دخل أمس طالع "الشبط" الذي يتكون من نجمين هما: "النعايم" و"البلدة", وعند العامة شباط الأول وشباط الثاني وعدد أيامه 26 يوماً يأخذ كل نجم 13 يوماً، ويصفه العامة بأن رياحه تهب من الجهة الشرقية وهي صلفة باردة, وتسميها "الشبط مبكية الحصني" وسميت بذلك لأن "الحصني" وهو الثعلب يحفر جحره ويضع فتحة الجحر للشرق من أجل أن تدفئه أشعة الشمس عند الشروق, لكن الهواء الشرقي البارد الذي يهب في موسم الشبط يلج إلى داخل الجحر فيبكي الحصني من شدة البرد كما يقول العامة. كذلك يسمي البعض الشبط ب "برد الطويلين" أي الجمال والرجال وهما غالباً أكثر المتضررين من برد الشبط. وقال المتخصص بالجغرافيا المناخية المشرف على جوال كون الدكتور عبدالله المسند، أن الشبط له علامات يستدل بها العامة على دخوله منها: كثرة هبوب الرياح الشمالية الباردة نتيجة تساقط الثلوج على المناطق الشمالية، ورؤية نوء "الشول" فجراً واضحاً وهو من برج العقرب آخر نجوم المربعانية، وشدة عصف الرياح، لذلك يقول العامة "شباط: مقرقع البيبان" كناية عن شدة هبوب الرياح التي تحرك الأبواب، كما تكون السحب متقطعة وتمر بسرعة، وصفاء وزرقة السماء غالباً. وأضاف، أن الشبط تسمى في الخليج برد "البطين" لأنهم يعتبرون المربعانية بداية البرد, والبطين شدة البرد لكون بردها قارس وشديد ويتميز بالصقيع وهو الطالع الرابع من فصل الشتاء، مشيراً إلى أن بردها أشد من برد المربعانية لأنه يتسم بالجفاف, إلا أن بردها يكون خارج البيوت, وليس في الأمكنة المغلقة خلافاً للمربعانية. إلى ذلك، أوضح الباحث الفلكي سلمان الرمضان، أنه تبقى من الشتاء "النعائم" و"البلدة" وهي الفترة التي تسمى الشبط وتبدء منتصف يناير الجاري وتستمر 26 يوماً، ويشتد فيها البرد، وتليها نجوم السعود المعروفة ب "العقارب" وتبدأ باردة ثم تخف تدريجياً، مؤكداً أن الإجاز المدرسية بين الفصلين ستشهد برداً قاسياً ولكن حالة الطقس ستتوقف على حركة الغلاف الجوي في تلك الأثناء. وأوضح الرمضان ل "الوطن" أمس، أن الشتاء كفصل لم ينتصف وبقي منه 68 يوما، مشيراً إلى أننا على موعد مع هجمة باردة ستكون شديدة خاصة في الثلث الأول من ربيع الأول، وينتهي الشتاء فلكيا بدخول الربيع في 21 مارس، لكن البروده تخف قبل ذلك. وعن الأبراج الفلكية وعلاقتها بالطقس، أشار الرمضان إلى أن الطقس هو الحالة الجوية لفترة معينة كيوم معين، ويمكن معرفته من خلال حركة الضغط الجوي واتجاه الرياح، مضيفاً أنه تجاوزاً يمكن القول أن الحركة الكونية للشمس هي حركتها الظاهرية أمام خلفيتها من النجوم أو في الأبراج سواء كان ذلك حسب الأبراج الاصطلاحية أو الحديثة الحقيقية، مبيناً أنه من خلالها يتحدد موعد بدء فصول السنة، معتبراً أن هذه الحركة ليست هي من يؤثر في حالة الطقس اليومية لكن من خلالها يعرف حالة المناخ العامة لمنطقة جغرافية معينة في فصل ما. وأشار إلى أن موسم الأمطار بدأ من "الوسم" ويستمر حتى مايو القادم، ولكن هطول المطر يتوقف على حركة السحب وليس مجرد موسم المطر يكون ممطراً مع العلم أن مناخ المملكة يتفاوت من منطقة لأخرى.