لا تزال ظاهرة "التسول" بالمنطقة الشرقية، حاضرة في الأسواق وإشارات المرور وأمام المساجد، وانتقالها الى المنازل والطرق في بعض الأحيان، فيما تبلغ ذروتها في شهر رمضان المبارك والأعياد، رغم الجهود المبذولة لمكافحتها والقضاء عليها، لتلافي آثارها السلبية على المجتمع. وفي هذا الاطار تتجه وزارتا الداخلية والشؤون الاجتماعية الى فصل "وحدة التسول" عن الأخيرة نظرا لكونها تعد من مهام الأمن العام. وقال مسؤول بالشؤون الاجتماعية إن اجراءات الفصل تسير على قدم وساق، موضحا ان تحديد مهام مكتب المتابعة الاجتماعية واسناد المهام للجهة المعنية "قيد النظر" حاليا. واكد الخبير الاجتماعي الدكتور علي الحناكي ل "اليوم" ان التوجه من خلال اللجان المعنية في وزارتي الشؤون الاجتماعية والداخلية، سيخدم الدولة ويرفع سقف الرقابة نظرا لقدرة الأجهزة الأمنية على المهمة من خلال الامكانات المتاحة عكس الموظف المدني بالشؤون الاجتماعية. وأضاف ان تطور أساليب المتسولين فاق انظمة المكافحة، وبالتالي أصبح الدور الفعلي منوطا بالأجهزة الأمنية، لافتا الى ان المنطقة الغربية وتحديدا مكةالمكرمة والمدينة المنورة الاكثر رواجا للمتسولين بحكم مواسم العبادة، مرجعا سبب تفاقم الازمة الى تعاطف الناس مع المتسول حتى لو لم يظهر احتياله، وكذلك كثرة الوافدين، مؤكدا ان اكثر من 80 % من المتسولين "غير سعوديين". وأوضح أن دراسة حديثة أظهرت أن مدينة الدمام الاقل في التسول على مستوى المناطق بنسبة 4 % ، وأرجع السبب الى اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية بالحد من تلك الظاهرة، وتأكيده في عدة ملتقيات للشؤون الاجتماعية على أهمية مكافحة ظاهرة التسول وتشكيل لجنة من عدة جهات للقضاء عليها، وهو ما أدى بالفعل الى انحسارها بشكل ملحوظ خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك الماضي. وذكرت الدراسة أن ظاهرة التسول لا تقتصر على جنسية معينة، وتنتشر في عدة جنسيات من مختلف الدول العربية والآسيوية والأفريقية، وأن غالبية المتسولين من غير السعوديين مخالفو نظام الإقامة بنسبة 85.4 %. وعن الفئة العمرية للمتسولين، بينت الدراسة أن المتسولين من 16 إلى 25 عاماً يمثلون 24.6 % ، بينما بلغت الفئة العمرية 46 عاماً فأكثر 22.5 في % في حين تقاربت النسبة بين الفئة من 36 إلى 45، ومن 26 إلى 35 عاماً، إذ بلغت في الأولى 20.7 % ، والثانية 20 % ، وآخر القائمة الفئة العمرية من 15 عاماً فأقل بنسبة 5.6 في المائة. وجاء المتسولون الذكور أعلى من الإناث بنسبة 84.6 % ، كما أن 52.8 % من المتسولين أميون، وأكثرهم متزوجون بنسبة 56.3 % ، ويتجه اغلبيهم إلى الأسواق، ثم إشارات المرور ثم المساجد والأرصفة، فيما تفضل الفئة الأخيرة "المتزوجين" الطرق والمنازل. واعتبر الباحث أن كل المجتمعات العالمية أصبحت تعاني ظاهرة التسول، مشيراً إلى وجود فوارق من ناحية مدى انتشارها وحدتها من مجتمع إلى آخر وفقاً للعادات والتقاليد، والثقافات السائدة. وقال : إن التسول يعد من الظواهر الممقوتة والبغيضة، باعتبارة وسيلة كسب سهلة غير مشروعة تفرز أفراداً من مختلف الفئات العمرية يكونون عالة على المجتمع، ويسهمون في ضعفه وهوانه وتقديم صورة سيئة عنه، اضافة لآثارها السلبية على المجتمع في مختلف المجالات والأصعدة. .. واخرى تستجدي سائقي السيارات وقوف وسط الطريق لملاحقة أصحاب المركبات متسولة أمام أحد المطاعم إشارات المرور الاكثر جذبا للمتسولين