«المهايط» عندنا لا توجد عليه عقوبات، وفي أحيان كثيرة يكون لازمة اجتماعية، تقود إلى إعطاء رسائل للمحيط بنا، على الرغم من أن هذا المحيط بنا من أشخاص وغيرهم يعرف أن ما نطلقه من تصريحات لا تعدو كونها «هياطة» لا قيمة لها. هناك طالب سعودي مبتعث في الولاياتالمتحدة قاده المهايط إلى المحكمة بعد أن هدد بتفجير جامعة وذلك كردة فعل على تأخر وجبة الفطور الخاصة ب«جناب مهايطة» طبعا مثل هذا السلوك عادي جدا في المملكة، فكل شيء في البلاد من الممكن التهديد بتفجيره، لكن بالتأكيد الموظف الذي تهدده بالتفجير هو أول من يعلم أن المهدد مجرد مهايطي لا قيمة له، ولكثرة المهايط في البلاد وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها التهديدات الإرهابية التي تطلقها القاعدة مجرد هياط إرهابي. المشكلة الحالية التي تواجه وزارة الخارجية هي في كيفية مساعدة المبتعث المهايطي فما أقدم عليه من تصريحات غير مسؤولة لا يعد هياطا هناك، بل يعد جريمة تترتب عليها عقوبة، ولهذا على وزارة الخارجية مهمة بالغة الشدة في البحث عن محام أو فريق قانوني قادر على إقناع القضاء الأمريكي بأن ما أقدم عليه الطالب السعودي مجرد هياط، وأن هناك فروقات بين الهياط والتهديد. هذا الجهد القانوني لن تقتصر فائدته على الطالب المتهم حاليا، بل سيستفيد منه مختلف الطلاب السعوديين في الخارج، الذين هم أبناء لهذا المجتمع الذي بات يمارس الهياط بمختلف أشكاله، فعلى الرغم من أن الهياط القولي هو أكثرها انتشارا، إلا أن الهياط بالفعل والإيماء منتشر وهذا ما يخص الأفراد، أما على مستوى المؤسسات فهناك هياط أكاديمي تمارسه الجامعات، وهناك هياط المؤسسات الحكومية والخدمية، وغيرها، ولهذا من الطبيعي أن تكون «مهايطيا».