في ظل سباقات العصر المحمومة، وصراعات الموضة المصروعة، وتكالب المحطات الفضائية المجنونة.. والتي ألقت بظلالها على حياتنا اليومية كما، وكيفا!. وأصبحت حياتنا سرعة في سرعة.. والسؤال البريء يبقى مطروحا: ما السبب في كل هذه السرعة الهستيرية، والتي لا تسمح لنا حتى بالتقاط أنفاسنا ولو لحظة؟. الإجابة ترمي بحجر الأعذار الواهية التي لا تحترم المنطق، ولا تحكم العقل إطلاقا، وإنما سنة ابتدعها ثلة يمارسون حياتهم بأقل جهد ممكن، لا يهتمون بالهمة وصنع المجد، هم باختصار متوكلون، متخاذلون، يعشقون الراحة والنوم والكسل، ضاقوا ذرعا بالكفاح والصبر في مجابهة الحياة والتحديات والصعاب، فسلكوا طريق الاختصار المبني على «طرطشة مشي حالك» فوافقت فيسيولوجيتنا، وتركيبتنا العشوائية القائمة على الفوضى، و«الأنا»، وعدم احترام لذاتنا والناس من حولنا، وما زال سفيه يتشدق باسطوانة «أبو فلان» وكأنها مسوغ يجيز التعدي على «عامل وقود» مسكين، ومسوغ لما يمكن تسميته بحالة «شوفت نفس» وعلى إيش يا حسرة؟!. إنه الهياط.. «قاتله الله».. الهياط، وما أدراك ما الهياط..؟!. مرض نفسي يصيب الفارغين في الحياة، فيعمد جهلا لتمجيد نفسه، وتعليق شجرة الأنساب في المجلس، ويكتب على باب منزله فلان بن فلان بن.. بن، وفاصل طويل من بن وأخواتها تنتهي بعد إصابتك ب «ضيق التنفس» وكأنك في رحلة سفر عبر طريق وادي الدواسر بالسليل بالرياض برا.. في يوم صيف عاصف «طفشوه» لتبدأ رحلة طويلة مع «آل فلان من ظهر آل فلان.. من بطن آل فلان.. وهكذا هو طريقها.. والشخصية «المهايطة» المتملقة المزيفة، تعاني صراعات نفسية متناقضة في أحيانٍ كثيرة.. باختصار «وجاهة اجتماعية» مفرطة في التدليس، والكذب والافتراء، فتراه يهايط ويشاكس في كل شيء، وقد تصدر المجالس لابسا «البشت الوقار»، يعرف كثيرا من الناس، عنده عدة جوالات.. ويواصل اتصاله بصوت صارخ «أعذرني ما عندي وقت.. أكلمك بعدين». ولا يكاد يخلو مجتمع أو جلسة.. إلا وتقابلك شخصية «المهايطي فلان»، التي تتواصل مع «مهايط» آخر قائلا «ونعم»، ليتم الموافقة على التواصل «المهايطي» بقوله «ما عليك زود». ومضة: كل شيء في حياتنا تحول إلى سرعة في سرعة على طريقة وجبات «التيك أواي» السريعة. فكلمتان نسمعهما كثيرا، ونرددهما طويلا لا شعوريا. «سرعة، سرعة»، في المغسلة، في البقالة، في الجوال، في السيارة، في المطعم، في الشارع.. حتى في أحلامنا..!. [email protected]