أعلنت إدارة مكافحة المخدرات الامريكية أمس أن أعضاء بجماعة حزب الله اللبنانية ألقي القبض عليهم بتهم استخدام ملايين الدولارات من مبيعات للكوكايين في الولاياتالمتحدة وأوروبا لشراء أسلحة في سوريا. وأرسل حزب الله مقاتلين لدعم الرئيس السوري بشار الاسد في الحرب الاهلية التي تعصف بسوريا منذ حوالي خمس سنوات. وتضع الولاياتالمتحدة حزب الله في قائمتها للمنظمات الارهابية. وقالت إدارة مكافحة المخدرات إن من بين اولئك الذين ألقي القبض عليهم قياديين بخلية أوروبية لشبكة جرى اعتقالهم الاسبوع الماضي. ومن بينهم محمد نور الدين الذي تتهمه الادارة بأنه يدير عمليات لغسل الاموال لحساب الذراع المالي لحزب الله. وقال البيان إن الولاياتالمتحدة تضع نور الدين في فئة خاصة للارهابيين العالميين. ولم تذكر إدارة مكافحة المخدرات العدد الاجمالي لاولئك المقبوض عليهم أو أين ألقي القبض عليهم، وقال البيان إن التحقيق «يسلط الضوء مرة أخرى على الصلة العالمية الخطيرة بين الاتجار في المخدرات والارهاب». وشاركت سبع دول من بينها فرنساوألمانيا وايطاليا وبلجيكا في التحقيق الذي بدأ في فبراير 2015 وما زال جاريا. وفرضت وزارة الخزانة الامريكية الاسبوع الماضي عقوبات على نور الدين وحمدي زهر الدين وهو مبيض أموال آخر. وفرضت أيضا عقوبات على شركة تريد بوينت انترناشيونال التي يديرها نور الدين. يذكر أن هذه ليست الحالة الأولى التي يتم ربط حزب الله فيها بشكل مباشر مع تجارة المخدرات، حيث عثر محققون أدلة على جديدة تؤكد أن حزب الله اللبناني يمول عملياته من تجارة المخدرات في أوروبا. وقالت مجلة «دير شبيغل» الألمانية في موقعها الإلكتروني: «إن هذا الاشتباه ظهر للمرة الأولى عندما ضبط موظفو الجمارك بمطار فرانكفورت عام 2008 نحو 8.7 مليون يورو في أمتعة أربعة لبنانيين، ونصف مليون يورو أخرى في مسكن أحد المشتبه فيهم بمدينة شباير بولاية راينلاند بفالتس». وألقى محققون من سلطات الجمارك بالتعاون مع محققين من الشرطة الجنائية في ألمانيا في أكتوبر من العام 2007 القبض على شخصين من عائلة لبنانية تعيش في مدينة شباير، يشتبه في أنها هربت مبالغ كبيرة من عوائد تجارة الكوكايين في أوروبا إلى لبنان عبر مطار فرانكفورت وسلمتها لشخص على علاقة وثيقة بالدوائر العليا بحزب الله والأمين العام للحزب حسن نصر الله. كما أن الشخصين المعتقلين تلقيا تدريبات بأحد معسكرات حزب الله. كما أعلنت الأجهزة الأمنية الهولندية أنها بالتعاون مع سلطات عدة دول تمكنت من إلقاء القبض على 17 شخصًا ينتمون إلى شبكة دولية لتهريب المخدرات مرتبطة بحزب الله اللبناني. ووفقًا لما جاء في بيان السلطات الأمنية الهولندية، فقد قامت المجموعة التي ألقي القبض عليها، بنقل شحنات من مادة الكوكايين المخدرة بين دول عدة من ضمنها فنزويلا وبلجيكا وإسبانيا والأردن. حيث تشتبه السلطات بأن المجموعة تاجرت بنحو 2000 كيلوجرام من الكوكايين خلال عام واحد. وجاءت الاعتقالات نتيجة عملية مشتركة بين الشرطة والسلطات القضائية في كوراساو الجزيرة الهولندية وبلجيكا وكولومبياوفنزويلاوالولاياتالمتحدة. وأوضح البيان أن الأشخاص كانوا على اتصال مع شبكات إجرامية أخرى قامت بدعم حزب الله ماليًا، مؤكدًا تدفق أموال ناتجة عن الاتجار بالمخدرات إلى لبنان. وقال البيان: إن المشتبه بهم هم من رعايا هولندا، وفنزويلاوكولومبياولبنان وكوبا. كما كشفت السلطات الكولومبية عام 2008 أنها ضبطت شبكة لتهريب المخدرات وغسل الأموال يشتبه في قيامها بعمليات تمويل لحزب الله. وقد قبض على ثلاثة أشخاص في العملية الدولية لضبط عناصر الشبكة المشتبه في إرسالهم بعض أرباح عمليات تهريب المخدرات لحزب الله المدعوم إيرانيًا. وقال مكتب النائب العام في بيان: إن بين أولئك الذين ألقي القبض عليهم في كولومبيا ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم كانوا ينسقون عمليات لتهريب المخدرات لإرسال بعض أرباحها إلى جماعات مثل حزب الله. وأضاف البيان دون ذكر تفاصيل: إن أولئك المشتبه بهم وهم شكري محمود حرب, وعلي محمد عبدالرحيم, وزكريا حسين حرب استخدموا شركات وهمية لإرسال أموال المخدرات إلى الخارج. كما ظهر تاجر المخدرات الكولومبي وليد مقلد عام 2011، على شاشة التلفزيون الكولومبي ليتناول تصنيع والاتجار بالمخدرات الذي يمتهنه حزب الله في فنزويلا بالتعاون مع مجموعات شبه عسكرية أخرى كمنظمة الفارك FARC الكولومبية المعارضة وبتسهيلات من نظام الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز. خلال هذه المقابلة التي أجريت في العاصمة الكولومبية بوغوتا من قبل Univision، من سجن المراقبة المشددة قال تاجر المخدرات ذائع الصيت وليد مقلد في شجن وهو من أصول سورية ويلقب ب «العربي»، إنه سيكشف معلومات حساسة جداً ولكن فقط للمحققين الأمريكيين. ووفق ما نقلت وكالة أنباء Colombia Reports، فإنّ مقلّد وعد أن يكشف تورط النخبة السياسية الحاكمة في فنزويلا، وعلى رأسها الرئيس السابق هوغو شافيز، في تجارة الكوكايين، والتعاون الذي يتمّ في هذا المجال مع منظمات مثل FARC وحزب الله اللبناني، على حد قوله. وقد أشار مقلد في حديثه إلى تلفزيون Univision، أنّ هناك مجموعات تعمل بنشاط في كولومبيا كحزب الله وتجني الكثير من الأموال لترسلها إلى الشرق الأوسط.