على حدود المملكة مع اليمن قصص بطولية يقوم بها يوميا أبطالنا الصامدون على هذه الحدود من أجل الذود عن حدود الوطن بكل بسالة وشجاعة. فقد عقدوا العزم على أن يدافعوا عن حياض الوطن بكل قوتهم لا يهابون الموت ولو للحظة واحدة والمهم أن تظل حدودنا آمنة. انتقلت «اليوم» إلى مواقع تلك الحدود المشتركة مع اليمن وعاشت الأجواء هناك ورصدت ما يحدث بالصوت والصورة، كما رصدت حالة الأمن والأمان التي تعيشها القرى الواقعة على هذا الشريط بفضل بسالة وإقدام جنودنا البواسل الذين سهروا لحراسة أمن الوطن وحدوده من أي اعتداءات غاشمة. وبدأت جولة «اليوم» على مراكز حرس الحدود التابعة لقطاع محافظة العارضة والمتاخمة مع الشريط الحدودي مع دولة اليمن الشقيق. ميليشيات جبانة في البداية التقينا مع المقدم عبدالله بن سعيد الشهراني، قائد قطاع حرس الحدود في محافظة العارضة بمنطقة جازان، الذي أكد ل «اليوم» أن الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أضعف من قدرتهم على فتح جبهة حرب في أكثر من محور، بل وصفهم بالميليشيات الجبانة وذلك بعد تكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد أثناء محاولتهم التسلل عبر القرى الحدودية المتاخمة للشريط الحدودي، مؤكدا أن الأوضاع على الشريط الحدودي والقرى المحاذية له يسودها الأمن والهدوء، ويعيش أهالي تلك القرى في أمن وأمان ممارسين حياتهم اليومية بشكل طبيعي. المسافة الحدودية وأضاف الشهراني إن رجال الأمن، أفراد وضباط حرس الحدود، يقومون بمهامهم الأمنية على امتداد 75 كيلو مترا، وهي المسافة الحدودية التي تحاذي فيها العارضة حدوديا دولة اليمن الشقيقة، مبينا أن دوريات حرس الحدود منتشرة على امتداد الشريط الحدودي على هيئة مراكز ونقاط ارتكاز ودوريات متحركة، وتقف بالمرصاد لكل من يحاول التسلل عبر الحدود لأراضي المملكة أو يحاول أن يقوم بعمليات التهريب بإدخال المخدرات وغيرها من الممنوعات والمحظورات، مؤكدا أن دوريات حرس الحدود وقفت ولا تزال تقف سدا منيعا ضد من يحاول التخريب والإخلال بأمن أرض الحرمين، وهو ما عاهد رجال الأمن من حرس الحدود عليه الله أثناء التحاقهم بهذا الجهاز الأمني المهم. مواقع عشوائية وأشار الشهراني إلى عدد من قرى محافظة العارضة المحاذية لمحافظة الخوبة تعرضت لسقوط مقذوفات من داخل الأراضي اليمنية على مواقع فضاء وعشوائية، بينما سقط مقذوف على منزل قبل عدة أشهر نتج عنها وفاة سيدة مسنة يمنية وإصابة طفل وعمته، مبينا أن إصابة كل من الطفل والعمة كانت سطحية وقد غادرا المستشفى بعد تلقيهما العلاج اللازم، مشيرا إلى أن سقوط هذه المقذوفات يكون بشكل عشوائي ولا يفرق ما بين المواقع المدنية أو العسكرية، وأنها تأتي بعد تجاوز محافظة الحرث لتسقط في المواقع المحاذية إداريا مع محافظة العارضة، مؤكدا أنه يتم التعامل مع مصادر هذه المقذوفات بكل حزم من قبل دوريات حرس الحدود والقوات المسلحة السعودية المرابطة على امتداد الشريط الحدودي، حيث إن من يقوم بإطلاق هذه المقذوفات أو الاقتراب من الحدود هم أفراد منتحرون لأنهم يعرفون أن لا عودة لهم بعد اقترابهم من الشريط الحدودي. وأوضح المقدم عبدالله بن سعيد الشهراني أن دوريات حرس الحدود تقوم بمهامها الأمنية وبجهود كبيرة في ضبط الحدود، حيث تقوم بالقبض على كل من يحاول التسلل أو القيام بعمليات تهريب، مشيرا إلى أن ما تم إحباطه من تهريب الحشيش خلال الشهرين الماضيين «محرم ، وصفر» بلغ 850 بلاطة حشيش، وأضاف إن من يقوم بعمليات تهريب الحشيش غالبا من الجنسيات الأفريقية. مهام أخرى من جهة أخرى تقوم دوريات حرس الحدود بمهامها الأمنية على امتداد الشريط الحدودي، وبدور اجتماعي عبر الفعاليات التي تنفذها الجهات الخدمية الأخرى، حيث شارك قطاع حرس الحدود في محافظة العارضة في تكريم عدد من أبناء الشهداء، وكذلك أحد الأطفال المصابين نتيجة سقوط مقذوف من داخل الأراضي اليمنية على منزلهم، وأوضح قائد قطاع حرس الحدود بالعارضة المقدم عبدالله بن سعيد الشهراني أن دور حرس الحدود هذا يأتي كمسؤولية في المشاركة الاجتماعية مع أفراد المجتمع، خاصة هذه الفئة من الأبناء الغالين على جميع الشعب السعودي لما قدمه آباؤهم من تضحيات أو مما لحقهم من إصابة جراء سقوط مقذوف عشوائي من قبل الميليشيات الحوثية. من جانبه، قال الطفل سلطان بن أحمد سلمان سحاري إنه أسعده كثيرا وجود حرس الحدود في حفل تكريم أبناء الشهداء وتكريمه كونه أحد المصابين جراء سقوط مقذوف على منزلهم، مبينا أنه كان يعتقد أن رجال الأمن من حرس الحدود عملهم فقط في الشريط الحدودي. حفظ الأمن وأشاد والد الطفل بدور حرس الحدود منذ لحظة سقوط المقذوف حتى تكريم ابنه ضمن الأطفال والطلاب الذين كرموا في مدرسة زيد بن الخطاب لتحفيظ القرآن، مبينا أن ما قامت به قيادة حرس الحدود بقطاع العارضة يشار له بالبنان من حفظ الأمن ورد كيد المعتدين على الشريط الحدودي، إضافة إلى دعمهم المعنوي والتشجيعي للأطفال والطلاب بمشاركتهم في مناسباتهم الاحتفائية. القبض على مهربي حشيش «اليوم» قامت بجولة على الشريط الحدودي في عدة مراكز ونقاط تابعة لحرس الحدود، حيث يسود تلك المواقع الهدوء في الوقت الذي يمارس فيه رجال الأمن من حرس الحدود مهامهم الأمنية بشكل حذر ودائم على تلك النقاط، وأثناء الجولة أظهرت دوريات حرس الحدود مقبوضات مؤخرا بعد ما كشفت الكاميرات الحرارية محاولة اختراق الشريط الحدودي من قبل 3 أشخاص من داخل الأراضي اليمنية، حيث تم رصدهم عبر مركز الكفاف الحدودي، وفور رصدهم قامت دوريات حرس الحدود بوضع كمين لهم ومتابعتهم ورصد تحركاتهم حتى وصولهم إلى أحد المواقع، حيث قام رجال حرس الحدود بعمل طوق حولهم والقبض عليهم بعد محاولتهم الفرار من الموقع، ونتج عن هذه العملية القبض على 3 أشخاص من جنسيات أفريقية كانوا يحاولون تهريب كميات من الحشيش عبر حملها على ظهورهم. يذكر أن عملية القبض كانت سريعة وبخطة أمنية محكمة، حيث نتج عنها إصابة أحد المهربين ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وإحباط تهريب 30 بلاطة حشيش حاولوا إدخالها إلى أراضي المملكة. دوريات حرس الحدود.. رصد ومتابعة مستمرة على الحدود يقظة على مدار الساعة لحماية حدود الوطن تكريم الطفل سلطان سحاري الذي أصيب بشظية غادرة