العقيد صالح العمري قائد قطاع حرس الحدود بالطوال، المنحدر من محافظة الحناكية، التابعة لمنطقة المدينةالمنورة. سرد لنا العديد من الأحداث التي عايشها منذ توليه مسؤولية قيادة حرس الحدود، ولا سيما في محافظة الطوال، بما في ذلك محاولة اغتياله على أيدي عناصر تابعة لمليشيات الحوثي. وتحدث مرارا عن نماذج مشرفة من منسوبي قيادته أصيبوا أثناء الموجهات على امتداد الحدود مع مليشيات الحوثي، وأبوا إلا العودة لمراكزهم المتقدمة، دون الإذعان للنصائح الطبية التي تلزمهم بالخلود للراحة المرضية. وأشار إلى صداقاته مع عدد من الضباط والجنود الذين استشهدوا في ساحة المواجهات مع المليشيات الحوثية، وبعض الضباط والأفراد الذين أصيبوا أكثر من مرة، وأصروا على العودة مجددا لحراسة المواقع المتقدمة من الحدود. واكتفى العمري بالإشارة إلى الإصابات التي لحقت بالمركبة التي كان يستقلها أثناء تفقده أحد المواقع الحدودية، التي استهدفها الحوثيون بقذيفة صاروخية، وأمطروا بقية السيارات المرافقة بالأعيرة النارية. وحكى كيف تمكنت قوة حرس الحدود من الرد على مصدر النيران، وقتل وأسر عدد من الحوثيين. وأكد أن ما يقوم به رجال حرس الحدود ما هو إلا واجب ديني ووطني، وهو ما يدفعهم للتنافس على دحر العدو، مضيفا أن الروح المؤمنة بالله أولا، ثم بالدفاع عن الوطن، كفيلة أن تبقي حدوده آمنة في كل الظروف. أسرى ومهربون ووجه العقيد العمري أحد الضباط في القيادة بضرورة نقل المهربين والعناصر الحوثية الذين قبض عليهم للجهات المختصة، محذرا من أن مليشيات الحوثي لا تستثني أيا من المواقع من القصف، حتى وإن كانت مأهولة بالسكان. وأكد أن الحوثيين عملاء لإيران، وقاطعو طريق. ونوه باستبسال رجال حرس الحدود في فرض الأمن في المناطق الحدودية، ولذلك تقلصت كثيرا محاولات المهربين والحوثيين لاختراق الحدود. وذكر أنه بدعم القيادة الحكيمة التي وفرت أحدث تقنيات المراقبة لقطاع حرس الحدود، استطاع القطاع رصد أي محاولة للتهريب على مدار اليوم، وباءت جميع محاولات الاختراق والتهريب بالفشل. الجندي المصاب خرج ناصر بن حالس البندر، من منسوبي قطاع حرس الحدود بالطوال للتو من المستشفى بعد أن أصيب في مواجهات مع الحوثيين، لكنه أكد أنه سيقدم روحه فداء للدين وللوطن. ونوه بأن العديد من زملائه المصابين سبقوه إلى مراكز الحدود المتقدمة، وهم في شوق لفداء حدود الوطن بالدم والروح. ناصر الذي التف حوله جميع من كانوا في مقر القيادة، حامدين الله على سلامته، شرح ل«عكاظ» طبيعة الإصابة التي لحقت به خلال مواجهته للحوثيين. مشيرا إلى أن إصابته نوط شرف يفخر به، وأنه يتمنى من الله النصر للوطن أو الشهادة. وأكد العقيد عبدالله الغنام والملازم أول محمد بن إبراهيم الشهراني قائد مركز الحافية الحدودي في قطاع الطوال، أن التقنية الحديثة التي وفرتها الدولة لمراقبة الحدود المشتركة مع اليمن، تكفل رصد أي حالة اختراق للحدود من أي كائن، وذلك من خلال تقنية الكاميرات الحرارية المنتشرة بمحاذاة الحدود. وشددا على أن أي محاولة لاختراق الحدود تعتبر اعتداء أمنيا خطيرا يستدعي التعامل معه بسرعة وحسم، باعتبار أن كل من يقوم بالمحاولة مخالف للنظام، ويبطن العداء، ويهدد أمن وسلامة الحدود، والقائمين على حراستها. وأشارا إلى أن هناك منافذ حدودية تقوم باستقبال الزائرين للمملكة، بل تقدم سبل الراحة كافة للراغبين في دخول أراضيها بشكل نظامي. وأضافا أن عناصر جماعة الحوثي المسلحة ليس لهم زي محدد كحال الجيوش النظامية، وإنما هي عناصر مسلحة في لباس مدني، ما يستدعي الحزم من رجال حرس الحدود مع كل من يحاول اجتياز الحدود. وأكد الملازم أول الشهراني أن الشريط الحدودي، خصوصا عند مركز الحافية المتقدم، يشهد استقرارا أمنيا، ولا يسجل في العادة حالات اختراق بشكل متوال. وأشاد بمستوى التقنية العالية التي يحظى بها المركز لمراقبة الحدود. مظاهر الحياة تشير يوميات المواطنين والمقيمين في محافظة الطوال بأن الحياة اليومية لم تتأثر في المحافظة، رغم توقف نشاط منفذها الرئيسي نحو اليمن، وسقوط عدد من الشهداء جراء القصف الحوثي للأحياء السكنية، بل إن معظم أبناء المحافظة الذين ينزحون عنها بسبب القصف الحوثي المتقطع، لا يلبثون أن يعودوا لمنازلهم، تأكيدا لارتباطهم بالأرض التي ينتمون إليها، رغم الأضرار التي نالت منازل المواطنين، ومعظم المرافق العامة، بما في ذلك المدارس والمساجد. ويقول الزميل عبدالله مشهور إنه عادة ما يذهب بعض أبناء محافظة الطوال إلى المحافظات المجاورة، في حال عاود الحوثيون قصفهم العشوائي للمحافظة. لكنهم لا يلبثون أن يعودوا إلى منازلهم، بعد أن تقوم القوات السعودية بالرد على مواقع إطلاق القذائف، وصد الحوثيين عن محيط محافظة الطوال. مشاهد على طول الشريط الحدودي عند مركز الحافية، كانت دوريات حرس الحدود تمشط الشريط المزدوج، المراقب بالكاميرات الحرارية على مدار الساعة. وتنتشر كاميرات التصوير الحراري على طول الشريط المكون من سياجين تفصل بينهما أمتار، كفيلة بمحاصرة كل من يحاول الاختراق. ولا يكتفي القائمون على مركز الحافية بمراقبة الحدود من خلال الكاميرات الحرارية، بل بتسيير دوريات مراقبة، وفق جدول زمني، يغطي كل الحدود. وأوضح رئيس المركز الملازم الشهراني أن المركز بسبب مراقبته الصارمة للحدود تعرض لحادث إطلاق نار من قبل الحوثيين، في محاولة منهم لتشتيت الانتباه عن المراقبة، فما كان من قوة المركز إلا أن قامت بالرد على النار بكثافة، منعت تكرار اعتداء الحوثيين.