رعاية قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- فعاليات أنشطة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين بالجنادرية ومشاركته للعرضة السعودية الشهيرة وتقبيله للبيرق واطلاعه على أنشطة المهرجان دليل واضح على تجذير الأصالة في نفوس وقلوب قادة وأبناء الوطن، فهذه المناسبة الوطنية الغالية والتي استمرت طيلة ثلاثين عاما ما زالت تذكر الأبناء بأمجاد أجدادهم وتضحياتهم. مشاركة القيادة في هذا العرس الوطني الكبير تربط أبناء الوطن الأوفياء بماضيهم العريق وحضارتهم العربية الخالدة، فالأسس التي وضعها باني النهضة الحديثة للكيان السعودي الشامخ أثمرت اليوم تحقيق طموحات القيادات السعودية المتعاقبة التي أخذت بما رسمه الملك عبدالعزيز من خطوات أولية لبناء الدولة وجاء أبناؤه الميامين من بعده لاكمال رسالته الكبرى في خدمة هذا الوطن ومواطنيه وخدمة الاسلام وخدمة المسلمين في كل مكان. يتذكر أبناء الوطن وهم يحتفلون بفعاليات هذا المهرجان تلك البطولات الخارقة التي قام بها المؤسس لانشاء كيانه الكبير على الكتاب والسنة، وتلك بطولات أدت الى توحيد أجزاء المملكة المترامية الأطراف تحت كيان واحد قوي كان له في أيام التأسيس وفي الأيام التي لحقت التأسيس والى الوقت الحاضر تأثيره الكبير في رفع راية التوحيد واعلاء كلمة الله وخدمة الحرمين الشريفين. مهرجان الجنادرية السنوي مناسبة أكد من خلالها خادم الحرمين الشريفين بمشاركته الكريمة في فعالياته عن حبه وحرصه لمبادلة أبناء الوطن أفراحهم بهذه المناسبة الوطنية الغالية، وأظهرت تواضعه المشهود للمشاركة في هذا المهرجان الحيوي الذي يعتبر خير وسيلة لربط أبناء الوطن بماضيهم العريق، ومناسبة لها أبعادها الكبرى لخدمة التراث والثقافة في هذا البلد الذي عرفت قياداته الحكيمة منذ عهد التأسيس بدعم مسارات الثقافة الى أبعد حدودها. لقد رسم الملك سلمان- يحفظه الله- بهذه المشاركة الكريمة الخطوات الثابتة والواثقة التي يمكن من خلالها ربط الأجيال الحاضرة بماضيها وحضارتها وتقاليدها العريقة وأعرافها القويمة، كما رسم يحفظه الله بتلك المشاركة عزم المملكة على المضي قدما لخدمة التراث والثقافة في ديار طالما احتضنت العلماء والأدباء والمفكرين فهم يمثلون رموز تقدم الأمة ونهضتها وتنميتها وحضارتها. يجيء هذا المهرجان الكبير ليذكر أبناء الوطن بكل الطموحات الواثبة التي بدأها الملك عبدالعزيز- يرحمه الله- ويذكر أبناء الوطن كذلك بكل الطموحات الكبرى التي تحققت على أرض الواقع بالمملكة منذ عهد التأسيس الى العهد الحاضر الزاهر تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله-، واستمرارية اقامة المهرجان في موعده المحدد منذ ثلاثين عاما تؤكد على استمرارية الأخذ بكل الأسس والقواعد القويمة التي رسمها المؤسس- يرحمه الله- والسير على نهجها، وهذا ما حدث بالمملكة، فترسم تلك الخطوات أدى الى تحقيق هذه المنجزات الحضارية الكبرى التي ظهرت على أرض الواقع في فترة زمنية قياسية من عمر تقدم الأمم والشعوب. ستظل الجنادرية ملتقى لأبناء الوطن ينهلون منه العظات والعبر والدروس لصناعة حاضرهم ومستقبلهم، وستظل هذه المناسبة العزيزة نبراسا ينير الطريق أمام الأجيال القادمة للسير على خطوات أجدادهم والتمسك بمبادئ عقيدتهم الغراء.