في ظل ما تعايشه دول العالم من هواجس أمنية بفعل تمدد المنظمات الإرهابية وتهديدها لاستقرار كثير من دول العالم في الشرق والغرب، فإن المملكة وبقية دول الخليج أعلنت عن تكاتفها وتضامنها من أجل دحر الإرهاب والإرهابيين، وما زالت هذه الدول في كل محفل تعلن عن هذا التكاتف؛ لضمان أمن شعوبها والدفاع عن وحدتها الوطنية واستقرار مواطنيها ورخائهم، والحيلولة دون تفشي الأفكار المنحرفة ونشر الطائفية بين صفوف دول مجلس التعاون الخليجي. لقد دأبت المملكة وشقيقاتها في دول الخليج العمل على دراسة كل الإستراتيجيات المقترحة؛ لمواجهة الإرهاب والعدوان على أراضيها، ويبدو واضحا للعيان من خلال ما يحدث في اليمن والتدخل في شؤونه الداخلية من قبل إيران ومن قبل عدة فصائل إرهابية، أن الخطر يحدق بدول المنطقة، وأن الوقت قد حان لمواجهة جماعية من قبل دول المجلس لكل التحركات الإرهابية التي تضمر العدوان لهذه الدول. وغني عن القول أن دول المجلس من خلال اجتماعات قمة قادتها، ومن خلال كل الاجتماعات المشتركة تركز على أهمية نشر الأمن والاستقرار في كافة الربوع الخليجية، وأن دول المجلس مصممة على مواجهة الإرهاب أيا كان مصدره وجهته، وكل المحادثات الرسمية بين المسؤولين في دول المجلس تطالب إيران بعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتنأى عن معاضدة الإرهابيين على ممارسة عملياتهم الإرهابية في اليمن. ويتضح من خلال اللقاءات الخليجية على أرفع المستويات، أن التنسيق قائم بين دول مجلس التعاون؛ لمواجهة كل التحديات، ومواجهة كل العمليات الإرهابية، وما زالت تندد بكل الجرائم التي ارتكبت داخل دول المنطقة، سواء في مساجدها أو مؤسساتها، وما زالت تلاحق تلك الفئات الإرهابية في الداخل، وما زالت في الوقت ذاته تتعاون مع كافة دول العالم المحبة للأمن والسلم؛ لملاحقة الإرهابيين ومحاولة اجتثاث ظاهرتهم الشريرة من جذورها. التعاون قائم بين دول مجلس التعاون؛ لاكتشاف سائر العمليات الإرهابية قبل وقوعها، من خلال تبادل المعلومات والتنسيق على أرفع مستوى، وقد تحققت إنجازات هامة على هذا المضمار، وتستعد هذه الدول دائما لمواجهة أي عدوان قد يحدث على أراضيها من أية جهة إرهابية تحاول الاعتداء عليها، وما زالت دول المجلس تندد بكل العمليات الإرهابية التي تحدث في العالم، وتطالب كل الدول بوضع الإستراتيجية الدولية الجماعية؛ لمكافحة ظاهرة الإرهاب. مواجهة العدوان على دول المنطقة تجلت بوضوح، من خلال تشكيل قوات التحالف؛ لصد عدوان الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح على المملكة، والعمل على إعادة الشرعية إلى اليمن بطلب من الشرعية نفسها، وبمباركة أممية وموافقة من كل دول العالم، التي ما زالت تكافح الإرهاب وتندد بمنظماته في كل مكان، وقد أضحت مواجهة ظاهرة الإرهاب شبه جماعية من كل دول العالم. ظاهرة الإرهاب ما زالت تتمدد في كثير من دول العالم، ودول مجلس التعاون الخليجي ليست في منأى عن أي عملية إرهابية، وإزاء ذلك جاء التعاون الخليجي الجماعي؛ لصد أي محاولة إرهابية، والاستعداد لمكافحة تلك الظاهرة، والعمل على إبعاد الدول الخليجية عن شرورها وآفاتها.