كان من الممكن أن يكون عنوان هذا المقال: كيف تكون أحمق؟ كيف تكون ناقص عقل؟ كيف تثبت ضعف ديانتك؟ كيف تعق مجتمعك؟! ولكني رأيت أن لقب "مهايطي" يجمع ذلك كله، ولا يمكن للإنسان السوي أن يكون مهايطياً كأولئك الذين تنقل كاميرات جوالاتهم حماقاتهم، إلا إذا قام بالخطوات التالية: * عطّل عقلك! فمن يفكر بعقل لا يمكن إلا أن يضع الشيء في موضعه، فلا يسرف ولا يبخل، بل يكون كريماً صدقاً! * قلّل خوفك من الله! فمن يخفِ الله حقيقة يعلم أن المال الذي بيده مسؤول عن كل ريال يصرفه بحق أو بغير وجه حق، ويدرك أن النعم دوّارة ولا يمكن بقاؤها إلا بالشكر واستعمالها فيما يرضي المولى الذي جعل المبذرين إخوان الشياطين، وشدد العقوبات على المتلاعبين بالنعم! * أتقن فنون التمثيل! لأنه لا يمكن أن يقوم بمثل تلك الأعمال إلا مهايطي يتقمص دور الكرماء وهو أبعد الناس عنهم، وكما قال المتنبي: وللنفس أخلاق تدل على الفتى أكان سخاءً ما أتى أم تساخياً فالسخي لا يمكن أن يهايط لأن الكرم جزء من طبيعته، أما المهايطي فهو متساخٍ ولذلك تفضحه أخلاقه عند أول اختبار بعد مشهد المهايط. * ادع لمناسباتك السفهاء فقط! فالعاقل يفضحك ولا يمكن أن يجلس في مسرح الهياط إلا السفهاء أمثال المهايطي! * حتى تحقق أهدافك من هياطك، وثق هذا الهياط بكاميرا الجوال، فلا يمكن أن يجتمع الستر والتواضع مع الهياط! وأختم بتنبيهين مهمين: * المهايطي لا يمثّل إلا نفسه، ولا يمكن أن يمثل عائلة أو قبيلة أو منطقة، والدليل حجم الاستنكار الذي يصحب تصرفاتهم، وكون مكونات مجتمعنا –ولله الحمد- تناقلت المكارم جيلاً إثر جيل، كما أنها حفظت للكرام أفعالهم وأكثرها بسيط وقليل ولكنه صادق، أما أدعياء الكرم فقد تجاهلتهم على مر العصور! * لا يحق للبخيل استغلال هذه المقاطع في التهجم على كرام مجتمعنا، فالمهايطي والبخيل وجهان لعملة واحدة، وكلا طرفي الأمور ذميم! وقانا الله من كل مهايطي ومهايطية، وسبحان الله ما أقوى تحمل الأرض!