لم تمنع الأحكام المختلفة التي صدرت بحق 50 نزيلا خلف قضبان السجون في إصلاحية الدمام ممن لم تنته محكوميتهم، من مواصلة الدراسة الجامعية؛ للحصول على درجة البكالوريوس وهم داخل السجون. العديد من هؤلاء الطلاب دخلوا السجون ووراءهم قصص مختلفة، وقد التقت «اليوم» مع هؤلاء النزلاء وهم يؤدون الاختبارات وهم يتحدثون عن هذه القصص، فبعضهم دخل بسبب اتهامه بالمخدرات وآخرون في قضايا قتل وغيرها، ورغم ذلك واصلوا دراستهم خلف القضبان. «اليوم» شاركت عددا من النزلاء أثناء التحضير لاختبارات الفصل الدراسي الأول في الحرم «الجامعي» الصغير داخل مبنى الإصلاحية، بمرافقة العقيد محمد مشهور مدير إدارة التأهيل والاصلاح بسجون المنطقة الشرقية، ووكيل رقيب فهد علوي المسؤول عن قاعة «بناء» التابع لبرنامج الدراسة الجامعي، والذي تبرعت به مؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي الخيرية، حيث جهز بأربع قاعات داخلية تشمل: قاعة الحاسب الآلي، وقاعة الطعام، وقاعة المحاضرات، وغرفة خاصة بالمرشد الأكاديمي وأخرى للرقابة في الوقت الذي انطلقت فيه الاختبارات بالفعل. قبل الاختبار كانت البداية بالتحضيرات الأولية للاختبارات حيث يقول الطالب الذي فضل ان يكون لقبه "ابو عامر" ويدرس المستوى الثامن: إن الجامعة هي المتنفس الوحيد اثناء قضاء المحكومية، حيث دخلت بقضية ترويج مخدرات ومحكوم ب 13 سنة، وأدرس الآن الفصل ما قبل الأخير قسم إدارة أعمال في المستوى الثامن وأطمح أن أكون معيدا في الجامعة، وأضاف ابو عامر انه يعمل منذ افتتاح برنامج الجامعة في مساعدة زملائه السجناء من خلال تدريبهم على نظام "البلاكبورد" ومعرفة الرقم الأكاديمي وكيفية التعامل مع البريد الإلكتروني فغالبية السجناء لا يجيدون التعامل مع الحاسب الآلي واقوم بمساعدتهم. المراجعة اليومية ويؤكد ابو عامر ان هم الاختبار لا يختلف داخل السجن عن خارجه، لكن البيئة داخل السجن لا تساعد نتيجة الاكتظاظ في العنابر، ونضطر الى أن نطلب من المسؤولين الخروج الى الحرم الجامعي والجلوس باحدى القاعات للمراجعة والمذاكرة الجادة. تشجيع الأهل ع. القحطاني أحد الطلبة الخريجين قال انه و8 طلاب سيتم تخريجهم بنهاية العام كاول دفعة تنهي الدراسة الجامعية، وقال القحطاني: إنه دخل السجن بقضية قتل، وبفضل الله تم دخولي للجامعة وأنا الآن على أبواب التخرج، ونقوم كغيرنا من الطلاب بالمذاكرة والبحث عن المذكرات من خلال الشؤون الدينية أو الانترنت، حيث توفر ادارة السجون شبكة الانترنت داخل الحرم الجامعي مشيدا بنظافة مركز بناء، المخصص للاختبارات والمذاكرة، وكذلك حرص ومتابعة المسؤولين داخل السجون. وتمنى ان يجد وظيفة آمنة له ولعائلته بعد التخرج. طالب جامعي سابق "ابوشفاقة" كما يحلو له مناداته، دخل في قضية سطو مسلح، ويقضي بقية محكوميته خلف اسوار السجن، لكن السجن لم يمنعه من اكمال حلمه، حيث درس سابقا بقسم علم النفس في جامعة الملك فيصل بالأحساء، ودخل السجن وبحث عن برنامج التعلم عن بعد، وتم قبوله في قسم ادارة الاعمال، وتبقى عليه خمس سنوات حتى يخرج، ووعد ابو شفاقه بأن يكون مواطنا صالحا باكماله لدرجة الماجستير مشيرا إلى ان كل اجتياز لفصلين دراسيين يتم تخفيض مدة المحكومية بواقع 5%. القطاع الخاص يطمح الطالب"أ. المالكي" أن يكون أحد منسوبي شركة سابك أو صدارة أو أرامكو على حد قوله، واضاف انه دخل السجن في قضية ترويج مخدرات، ويدرس المستوى الاول في ادارة الاعمال، واضاف ان تشجيع الاهل ساهم في تعزيز ثقته بنفسه، مؤكدا أن الدراسة اثناء الاختبارات تحتاج الى جهد وتقوم ادارة السجون بتوفيرها من خلال السماح لنا بالخروج الى مبنى بناء، التابع للجامعة للاستفادة من تقنية الشبكة، ومراجعة البريد الالكتروني، والدخول على البرنامج المخصص للجامعة. وأضاف ان مدة الاختبار المعمول بها بحسب المادة وقوتها، مؤكدا ان الرقابة اثناء الاختبار مشددة واحيانا تشطب بعض أوراق الاجابة؛ نظرا للغش من بعض الطلبة. أمنيات ويتمنى مجموعة من السجناء الجامعيين توفير شبكة انترنت بسرعة أعلى، كما طالب بعضهم بتوفير مكتبة خاصة بالمراجع، وخصوصا مراجع القسم الذي يدرسون فيه، وطالبوا بمزيد من المرونة في الخروج الى الحرم الجامعي؛ نظرا لضيق الوقت احيانا، وقبل الاختبار بعشر دقائق يتم استدعاؤهم وطالبوا بزيادة المدة حتى تتم مراجعة المادة. نزيل يجري الاختبارات قاعة «بناء» التابع لبرنامج الدراسة الجامعي رقابة على الاختبارات