جسدت الشابة منى الفردان البالغة من العمر 30 عاما مثلا عظيما في البر والإحسان للوالدين، وضربت أروع الأمثلة نحو والدها حبيب الفردان (58 عاماً) بتبرعها ب 60 في المائة من كبِدها له؛ لتنهي بذلك معاناة مرضية استمرت 20 عاما، حيث اجريت العملية مؤخرا في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام وتكللت - ولله الحمد - بالنجاح. الشابة مُنى في عقدها الثالث، متزوجة ولها ابنتان من جزيرة تاروت بمحافظة القطيف تقول عن بادرتها هذه: "فكرة التبرع بجزء من الكبد لوالدي بدأت لدي بعد رؤية المعاناة اليومية التي يكابدها والدي مع المرض، وعندما تطور مرض والدي وتدهورت حالته الصحية بادرت في تقديم المعونة له عبر اقتطاع جزء من كبدي، خاصة بعد قرار الأطباء بضرورة اجراء العملية لاستعادة والدي عافيته كحافز اضافي له". واشارت الفردان أن العملية الجراحية التي تكللت بالنجاح سبقتها العديد من الفحوصات الضرورية للتأكد من التوافق وعدم وجود خطورة كبيرة على المتبرع، مبينة أن الفترة التي تطلبتها الفحوصات الطبية والتحاليل اللازمة نحو شهر ونصف، وأن المرحلة اللاحقة تمثلت في تحديد موعد اجراء العملية الجراحية، مشيرة إلى أنها أدخلت مع والدها في غرفة العمليات لاجراء العملية، حيث استغرقت عمليتها 8 ساعات تقريبا فيما بلغت العملية الجراحية لوالدها 12 ساعة. وذكرت الفردان أن الفريق المشرف على العملية الجراحية في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام قرر ابقاءها في المستشفى تحت الرقابة الدقيقة لنحو اسبوع بعد الانتهاء من العملية الجراحية، وأنها ولله الحمد لا تعاني كثيرا من المضاعفات بعد الخروج من المستشفى، فيما لا يزال والدها يخضع للعناية الطبية في المستشفى، وقالت ان عملية التبرع بجزء من الكبد للوالد لم تمر بسهولة، فقد وجدت معارضة من والدتها، ليس من باب الوقوف أمامها لالغاء الفكرة، وإنما من باب الخوف على صحتها، خصوصا وأن العملية تحمل بعض المخاطر الصحية في حال لم تكلل بالنجاح. وأكدت أن عملية التبرع لشخص عزيز يولد شعورا جميلا فما بالك بالتبرع لأحد الوالدين، خصوصا وأن العملية تكللت بالنجاح، مما يسهم في انهاء المعاناة التي يكابدها الوالد منذ سنوات طويلة، مشيرة الى ان الدافع من وراء التبرع رؤية الوالد يتمتع بالصحة والعافية ليملأ المنزل سعادة بعد سنوات من التعب الشديد، سائلة المولى ان يجعل عملها قربة لله وبرا للوالد. من جانب آخر، زارت عضوات لجنة أنامل الرحمة ببلدة أم الحمام مساء يوم الاربعاء الماضي، الشابة منى الفردان للاطمئنان على صحتها وصحة والدها، حيث ثمنت اللجنة تبرع الشابة "منى" بجزء من كبدها لوالدها، مؤكدة ان هذا النموذج رائع في بر الوالدين ويشكل صورة من صور الخير المتأصلة في المجتمع السعودي.