من هنأ نفسه بانكسار فريق النصر «بطل الدوري لموسمين متتاليين» أوهم نفسه كثيرا، فعلى الرغم من البداية المتعثرة التي كانت في مباراة السوبر أمام الهلال والتي كان لها الأثر الكبير على مسيرة الفريق في منافسات الموسم بشكل عام وتسببت بخروجه من كأس ولي العهد على يد الشباب المتواضع فنيا هذا الموسم، إلا أن العمل في الإدارة على إعادة التوازن على قدمٍ وساق. ومن ظن أن هذا الموسم سيكون نهاية بطل ستعود ظنونه إلى أدراجها خائبة ومنكسرة، فخطوات الإصلاح تسير وفق نهج مُحكم ومدروس، بعدما تم تحديد موطن الخلل ومسبباته وكان أولها المدرب الأورغوياني داسيلفا الذي لم يكن في مستوى الطموح، ولم يقدم ما يشفع له بالبقاء. من يقرأ تصريحات وتلميحات الأمير فيصل بن تركي يجد أن هناك عمل وعمل كبير لإعادة فارس نجد إلى مساره الصحيح والعودة لمنصات البطولات من أوسع الأبواب وأهمها. وعلى الرغم من الضغط الإعلامي والجماهيري الكبير الذي يُمارس تجاه الإدارة، إلا أنها تحملت واحتوت كل تلك الضغوط من أجل العمل بهدوء لإعادة فارسها إلى واجهة المنافسة. والعمل الكبير الذي يقدمه المدرب كانافارو في التدريبات يجعل الأمر أكثر تفاؤلا، خاصة أن فترة التوقف الحالية ستكون فرصة سانحة له لإعادة ترتيب الأوراق وتصحيح الأخطاء والبداية الجديدة لما تبقى من منافسات الموسم كأس الملك وأبطال آسيا. قد أتفق مع بعض الانتقادات التي طالته من النقاد والاعلام، إلا أننا نلتمس له العذر كونه أتى في منتصف الموسم ولم يشرف على فترة الاعداد واختيار اللاعبين الأجانب، وهذا عامل مهم للمدرب من حيث النجاح والفشل. ولكن لا أتفق مع من ينادي برحيله والتعاقد مع مدرب بديل لضعف سجله التدريبي أو عدم قدرته على قيادة الفريق إلى تقديم مستوياته المعهودة منه في الموسمين الماضيين، فهناك العديد من المدربين الذين لا يملكون سجلا تدريبيا حافلا بالإنجازات واستطاعوا تحقيق الطموحات، والمدرب البرازيلي آنجوس مع المنتخب، وأوسكار مع الهلال وغيرهم الكثير خير دليل. ¿ فقط ينتظر الدعم والمساندة لكي يستطيع قيادة الفريق كما يُحب أنصار النصر العالمي، ويحقق طموحاتهم التي ارتفعت كثيرا بعد موسمين ناجحين حقق خلالهما ثلاث بطولات هامة وكبيرة، ومن امتهن النقد دون رؤية فقد يعاني كثيرا لعدم تأييد نقده الأجوف والذي ينطلق من مبدأ خالف تُعرف. ولا بد أن يعي هؤلاء أن من استطاع بناء فريق قوي وحقق بطولات سيكون بمقدوره إعادته إلى واجهة المنافسة وتحقيق المزيد من البطولات وإسعاد جماهير ناديه العاشقة. ومن يحاول تقسيم المدرج الأصفر من أجل تحقيق أهدافه، وإثبات أنه على صح للجماهير وتشويه عمل الإدارة واجتهادها الذي قد تخطئ في بعضه، فعليه الابتعاد عن ممارسة تلك السلوكيات التي ستدينه يوماً يكون عاجزا عن الدفاع أمام محكمة التاريخ التي لن ترحمه. النصر سيعود بجهد إدارته الكبير، وعطاء نجومه المميزين، ودعم جماهيره العاشقة، وعمل مدربه الطموح، ولن يلتفت هؤلاء للمنغصات التي تحاول تثبيط عزيمتهم القوية. وأجزم أن الأمير فيصل بن تركي لن يلتفت للخلف، والماضي بالنسبة له مجرد ذكريات يأخذ منها الدعم لبناء مستقبل نصراوي ناجح، كما أكد في أكثر من مناسبة أنه لن يترك النصر إلا وهو بطل، وهذه الرسالة كافية لمن يريد الاصطياد بالماء العكر واستغلال حالة عدم الاتزان التي يعيشها الفريق في هذه المرحلة من عمر الموسم الحالي.