بدأت صباح أمس الاختبارات النهائية للطلاب من نزلاء سجن جدة ودار الملاحظة الاجتماعية وسط استعدادات متكاملة من الدار بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم، بينما أكملت سجون جدة استعداداتها بمتابعة مديرها العميد أحمد عبدالله الشهراني وبالتنسيق مع التربية تهيئة المكان والقاعات للطلاب. وأوضح مدير سجون جدة أن الإدارة المختصة جهزت كافة القاعات بالتنسيق مع الجهات التعليمة، على اعتبار وجود طلاب في كافة لمراحل التعليمة والجامعية وتم تهيئة سبل الراحة وتفرغ قاعات مسبقة للمذاكرة، في حين تابع ضباط وأفراد في السجون انطلاق الاختبارات وتوفير احتياجات السجناء. وتابعت «عكاظ» أمس منذ الساعات الأولى عملية فتح الخزنات الحديدية حيث استلمت الأسئلة بموجب تدابير صارمة وبدأ سحب أوراق الأسئلة تمهيدا لتوزيعها على الطلاب وذلك بحضور مدير مدرسة عمر بن أبي ربيعة الملحقة بدار الملاحظة ومدير دار الملاحظة الاجتماعية وعدد من معلمي الدار، وفور انتهاء الاختبارات بدأت عمليات التصحيح حيث بدأت رصد الدرجات وإدخالها الحاسب الآلي. يذكر أن الأحداث المحكومين في قضايا متفاوتة يشكلون ما يقارب 80% من حجم الموقوفين والمحكومين وهم من أصحاب قضايا السرقات والنشل والمضاربات والجرائم الأخلاقية والمخدرات والقتل، وتحرص المدرسة على منح شهادات لطلابها لا يذكر فيها أنهم أدوا الاختبار في سجن الأحداث، وعندما يصل الطالب إلى الملاحظة تقوم مدرسة الأحداث بمخاطبة مدرسته الأصلية لسحب الملف منها بسرية تامة. طلاب الملاحظة قالوا: إن كانت «السرقات» وشقاوة المراهقة جاءت بنا إلى هنا،فإننا سنستثمر هذه الإمكانات المتاحة وننطلق من قاعة الامتحان إلى طريق النجاح. ورصدت «عكاظ» شابا في السادسة عشر من عمره على مقاعد الاختبار، قال وهو يستذكر القصة التي أدخلته الملاحظة: بعد أن تعثرت في دراستي وأنا خارجه.. قبض علي بسبب سرقة سيارة ودخلت هنا دار الملاحظة، وصممت على إكمال دراستي الثانوية. يضيف: تعهدت أمام أسرتي على التوبة النصوح. خالد.. سجين كان منهمكا في حل مسائل الرياضيات، أكد عزمه على الالتحاق بالجامعة بعد أن طوى صفحة رفقاء السوء الذين كانوا سببا في دخوله السجن في قضية أخلاقية، وحكم فيها بالسجن 3 سنوات. عبدالرحمن (18 عاما) قال إنه قضى حتى الآن ستة أشهر من محكوميته في قضية أخلاقية، وحرص على مواصلة دراسته رغم أنه بعيد عن أسرته لكنه مصمم على العودة لهم بشهادة تفوق وإكمال المرحلة الثانوية هذا العام. وكشف ل«عكاظ» أحمد الغامدي الناطق الإعلامي في الشؤون الاجتماعية أن هناك تعليمات تقضي بشطب ربع مدة المحكومية للأحداث المتفوقين والمنتظمين في الدراسة والحاصلين على تقديرات مرتفعة مع حسن السيرة والسلوك.