في شهر فبراير القادم يكمل رئيس زيمبابوي روبرت موجابي عامه الثاني والتسعين وتستعد زوجته السيدة غريس لخلافته من خلال طبخة يعد لها الرئيس نفسه واصحاب المصلحة في حزبه. غريس تتصدر هذه الايام نشرات الاخبار وشاشات التلفزة والصفحات الاولى في صحف زيمبابوي. وقد امضت معظم وقتها العام الماضي متنقلة عبر البلاد طولا وعرضا تخاطب انصار الحزب وتوزع الطعام والملابس والالات الزراعية. يسمونها في الريف الأم غريس وصورها على نوافذ السيارات وقمصان ال «تي شيرت» في المدن. شعارهم "جميعنا مع الام غريس". في شهر ديسمبر الماضي اعلنت اثناء مخاطبتها لقاء جماهيريا في جنوب شرق البلاد انها فوق نائب الرئيس وتسبقه في السلطة قائلة "صحيح انه يتمتع بتجربة سياسية اكثر مني لكن هذا لا يعني ان السيدة الاولى تأتي بعد نائب الرئيس". صعود غريس موجابي في عامها الخمسين على المسرح السياسي بدأ في عام 2014 عندما عينها زوجها الرئيس رئيسة لرابطة النساء في حزب زانو الحاكم مكافأة لها على الدور الحاسم الذي لعبته في اسقاط جويس موجورو نائبه السابق مستخدمة التظاهرات والمواكب المنظمة واتهامه علنا بالفساد والمتاجرة السياسية مقسمة انها "ستجعل زوجها يعزله لانه يريد اغتصاب السلطة" وكان لها ما ارادت. رئيس منتدى الزمبابويين المنفيين في جنوب افريقيا المحامي غبرائيل شومبا وصف غريس بانها" اقوى السياسيين في حزب زانو حاليا. فهي ترتدي عباءة زوجها وتستخدم تلك السلطة المكتسبة لتدمر منافسيها بقسوة فائقة". في نوفمبر الماضي وجهت كلامها للمعارضة امام تظاهرة في العاصمة هراري قائلة "لن تستطيعوا اسكاتي. تستطيعون ذلك فقط بقتلي". الرئيس موجابي يدعم صعود سكرتيرته السابقة وزوجته فيما بعد لتخلفه في مقعد الرئاسة. وقد حذر المعارضة من اعتراض سبيلها بقوله "قد اكون في التسعين من عمري لكن هل ترون قبضة يدي هذه.. انها تزن تسعين طنا ولن اتردد في استخدامها". كريس موتسفانغوا الوزير في حكومة موغابي يتعرض لفقد منصبه بعد ان لمح في صحيفة مملوكة للقطاع الخاص بان غريس موجابي حققت صعودها السياسي بسبب زواجها من الرئيس. وقد سبقه في الطرد من الحزب خلفه جابولاني سيباندا عام 2014 وهو مواجه بتهم جنائية بعد وصفه صعود غريس السياسي السريع بانه "انقلاب في غرفة النوم". كان احد القضاة و هو عضو في البرلمان متحالف مع نائب الرئيس اعتقل في ديسمبر لوصف احد زملائه في البرلمان الموالي لغريس ب "الاحمق" لوضعه ملصقات تدعم السيدة الاولى على سيارته وقد اتهم بارتكاب ممارسات تهدد السلام واطلق سراحه بالضمان بعد دفع 800 دولار. في المؤتمر السنوي لحزب زانو في ديسمبر الماضي رشح الحزب موجابي (92 سنة) والذي يحكم البلاد منذ خمس وثلاثين سنة لمنصب الرئيس في الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2018. وقالت زوجته "البعض يقول انه عجوز.. لقد احضرت له كرسيا متحركا ويستطيع ان يحكم من ذلك الكرسي". يشار الى ان حزب زانوا يواجه انقسامات حادة داخله وصراعا على المناصب وكان موجابي نفسه قد حذر عشية مؤتمر الحزب عام 2014 ان هذه الصراعات تحمل في طياتها عناصر انقسام الحزب "نحن نواجه حاليا مشاكل تهدد بانقسام الحزب. وعلى اللجنة المركزية الاجتماع لمعالجة المشاكل التنظيمة والادارية وعملية الانتخاب واستقطاب اعضاء جدد.. المشكلة تتعلق ايضا بالشخصيات باولئك الذين يدفعون بانفسهم الى الامام داخل الحزب يريدون تولي هذا المنصب وتلك الوظيفة". صحيفة الاندبندنت البريطانية كتبت الشهر الماضي "ان المجموعات المختلفة مدفوعة بالصراع حول خلافة موجابي الذي ظل يحكم البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1980 والمتصارعان الرئيسان ايمرسون منانجاجوا وسلفه جويس موجورو". وبعد طرد الاخير من الحزب ظهرت مجموعة جديدة اطلقت على نفسها جيل الاربعين يدعمون زوجة موجابي لتولي منصب نائب الرئيس وهذا يضعها في موقع مناسب لتصعد لخلافة زوجها الرئيس المريض. صحيفة هيرالد المملوكة للدولة نشرت مؤخرا خبرا مفاده ان الرئيس يريد ان تتولى امرأة منصب احد نوابه امتثالا لدستور الحزب.