أيام مرت، ومحبو كرة اليد السعودية يضعون أياديهم على قلوبهم خوفا من أن تحرم تلك الإصابة التي ألمت بحارس المنتخب السعودي الأول محمد آل سالم من الوجود في البطولة الآسيوية ال(17) لكرة اليد في العاصمة البحرينية المنامة. ازداد القلق، بعدما تأكدت حاجة آل سالم لإجراء عملية جراحية في وتر القدم قد تبعده لعدة أشهر عن الملاعب، فراقبت الأعين حراس الفرق المشاركة في دوري الدرجة الممتازة، بحثا عمّن يستطيع سد الفراغ الذي سيتركه غياب الحارس السعودي الأول، فكانت المفاجأة أن الجولات الأولى التي لعبت في الدوري الممتاز قد شهدت بروز العديد من الحراس المميزين، كحارس النور نذير أبو سرير وحارس الخليج أحمد عباس، اللذين كانا نجمي المباراة الختامية لبطولة النخبة بين الخليج والنور. احتار الجميع فيمن يمكن له سد هذا الفراغ، خاصة وأن غالبية الحراس الذين تألقوا في الجولات الأولى لا يملكون الكثير من الخبرات على مستوى البطولات الخارجية الكبرى، كالبطولة الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم. اقترح البعض الاستعانة بأسد من الماضي الجميل، لأن وجوده في المرمى كافٍ لإرعاب كافة الخصوم، لكن مناف آل سعيد أعلنها مسبقا بأن قصته داخل الملعب قد انتهت، وبأنه عاكف على كتابة قصة جديدة في خارجه مع جيل جديد من الحراس الذين ينتظرهم مستقبل كبير. أعلن الاتحاد السعودي لكرة اليد قائمة الأخضر التي ستستعد للمشاركة في البطولة الآسيوية، بتواجد ثلاثي الحراسة محمد آل نصفان ونواف المطيري وجعفر الصفار، ليطلق البعض أحكامه المتسرعة، ويعلنها بالفم المليان، الأخضر لن يتواجد في فرنسا (2017)، دون إبداء الأسباب. لكن الجميل في القصة، أن اتحاد كرة اليد برئاسة تركي الخليوي والجهازين الفني والاداري للمنتخب أعطوا كل الثقة لثلاثي الحراسة السعودية، خاصة وأن آل نصفان قد قدم للتو مستوى كبيرا جدا في البطولة العربية للأندية. اقترب اللقاء الأول مع المنتخب الايراني، وتعالت أصوات دقات القلوب، خوفا من ألّا تتمكن الحراسة السعودية من مجاراة قوة الهجوم الايراني المتميز في التسديد من خارج منطقة ال (9) أمتار. بدأت مباراة ايران، وتواجد في حراسة المرمى الحارس الأكثر خبرة في الثلاثي المتواجد وهو محمد آل نصفان، الذي لم يكن بحاجة لكثير من الوقت قبل أن يثبت للجميع أن حراسة الأخضر ما زالت بخير، وأنها بأمان مهما تغيرت الأسماء. تألق النصفان في التصدي للتسديدات والاختراقات الايرانية، وقاد المنتخب السعودي بكل اقتدار لتحقيق فوز مهم جدا وبفارق خمسة أهداف على أحد أقوى المنتخبات الآسيوية في السنوات الأخيرة. أما في المباراة الثانية، ورغم التخبطات الكبيرة لمدرب المنتخب الكرواتي نيناد، فقد كانت مشاركة الحارس الشاب نواف المطيري حسنته الوحيدة في لقاء الامارات. فالمطيري ورغم قلة تجربته وصغر سنه، كان سدا منيعا أمام الكثير من الهجمات الاماراتية التي غزت المرمى السعودي، في ظل دفاع سعودي متهالك خلال ذلك اللقاء. أفاق «نيناد» من سباته عقب مضي (20) دقيقة من لقاء الامارات، فقام بالكثير من التغيرات، لكنها لم تمس المطيري الذي تجلى بشكل رائع طوال تلك الدقائق. ووسط توهان نجوم الاخضر، كان المطيري حاضرا وبقوة، ليساهم بنسبة كبيرة جدا، في خروج المنتخب السعودي بأقل الخسائر من خلال التعادل مع المنتخب الاماراتي. ومع نهاية ذلك اللقاء، تبدد كل الخوف الذي احاط بالحراسة السعودية، وأيقن الجميع أنه لاخوف أبدا عليها. اعتزل مناف واصيب السالم، وبقت الحراسة علامتنا الفارقة. نواف المطيري