في اغلب دول العالم المتقدمة وفي الدول الخليجية تكون البنية التحتية الجيدة هي أول مايوضع في مخططات الأحياء الجديدة، حتى المدارس والمجمعات التجارية والمراكز الصحية وغيرها من الخدمات التي يحتاجها الإنسان المتحضر، ولكن لدينا في هذا البلد الطيب والمبارك، الذي يحدث هو العكس تماما، فيكون البناء أولا ثم بعد ذلك بسنوات عذاب مريرة يكون الحفر والدفن وأشياء أخرى لا يمكن لبشر تصديقها ولا أن ذلك يحدث في بلد كالمملكة العربية السعودية ولكن ولشديد الأسف أن .ذلك هو مايحدث بالفعل يشتري المالك الأرض ثم يأتي المطور ويمسح المخطط ثم تباع الأراضي المرتفعة شوارعها والشاهقة الارتفاع والتي تبلغ في بعض الفئات ثلاثة أمتار والتي تصلح لبناء قبو تحت المنزل ولكن ليس الكل يستطيع ماديا بناء قبو او سرداب تحت منزله وإن كان بحاجة له، فهو بالكاد استطاع توفير مبلغ شراء الأرض والبناء على قدر الحال لغرض السكن وليس البهرجة والمفاخرة والتطاول في البنيان. بعد السكن يعاني قاطن هذه الأحياء البائسة من قلة الماء ومن عدم وجود الخدمات الأساسية ومن الحشرات والفئران التي تشاطره السكن في هذه الأراضي مع تردي مستوى النظافة وعدم نقل النفايات وكأنه ساكن الصحراء غير انه ارتبط بالأرض فلا يستطيع الرحيل عنها كما كان يفعل أجداده البدو الرحل في الزمن الجميل. فلا خدمات لديه من أي نوع الا أن يضطر للذهاب إلى الأحياء القديمة التي تأسست قبل ثلاثين عاما ويزيد وعليه أن ينتظر هو وأسرته ثلاثين عاما قادمة ليكون لديه جزء غير مكتمل من بعض خدمات لا تكاد تذكر. الخدمات الصحية ضرورة ملحة وخدمات النظافة والمجاري بدل (حفر البلاعات) ونقل النفايات وخدمات توصيل الغاز-انصح باستخدام أفران الكهرباء-السوبرماركات الجيدة والمغالاة بتقديم الخدمات بشكل يفوق الوصف واستغلال ذوي النفوس الضعيفة لساكني الأحياء الجديدة ورفع الأسعار عليهم بحيث لا تقدم خدمة إلا بكسر حاجز السعر المعتاد ورفعه. فإلى متى ستستمر معاناة الأهالي في هذه الأحياء دون الالتفات لها ورفع مستوى الخدمات فيها فساكنوها بشر ومواطنون، يحبونها كحبهم لأبنائهم كما يحب كل مواطن شهم أرضه التي ولد عليها ونشأ فيها. نأمل من المسؤولين كل من مكانه النظر بعين العدل والإنصاف لهذه المخططات خاصة وهي في وطن الخير والنماء والمشي الحثيث على خطى المدن العالمية التي تنافس الدول الكبرى على دروب الخير والنماء والجمال والإمكانيات كلها متوفرة لدينا والفضل لله ثم لنباهة خادم الحرمين مليكنا المفدى سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، فقط ينقصنا الإخلاص في العمل ونبذ الأنانية وزيادة جرعات الاهتمام مع التطوير للأرض كاهتمامنا بساكنيها والله الهادي للخير كله.