استنفرت إندونيسيا امس الجمعة قواتها الأمنية والعسكرية تحسبا لهجمات جديدة بعد الهجمات التي وقعت أمس في العاصمة جاكرتا وتبناها تنظيم داعش، وقال المتحدث باسم الشرطة الإندونيسية أنتون شارليان إن حالة التأهب الأمني أعلنت في كامل أنحاء البلاد، وأضاف إن الشرطة في أقصى حالات التأهب، مشيرا إلى أن هذا الاستنفار يتركز خاصة في الأماكن التي يمكن أن تتعرض لهجمات على غرار مقار الشرطة والمقار الحكومية والسفارات، واعتقلت الشرطة الاندونيسية ثلاثة يشتبه انهم متشددون في مداهمة نفذت قبل فجر امس الجمعة وتبحث عن آخرين في شتى انحاء البلاد بعد يوم من الهجوم الذي شنه تنظيم داعش في قلب العاصمة جاكرتا. وهذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها التنظيم المتشدد اكبر الدول الاسلامية من حيث عدد السكان. وتشير جرأة الهجوم إلى تيار جديد من التشدد في بلد لا يشهد الا هجمات محدودة على الشرطة. ورفع قادة الشرطة في انحاء البلاد حالة التأهب وجرى تشديد الأمن في جزيرة بالي التي تجذب سائحين من استراليا ودول اسيوية اخرى. وأكد وزير الأمن العام لوهوت باندجايتان صحة التقارير الاعلامية التي تحدثت عن اعتقال ثلاثة يشتبه انهم دبروا الهجوم في منزل بمدينة ديبوك الى الجنوب من جاكرتا. لكن تلفزيون مترو نقل عن قائد شرطة ديبوك قوله إنه لا صلة لهم بهجوم جاكرتا. وقال التلفزيون ان أحدهم خبير في صناعة القنابل والثاني خبير في الاسلحة والثالث داعية. وتجري أيضا مداهمات في مناطق اخرى من جزيرة جاوة المزدحمة وفي جزر أخرى لملاحقة المتشددين المشتبه بهم. وقال انتون تشارليان المتحدث باسم الشرطة الوطنية "الآن نحن نقوم بعملية مداهمة لجاوة وحولها لأننا اعتقلنا عددا من الاشخاص من جماعتهم وتعرفنا عليهم". وأمام مركز سارينا أقدم مركز تجاري في المدينة حيث وقع الهجوم الخميس قال قائد شرطة جاكرتا تيتو كارنافيان للصحفيين: "نحتاج ان نولي اهتماما جديا للغاية لصعود تنظيم داعش". وأضاف: "نحتاج أن نعزز استجابتنا وإجراءاتنا الوقائية بما في ذلك وضع تشريع لمنعهم.. ونأمل ان يستطيع نظراؤنا في الدول الاخرى العمل سويا؛ لأنه ليس ارهابا داخليا انه جزء من شبكة تنظيم داعش". وقال وزير الامن العام إن مكتبه يعمل مع البرلمان على ادخال تعديلات على التشريعات تسمح بالاعتقالات الاحترازية. ويتفق الخبراء على ان المتشددين الذين يستلهمون نهج داعش يمثلون خطرا متزايدا وأن ثمة احتمال ان يكون بعضهم قد حارب مع التنظيم في سوريا. لكن الخبراء قالوا إن سقوط عدد قليل من القتلى الخميس يشير إلى ضلوع متشددين محليين ليسوا مدربين على مستوى عال ويمتلكون اسلحة بدائية. وأكد كارنافيان مسؤولية داعش عن الهجوم وقال ان متشددا اندونيسيا يدعى بحرون نعيم هو العقل المدبر للهجوم. وتعتقد الشرطة أن نعيم يقود شبكة متشددة تعرف باسم كتيبة نوسانتارا يقوم بتحريكها من مدينة الرقة السورية. وقال كارنافيان: "أبلغتنا المخابرات بأن فردا يدعى بحرون نعيم.. أصدر أوامر للخلايا التابعة له في اندونيسيا لشن هجوم". وأضاف: "هدفه هو توحيد كل العناصر الداعمة لداعش في جنوب شرق اسيا بما في ذلك اندونيسيا وماليزيا والفلبين". وقال قائد شرطة جاكرتا أن اندونيسيا يجب أن تعزز دفاعاتها ضد تنظيم داعش وتعمل مع جيرانها على التصدي له.