لم يعد هناك خيار أمام الاتحاد الأسيوي لكرة القدم سوى الاستجابة لطلب الاندية السعودية المشاركة في دوري ابطال آسيا التي تنطلق فبراير المقبل، بعدما أعلنت أندية الهلال والنصر والاهلي والاتحاد رفضها اللعب في ايران، وابدت رغبتها المشتركة بنقل المباريات الى ملعب محايد. طلب الأندية السعودية لم يكن وليد اللحظة، حيث سبق وان أعلنت تذمرها من اللعب في إيران بسبب ما تتعرض له من مضايقات واستفزازات لا حصر لها خلال تواجدها في ايران، وسبق وأن اشتكت من هذه المضايقات لكن الاتحاد الأسيوي لم يكن يحرك ساكناً لرفع الضرر الواقع على أنديتنا ولو حتى بتوجيه إنذار بتوقيع عقوبات على الاندية الإيرانية ان هي لم تكف عن تلك الممارسات البعيدة كل البعد عن الروح الرياضية. لكن الآن الوضع لم يعد يحتمل المخاطرة بالأرواح، فالمبدأ الأساسي لدولة الفيفا، هو امن وسلامة اللاعبين، وتأكد للجميع ان هذا الامر يستحيل توافره في الفترة المقبلة لاسيما وان ايران كشفت عن عدائها للعلن بعدما كان مقتصراً في السنوات الماضية على استفزازات بعثاتنا الرياضية. الاستفزازات الايرانية لا حصر لها وبدون داعٍ، مما جعل الاندية السعودية تتخذ قرار السفر الى ايران قبل المباراة بساعات، وهو ما فعله المنتخب السعودي من قبل وكذلك الهلال لتفادي تلك الممارسات المستفزة. الآن وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وسحب السفير السعودي من طهران وإغلاق القنصلية في مشهد، وايقاف حركات الملاحة الجوية السعودية إلى إيران، اصبح لزاما على الاتحاد الأسيوي التحرك بشكل عاجل للبت في هذا الملف الشائك قبل اقتراب موعد انطلاق البطولة. الاتحاد السعودي هو الآخر مطالب بالتعامل بحسم مع هذا الملف حتى وإن اقتضى الأمر تصعيد الامر للفيفا في حال عدم استجابة الاتحاد الأسيوي للطلب السعودي، اذ كيف لنا أن نقبل باللعب في ايران وهي التي لم تقدر على حماية السفارة السعودية، وظهر تخاذلها للعيان، فكيف لها أن تحمي بعثات الاندية السعودية؟. نقل المباريات الى ملاعب محايدة، يعتبر أخف ضرر من اللعب في إيران، لكنه يبقى حلا مؤقتا وليس اقتلاعاً للمشكلة من جذورها فالمفترض التحرك لأجل حل دائم من خلال إبعاد الأندية الايرانية عن مجموعة الغرب ونقلها لفرق شرق آسيا حتى نتفادى تكرار المشكلة مستقبلاً وهذا برأيي أفضل الحلول حتى ترتاح كل الأندية الخليجية من صداع المضايقات الإيرانية، فالأزمة ليست سعودية فقط لكن الأندية الإماراتية هي الأخرى أبدت تذمرها من اللعب في إيران ومن الممكن ان يتكرر الامر مع باقي الدول الخليجية لذا لابد من اتخاذ موقف موحد وقوي للتصدي للممارسات الإيرانية.