كشفت توقعات مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية «جارتنر» عن تراجع نشاط سوق التجهيزات التقنية بنسبة 1.9% خلال العام الجاري؛ نظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها الأسواق العالمية. وأشارت إلى أن سوق التجهيزات التقنية يشمل كلا من الحواسب الشخصية والمحمولة، والهواتف والحواسب اللوحية، والطابعات. وأكدت أن هذا التراجع يعززه المزيج السلبي المكون من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تحد من قدرة الكثير من الدول على العودة إلى مسار نمو أقوى مما هو عليه الآن، إلى جانب الميول إلى الإنفاق على الهواتف المحمولة في الأسواق الصاعدة؛ نظرًا لانخفاض كلفة الهواتف المحمولة، من موجة الضعف في تبني الحاسبات اللوحية في المناطق التي كان متوقعاً لها أن تشهد معدلات نمو. أما الأجهزة المحمولة الممتازة والفائقة الأداء فمن المتوقع أن تدفع عجلة النمو في سوق الحاسبات الشخصية قدمًا عبر عملية الانتقال إلى استخدام نظام التشغيل ويندوز 10، والحاسبات الشخصية المجهزة بمعالجات "Skylake" من شركة إنتل. ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد الشحنات العالمية من الكمبيوترات الشخصية إلى 287 مليون جهاز خلال العام الجاري، أي بتراجع نسبته 1% على أساس سنوي، ولكنها من المتوقع أن تتسارع لتنمو بنسبة 4% خلال العام القادم. وأشارت التوقعات إلى أن معدل الإنفاق على سوق خدمات تقنية المعلومات سيعاود نموه خلال العام الجاري، بعد أن عانى من تراجع بنسبة 4.5% خلال العام الماضي، ومن المتوقع أن يصل معدل الإنفاق على خدمات تقنية المعلومات إلى 940 مليار دولار خلال العام الجاري، أي بزيادة قدرها 3.1% عما سجله في العام الماضي؛ بسبب تسارع موجة الزخم في تبني البنى التحتية السحابية، وقبول المشترين لنموذج السحابة. أما على صعيد خدمات الاتصالات، فمن المتوقع أن يتراجع معدل الإنفاق بنسبة 1.2% خلال العام الجاري، حيث سيصل حجم الإنفاق إلى 1،454 تريليون دولار، وسيتأثر هذا القطاع بعملية إلغاء رسوم التجوال في كل من الاتحاد الأوروبي وأجزاء كبيرة من أمريكا الشمالية. وعلى الرغم من أن هذه العملية ستؤدي إلى تنامي مستويات الاتصالات الصوتية للهواتف المحمولة وحركة البيانات، إلا أنها لن تكون كافيةً لمواجهة الخسارة المقابلة والمتوقعة في الإيرادات جراء خسارة رسوم وأقساط خدمات التجوال. كما أنه من المتوقع أن يصل معدل الإنفاق على نظم مراكز البيانات إلى 75 مليار دولار خلال العام الجاري، أي بزيادة قدرها 3% عما سجله خلال العام الماضي، حيث شهد قطاع سوق السيرفرات أكبر عملية تغيير منذ توقعات الربع السابق، وسجل سوق السيرفرات طلبًا أقوى مما هو متوقع، متفوقًا بذلك على قطاع تجهيزات "الهايبر سكيل"، التي استمر الطلب عليها لفترة أطول مما كان متوقعًا. وعادةً ما يشهد هذا القطاع موجات طلب كبيرة تستمر لفصلين قبل العودة إلى وضعه الطبيعي. ومن المتوقع أن يستمر الطلب قويًا على هذا القطاع خلال العام الجاري. لكن بالمقابل، كان للبيئة الاقتصادية المتأزمة في الأسواق الصاعدة أثر ضئيل على توقعات «جارتنر» حول الإنفاق العالمي للشركات على البرمجيات خلال العام الجاري، حيث بلغ معدل الإنفاق على تقنية المعلومات ذروته بما مجموعه 326 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 5.3% عما سجله خلال العام الماضي. وعلى الصعيد العالمي، فإنه من المتوقع أن يرتفع معدل الإنفاق العالمي على تقنية المعلومات خلال العام الجاري ليبلغ ما مجموعه 3.54 تريليون دولار، أي بزيادة قدرها 0.6% عما سجله خلال العام الماضي، والذي بلغ 3.52 تريليون دولار. وذلك بعد أن شهد العام الماضي أكبر موجة تراجع في الإنفاق على تقنية المعلومات، حيث كان معدل الإنفاق على تقنية المعلومات قد تراجع بقيمة تبلغ 216 مليار دولار عما سجله خلال العام 2014، ولن يتم تخطي عتبة مستويات الإنفاق التي سجلت خلال العام 2014 إلا بحلول العام 2019. وقالت «جارتنر» إن ارتفاع قيمة صرف الدولار أمام باقي العملات قد شكلت السبب الرئيسي وراء النتائج السلبية خلال العام الماضي، حيث واجهت إيرادات الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات موجة معاكسة في سوق صرف العملات خلال العام الماضي، ومع ذلك، سينحسر تأثير هذه الموجة خلال هذا العام فقط، حيث من المتوقع ارتفاع معدل النمو حتى 0.5%، ومع ذلك، فإن الدول الرئيسية في الأسواق الصاعدة -وعلى رأسها البرازيل وروسيا- تواجه تحديات اقتصادية متصاعدة، لذا، يتوجب على المؤسسات في هذه المناطق الموازنة ما بين خفض التكاليف وفرص النمو خلال أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي.