حين تأسست بمنطقة جازان عام 2012م برعاية ودعم مجلس التنمية السياحية وبإشراف الشاعر محمد يعقوب استطاعت خلال تلك الفترة القصيرة أن تؤكد وجودها وأن تستقطب شعراء من كل انحاء المملكة والوطن العربي وفي دورتها الرابعة التي انتهت فعالياتها الأحد الماضي، إذ قدمت اكثر من 30 شاعرا وشاعرة عبر ثلاث أمسيات شعرية وبحضور جمهور كبير. جازان .. يا سرّاً أحاول فهمهُ ما أصعب الأحلام حين تؤجّلُ حاولتُ.. بالحبّ الموارب أن أرى ما لا يُرى.. وحملتُ ما لا يُحملُ وظمئتُ من ماء الكلام على فمي أنشودةٌ تأتي.. وأخرى تجفلُ لم أدرِ.. والشعر المبين غوايتي من أيّ أبواب الفصاحة أدخلُ كانت هذه الأبيات بداية الإجابة على سؤال (الجسر الثقافي) لمشرف ومؤسس الجائزة الشاعر محمد يعقوب عن كيف نشأت الفكرة وكيف تحققت؟. يقول يعقوب: في 2011م، راودني حلم كبير، فتقدمت باقتراح للجنة مهرجان جازان الشتوي بأن نجعل مسابقة للشعراء الشباب تحت 25 سنة، ساعد على ذلك وجود جيل جديد من الشعراء لا يشبه أي جيل مرّ على منطقة جازان. مولد الحلم.. (ليالي الشعراء) الموسم الأول 2011م بعد هذا النجاح على مستوى المنطقة، كبر الحلم فتقدمت بمقترح أن تكون ليالي الشعراء على مستوى الوطن العربي فجاءت.. (ليالي الشعراء) الموسم الثاني 2012م. أما الفعالية فلم أجد متعة أكثر من تلك المتعة التي شعرت بها أثناء المسابقة، وأما الشعر فقد كان فارهاً للغاية. وأما أصدقائي في الموسم الأول من ليالي الشعراء فأصبحوا المنظمين للموسم الثاني.. في نهاية 2012م، وأثناء فترة التحضير للموسم التالي من المهرجان، تسللت إلى حجرة حلم أخرى، كان الحلم تحويل المسابقة إلى جائزة، وبما أنها للشعر، فلا بد أن تحمل اسماً شعرياً كبيراً على مستوى منطقة جازان، فلم أفكر طويلاً كان (محمد بن علي السنوسي) ماثلاً أمامي ليس شاعراً لمنطقة جازان فحسب، بل (شاعر الجنوب). قمت بزيارة للأستاذ يحيى بن محمد علي السنوسي بن الشاعر الأكبر تحدث إليه بالفكرة فرحب، وبقي أن أقنع مجلس التنمية السياحية بمغامرة جديدة نخوضها معاً، وبالفعل عرضت المقترح على اللجنة التنفيذية للمهرجان الشتوي بالمنطقة، وتمّ الترحيب بالمقترح، ولكنّ اللحظة الحاسمة في تاريخ الجائزة هي موافقة سمو أمير المنطقة -يحفظه الله- على إطلاق اسم رمز من رموز منطقة جازان على جائزة يشرف عليها وينظمها مجلس التنمية السياحية بمنطقة جازان، والذي يرأسها سموه الكريم. وهكذا بدأت جائزة السنوسي لتضع جازان لنفسها مكاناً ضمن خارطة الثقافة والشعر في العالم العربي مثلها مثل كل المدن العربية التي يستظلّ الشعر تحت سماواتها أياماً ثم يمضي لسماء أخرى وهذا من أهم أهداف الجائزة. ويمكن القول إن عدد المشاركين في الأمسيات الشعرية على هامش جائزة السنوسي عبر دوراتها الأربعة 99 شاعراً، كالتالي: من العالم العربي 31 شاعراً من داخل المملكة 34 شاعراً من جازان 34 شاعراً. أما فيما يخصّ المنافسة على الجائزة فقد كان الشعراء المتقدمون للمنافسة على جائزة السنوسي من المملكة العربية السعودية، مصر، الكويت، سلطنة عمان، الأردن، اليمن، الجزائر، تونس، سوريا، العراق، قطر، الإمارات، المغرب، لبنان، السودان، فلسطين، بوركينا فاسو، وأخيراً، من السويد (مقيم عراقي). وحول مشاركة الشباب التي لفتت الأنظار الى الدورة قال يعقوب: من أهم أهداف الجائزة إبراز الشعراء الشباب وكانت نسبة مشاركة الشعراء الشباب في دورات جائزة السنوسي كبيرة وفي هذه الدورة تعدت نسبة 57 في المائة. ولم تنس الجائزة أيضا تكريم رموز المنطقة والتعريف بهم، إذ كرمت الجائزة 23 رمزاً في الشعر والقصة والرواية والثقافة عموماً، واستضافت الجائزة أسماء كبيرة على مستوى النقاد والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي، ولقد كان من أهداف الجائزة أيضاً التعريف بمنطقة جازان سياحياً. وعن التنافس على الجائزة في الدورة الرابعة التي انتهت فعالياتها الأحد الماضي قال الشاعر محمد يعقوب: تنافس على الجائزة 34 مجموعة شعرية من 12 دولة عربية. * وحصل علىها الشاعر محمد عبد الباري من السودان عن ديوانه «كأنك لم». * وشارك في الأمسيات الشعرية المصاحبة للجائزة 33 شاعراً وشاعرة. بدوره قال الفائز بالجائزة هذا العام: «ارتباط الجائزة بجازان يعني لي الكثير فهي موطن كثير من الشعراء الكبار، فضلا عن ذلك فأنا تعلمت الشعر على يد أبناء جازان». واضاف: استطاعت في زمن وجيز أن تحجز لها مكانا بين الجوائز المحلية. وانتهت فعاليات الجائزة وحملنا عند مغادرتنا جازان -التي تقف شامخة على الحدود مع اليمن- الكثير من الذكريات التي ستظل في الذاكرة لتلك المنطقة التي انجبت الكثير من الشعراء المتميزين. جانب من الحضور يعقوب والشاعر الفائز محمد عبدالباري