أكد نفطيون أن الأسواق النفطية قد استوعبت منذ شهور تأثير دخول النفط الإيراني للسوق، مما يجعل تأثير رفع الحظر عن صادرات إيران البترولية على السوق النفطي محدودا جدا. واستبعد الاقتصاديون خلال حديثهم ل "اليوم" أن تلجأ إيران إلى إغراق السوق بالنفط الإيراني بعد تحررها اقتصاديا، وأرجعوا ذلك إلى وصول النفط لأدنى من 30 دولارا للبرميل، وكون تكلفة إنتاج براميل النفط الإيراني تساوي 17 دولارا، يشير إذا تم إغراق السوق إلى تهاوي أسعار النفط وتصل إلى سقف 20 دولارا للبرميل، وذلك يتسبب في مزيد من الخسائر للاقتصاد الإيراني. تضرر الاقتصاد الإيراني وأكد عضو الشورى السابق والخبير الاقتصادي، إحسان بوحليقة، أن تأثير رفع الحظر عن النفط الإيراني سيصبح محدودا جدا وأثره الايجابي سيكون داخل إيران، وذلك باعتبار فترة الحظر الطويلة أضرت بالاقتصاد الإيراني كثيرا. ويؤكد بوحليقة أن سياسة إيران النفطية والآلية التي ستنتهجها عند رفع الحظر هي ما تحدد تأثير دخول النفط الإيراني على الأسعار العالمية للنفط، وذلك إما أن تضخ إيران كمية كبيرة إلى الأسواق وتبيع نفطها بأي سعر، وذلك سيكون له اثر سلبي على إيران وأسعار النفط، أو أن تتعقل إيران وتضخ نفطها بكمية متدرجة بناء على قابلية السوق. منوهاً أن أسعار النفط اليوم قد كسرت حاجز 30 دولارا وهي قابلة للانخفاض والوصول إلى 20 دولارا، لذا من المستبعد أن تلجأ إيران إلى إغراق السوق بالنفط الإيراني لأنه سينعكس سلبا ويزيد من تضرر الاقتصاد الإيراني. السوق يصحح نفسه ومن جهته، وصف عضو مجلس الشورى والخبير النفطي فهد بن جمعة تأثير رفع الحظر عن صادرات إيران البترولية على السوق النفطي بالمحدود على المدى القصير؛ وذلك يرجع لاستيعاب الأسعار أي زيادة في السوق وبالأخص دخول النفط الإيراني. ويضيف: إنه على المدى المتوسط "بعد عدة أشهر" سيصحح السوق نفسه ويصبح التأثير يعتمد على إجمالي الفائض، وذلك بأن تعود الدول ذات الإنتاج الضخم ذي التكلفة العالية إلى تخفيض إنتاجها، وأن ترفع الدول ذات الإنتاج المنخفض كمية إنتاجها. وأوضح ابن جمعة أن السوق النفطية اليوم أصبحت سوقا حرة لا يمكن لأحد التحكم بالأسعار أو كميات الإنتاج لأي دولة منتجة أخرى، ولكل دولة سياستها النفطية. عقود مستقبلية وفي السياق ذاته، يؤكد الخبير النفطي حجاج بو خضور أن الأسواق النفطية قد استوعبت منذ شهور تأثير دخول النفط الإيراني للسوق، وذلك باعتبار أن عقود النفط المستقبلية وضع فيها احتمالية عودة النفط الإيراني، وذلك يجعل تأثير رفع الحظر عن صادرات إيران البترولية على السوق النفطي محدودا جدا. ويرى بو خضور أن سياسة إيران النفطية ذات قيمة اقل من السوق بشكل كبير، ومثلها روسيا لتجذب السوق لشراء النفط الإيراني، ولكن في الفترة الحالية لا تسعى للبيع بسعر اقل، وذلك لأنها ستكون اكبر المتضررين. كما أشار صندوق البنك الدولي أن تكلفة إنتاج إيران للبرميل الواحد تساوي 17 دولارا، وأسعار النفط اليوم وصلت لأدنى من 30 دولارا للبرميل، حيث هبط الخام الأميركي في العقود الآجلة إلى 29.75 دولار للبرميل، ونزل برنت في العقود الآجلة تسليم آذار (مارس) إلى 29.93 دولار للبرميل. ولفت بو خضور إلى أنه بعد عدة أشهر سيتجه السوق لمرحلة التصحيح المعتمدة على إجمالي الفائض وتكاليف الإنتاج الأقل، وسيكون البقاء في السوق لمن لديه الفائض وتكاليف إنتاج اقل.