب السوداء بأنها عبارة عن "بواليع" تقوم بامتصاص كل شيء يقترب منها، وينبثق عنها في نهاية المطاف أشعة إكس الأمر الذي يكشف عن وجودها، وهو ما حدث بخصوص هذه الثقوب السوداء العملاقة المكتشفة حديثاً، التي تصنف بأنها من أضخم الثقوب السوداء في الكون. وكان المرصد الفلكي النووي "نيوستار" التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، الذي بدأ العمل عام 2012، قد اكتشف هذه الثقوب السوداء من خلال رصده لانبعاثات أشعة إكس. وقال لانسبيري: إنهم على علم بوجود ثقوب سوداء عملاقة تحجبها الغازات والغبار الكوني، ولكن "بتنا نعتقد أن هناك الكثير منها الذي لم نكتشفه بعد". وأوضح أنه بفضل مرصد "نيو ستار، فإنها المرة الأولى التي نتمكن فيها من رؤية الثقوب السوداء العملاقة المحجوبة عن أعيننا"، مضيفاً أنه على الرغم من "أننا اكتشفنا 5 منها فقط، فإنه عندما نطبق النتائج على الكون كله فإننا نعتقد أن العدد يقدر بالملايين". وكان علماء الفلك قدموا مكتشفاتهم هذه في اللقاء الوطني لعلم الفلك الذي عقد في جمعية الفلك الملكية بويلز. وأوضح العالم في المرصد نيوستار في مقر مختبرات الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا دانيال ستيرن، أن المرصد سمح لهم برؤية مدى كبر حجم هذه الثقوب السوداء الخفية، كما ساعدهم في معرفة سبب ظهور عدد قليل فقط من الثقوب السوداء.