نيابة عن وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، التقى نائبه عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري، الصحفيين أمس، للحديث عن «الجنادرية 30». وأكد التويجري ل «عكاظ» أن اختيار الشخصيات المكرمة في المهرجان يتم وفق ضوابط دقيقة تحددها لجنة المشورة المكونة من أكثر من 50 شخصية تضم مثقفين ومفكرين وأساتذة جامعات، وهم من يناقشون البرنامج الثقافي وتطرح الأسماء المرشحة للتكريم، وعلى ضوء ذلك تختار الشخصية المكرمة. وقال التويجري: «نحن على عتبة إتمام الجنادرية لعامها الثلاثين وعلى مدار دوراتها السابقة يغيب عن المشهد هذا العام راعي المهرجان الوطني للتراث والثقافة وصاحب فكرة إقامة هذا المشروع الثقافي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- الذي أولاه عنايته وحرصه وإشرافه المباشر حتى وصل إلى ما وصل إليه وأصبح أحد المكتسبات الوطنية التي يفخر بها الجميع». مضيفا «لقد حرص -رحمه الله- منذ إقامة هذا المشروع الثقافي على تطويره حتى وصل إلى ما وصل إليه وأصبح منبرا عالميا عبر موضوعاته ذات البعد الإنساني العام، ووفقا لما تتطلع إليه قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- الذي سار على خطى أخيه -رحمه الله- فأولى المهرجان كل الدعم والرعاية والاهتمام، ولم يتوقف الطموح للوصول بالمهرجان لأعلى المستويات فقط بل أن الخطط هي الوصول به للعالمية». وقال التويجري: «خلال الدورات السابقة استطاع المهرجان أن ينمو ويكبر واستطعنا جميعا أن نجعل منه كيانا راسخا متعدد النشاطات، وصار لدينا العديد من الأنشطة المهمة التي تعقد في كل دورة». وأضاف: «أن مجرد الحفاوة بالتراث لا تعد نكوصا وعجزا عن مسايرة عطاء الحاضر وإنما تبصر في واقع الحال وتعاملا بلغة العصر الذي يدعو الأجيال أن تكون متصلة بماضي أمتها وتاريخها العريق». وأوضح التويجري أن من الأشياء التي يفاخر بها في هذا الوطن العزيز إنسان هذه الجزيرة لم يتعال على تراثه ولم يتبرم من ماضيه، وإنما فخره انتماؤه لهذا الوطن، والتزامه بمبادئه، وتوظيف كل طاقاته لخدمته واعتزازه، إنه كما بنى القلاع الصناعية يعتز بالسواني وأدوات الصناعة الأولية، وهكذا إنسان هذه الجزيرة دائما مع ماضيه ليبني حاضره، ومع تراثه ليخطط مستقبله. وزاد التويجري: «نحمد الله تعالى على أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة حقق تطورا ونجاحا كبيرين على ضوء فكر مؤسسه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ومن ثم رئيس لجنته العليا صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني لما يضم من ألوان التراث المعبرة من تاريخ وحضارة هذه البلاد ولما حفل به من إثراء للفكر وإذكاء لروح الإبداع لتتميز به موضوعاته وأطروحاته، وفي ضيوفه المشاركين في فعالياته، والدول المستضافة التي تقدم تراثها وثقافتها من خلاله. وقال التويجري مرحبا بضيف الشرف لهذا العام: «ومن هذا المنبر أرحب بجمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة ممثلة بالسفير التي هي ضيف المهرجان لهذا العام، والتي ستقدم إضافة نوعية باعتبارها دولة عريقة في تراثها عملاقة في حضارتها ومكانتها ومنجزاتها، وهذه المشاركة بلا شك تنساق في مضمونها مع الهدف الذي يسعى إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في علاقاته الدولية وفي إبراز روابط الأخوة ومتانة العلاقات مع أصدقائنا دول العالم». وهنأ التويجري أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري الأديب والباحث الكبير، الذي صدرت الموافقة السامية الكريمة باعتباره الشخصية الثقافية المكرمة لهذا العام، وصدور أمر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بمنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى تقديرا لإسهامه الثقافي والفكري والأدبي، واعتزازا بدوره في الحركة العلمية والثقافية في المملكة. لافتا إلى أن المهرجان وضمن فعاليته الثقافية سيعقد ندوة ثقافية احتفائية به، سوف يشارك بها عدد من المفكرين والأدباء. من جانبه، رحب سفير ألمانيا لدي المملكة بمشاركة بلاده في المهرجان، حيث ألقى كلمته باللغة العربية وقال: «إنها فرصة لتبادل الثقافات بين البلدين، وسيكون بإمكان السعوديين أن يستكشفوا المزيد عن ألمانيا في جناحها الخاص، وأن يعيشوا تجربة التنوع الغني للثقافة والتقاليد الألمانية». وكانت «عكاظ» انفردت أمس بخبر تخصيص الفعاليات الثقافية هذا العام عن «عاصفة الحزم»، وتكريم الأديب أبو عبدالرحمن الظاهري.