في الحلقة الأسبوعية الخامسة من برنامج «البيت» برزت مجموعة من شعراء النبطي في المنطقة العربية لتثري بيوت القصيد بأفكار مستلهمة إما من الشطر أو العجز أو من جماليات الصورة التي تدور حولها الحلقة. وفي بداية الحلقة الخامسة تم استعراض أبرز المشاركات التي وردت إلى فقرة «نبض الصورة»، والتي كانت لطفل وطفلة يستقلان قاربًا ليتوجها به إلى المدرسة. ومن بين 10 مشاركات وصلت من لجنة الفرز، تم أولاً اختيار الوصيفين في المسابقة، وهما حمود سرحان المطيري صاحب البيت: سواعدنا تساعدنا على العلم وعلى المجداف ونضحك لو خذانا الوقت بشراعه ومجدافه والوصيف الثاني هو عطا الله ممدوح الذي قدم البيت: صاروا هم القشة اللي فوق ظهر الجهل مع كل صبح تنفس يقصمون ظهره وبذلك استحق كل واحد منهما جائزة نقدية بقيمة 50 ألف درهم، ليتم بعدها اختيار متعب ضيف الله الشيباني فائزًا في المسابقة عن بيت رائع قدمه، وهو: فوق نعناعة مرورا بالحياة ومره حركي السكر بمجدافك وتحلو الحياة كما حصل كل واحد من المشاركين السبعة الآخرين في القائمة على جوائز نقدية بقيمة 10 آلاف درهم لكل واحد منهم. وبعد ذلك تم عرض الصورة للحلقة السادسة، حيث ظهر فيها طفل يقف على أطلال بيت طاله الدمار، وهو يطل على العالم من حوله بعيون مليئة بالأمل. مسابقة الشطر أطلق البرنامج شطر الحلقة قبل ما يقرب من خمس ساعات على بداية حلقته الخامسة، وهو «الناجح في هالوقت تدري من؟». ومع انطلاق عملية الاختيار، بدأت لجنة الفرز بترحيل الأبيات المرشحة للدخول إلى الشاشة الفضية، ليتم من خلالها اختيار الأبيات التي تستحق الدخول إلى الشاشة الذهبية، والتي حازت على إعجاب لجنة التحكيم ليبلغ عددها بالفعل إلى 12 عجزًا. وكانت هذه الفقرة من الحلقة الخامسة متميزة، حيث تناول فيها المتنافسون العديد من أوجه الحكمة التي تشرح معاني النجاح وأبعاده، وكأن حالة من الاتفاق سادت بينهم، وفي تعليق من لجنة التحكيم على البيت، نوه الأعضاء إلى حقيقة أن الشعراء استثمروا الشطر بطريقة ناجحة، ونتج عن ذلك مشاركات في منتهى الروعة والابتكار، طالت مختلف جوانب الحياة، وهو ما يبدو بجلاء في 12 عجزًا يحتار اللبيب في انتقاء أبرزها وأغزرها حكمة ونصحًا، وهي: [اللي صنع له شي من لا شي– اللي تعلم من خطا غيره– من لا يسلّم عقله لغيره– اللي تشيد الناس بأخلاقه– اللي يشوف أنه الفشل فرصة– من لا صعد كتف ولا حسد ناجح– اللي اتبع سنة رسول الله– اللي يفكر قبل ما يفعل– اللي يعرف شلون يحسبها– من قدم القادم على الماضي– من يعتبر من تجربة غيره– اللي يبيض وجه من جابه]. وأجمع الأعضاء على أن الحلقة امتازت عن سابقاتها بتنوع المشاركات وتقديم أفكار مبتكرة، مع فوارق بسيطة في الوزن. وفي حين وقف مدغم بو شيبة العجز «اللي يبيض وجه من جابه»، رأى مبارك الخليفة في العجز «اللي صنع له شي من لا شي» أنه الأمثل. ومن جهة أخرى، أعرب نايف الرشيدي عن حيرته للتقارب الشديد، ومحاولته تقديم معنى للنجاح، لكنه عاد ليختار العجز «اللي يشوف أنه الفشل فرصة». وفي الختام اتفق محمد المر مع بو شيبة على العجز «اللي صنع له شي من لا شي»، ليتم بعدها مباشرة الإعلان عن الفائز الذي قدم هذا العجز في فئة الشطر، وهو «جابر جابر بن علوش»، في حين قام محمد البادي ضيف الشلة بترشيح دواس البراهيم صاحب العجز «اللي يشوف انه الفشل فرصة». ضيف الشلة استقبلت الحلقة الخامسة من برنامج البيت الشاعر العماني الشعبي محمد البادي صاحب الصوت الجميل. وقبل تقديم مشاركته قال البادي إن البرنامج يمثل ظاهرة في عالم الشعر النبطي، وتمكن من إقامة جسور التفاعل مع الشعراء في مختلف أماكن تواجدهم، وفرض تحديًا مفتوحًا لتجود قرائحهم بأسمى الإبداعات. من وراء الكواليس وصف مدغم بو شيبة عضو لجنة التحكيم مشاركته في البرنامج للسنة الثالثة على التوالي بأنها مسؤولية كبيرة، لكنها مشحونة بالفرح على الرغم من التعب والإرهاق. وردًا على سؤال حول الفروق بين المواسم، قال إن الاختلاف بينها ليس من ناحية الشعر، ولكن التطورات حدثت من حيث الآليات، ولم تتغير معايير التحكيم للمحافظة على جوهر الشعر. وأضاف بو شيبة: «البرنامج يشبه مسلسلاً مثيرًا للاهتمام بجميع تفاصيله، لذا فإننا في لجنة التحكيم نشعر بحماسة عالية، ونحن نتابع ونقيّم أداء المشاركين ومحاولاتهم الإبداعية لإبهار الحكام، وقد تكون استفادتنا الأدبية والفنية من البرنامج أكثر من المشتركين أنفسهم. إنني أعتقد أن الشعر لا يحتاج إلى إضافات، فالمسألة عبارة عن ذائقة ومعيار شعري، لكننا كخبراء في هذا المجال، يمكننا التمييز لأن للشعر معاييره المعروفة، لكن لكل شخص ذوقه الخاص». طعم الفوز لفائز الشطر من الحلقة الماضية وعبر ذعار الديري الفائز بمسابقة الشطر من الحلقة الرابعة عن رأيه بالبرنامج خلال فقرة تكريمه، بأنه الموسم الأقوى، منوهًا إلى أنه ينطلق من فكرة ذكية واكبت العصر والتواصل الاجتماعي، وأمكنه الوصول إلى الشعراء في كل مكان. وأكد الديري أنه لم يسبق له الوصول إلى الشاشة الذهبية، على الرغم من دخول بعض مشاركاته إلى الفضية في المواسم السابقة. وأضاف الديري: «طموحي لا يقف عند أي حد، ويجب على الشخص السعي للتغلب على الصعوبات التي تواجهه، وفي ظل المنافسة الشريفة لا يخسر أحد. لقد كنت أشاهد الحلقة يوم بثها، وتابعت تأهل مشاركتي للشاشة الفضية ثم الذهبية، إلى أن تم إعلاني فائزًا فيها. إن ما أسعدني هو إجماع اللجنة على اختياري، وهذا شرف عظيم لي، وسعدت أيضًا بالثناء الذي حظيت به من الشاعر محمد المر». لجنة الفرز