كشف مصدر أمني عراقي مطلع عن خلافات بشأن خطة معركة مدينة الرمادي، بين القيادات العسكرية العراقية والمستشارين الأميركيين المشرفين على العملية، أعاقت - اضافة لكمائن داعش- المعركة. مشيرا الى أن قرار انطلاق العمليات وأسلوبها كان خاطئا وارتجاليا من قبل رئيس أركان الجيش بالوكالة عثمان الغانمي، الأمر الذي كبد القوات الأمنية العراقية نحو سبعين قتيلا، ودارت اشتباكات عنيفة حول مجمع المباني الحكومية وسط مدينة الرمادي التي تمثل استعادته خطوة رئيسية على طريق تحرير كامل المدينة من قبضة داعش، الذي اشتدت "مقاومته مع اقتراب القوات العراقية من المجمع الحكومي، والتي اصبحت على بعد حوالى 300 متر من الجهة الجنوبية للمجمع". وفي التفاصيل، كشف مصدر أمني مطلع وجود خلافات بشأن خطة معركة مدينة الرمادي، بين القيادات العسكرية العراقية والمستشارين الأميركيين المشرفين على العملية التي انطلقت صباح الاثنين الماضي، لاستعادتها من قبضة داعش. وأوضح المصدر أن قرار انطلاق العمليات وأسلوبها كان خاطئا وارتجاليا من قبل رئيس أركان الجيش بالوكالة عثمان الغانمي، الأمر الذي كبد القوات الأمنية العراقية نحو سبعين قتيلا. وعن الخلافات بين الجانبين العراقي والأميركي، قال المصدر: "كانت خطة الأميركيين تتلخص في الهجوم من الجهة الشرقية لمدينة الرمادي، وتحديدا من مناطق حصيبة والحامضية والصوفية، عن طريق إنزال جوي، مما يجبر عناصر التنظيم على قتال الشوارع". ولفت المصدر إلى أن القوات العراقية أصرت على بدء الهجوم من المنطقة الجنوبية، باجتيازها نهر الورار والانطلاق إلى مركز الرمادي، وهذا ما اعتبره الأميركيون حركة أفقدت عنصر مشاغلة تنظيم داعش. واستبعد المصدر أن يتم تحرير الأنبار (100 كلم غربي بغداد) بالكامل في وقت قريب، مؤكدا "أن الرمادي تعد أكثر المدن هشاشة ولم يتم تحريرها إلى الآن، فكيف بالمدن الست الأخرى: هيت وحديثة والقائم والرطبة ومنطقة الجزيرة، والفلوجة التي تعد معقل التنظيم". ولا تخلو التصريحات الرسمية العراقية من التناقض، فقد سبق للمتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعماني أن صرح لوسائل الإعلام بأن قوات مكافحة الإرهاب دخلت فجر الثلاثاء الماضي مركز الرمادي (كبرى مدن محافظة الأنبار)، موضحا أنه سيتم "تطهير المدينة خلال الساعات ال72 القادمة بالكامل". أما رئيس لجنة الأمن والدفاع حاكم الزاملي فقال: إن العمليات تسير وفق الخطة المرسومة من قبل العمليات المشتركة، لافتا إلى أن "الأيام المقبلة ستشهد تحرير الرمادي بالكامل"، لكنه اعترف بأن القوات الأمنية لم تصل إلى منطقة الحوز (أكبر معقل للتنظيم بعد الفلوجة). وبشأن الصعوبات التي تعترض تقدم القوات الأمنية، أوضح الزاملي أن التنظيم عمد إلى نشر مفارز تعويق بعبوات ناسفة تؤمن عن طريق قناصة التنظيم، وتحديدا في مناطق الصوفية والسجارية (شمال شرق الرمادي)، وهو أمر أعاق حركة القطعات العسكرية كثيرا. ولا يخفي الزاملي أن الأميركيين لديهم رؤية مختلفة بشأن سير عملية التحرير، مؤكدا أن قواعد اشتباكاتهم تختلف عما يراه الجانب العراقي الذي ارتأى أن يبدأ عملياته وفقا لإستراتيجيته التي تتطلب الإسراع في التحرير. وقال قائد القوات الجوية في الجيش العراقي: إن كمائن تنظيم داعش وهجماته أبطأت تقدم القوات العراقية في الرمادي، لكنه أشار إلى أن العملية العسكرية وصلت مرحلتها النهائية. وقالت مصادر عسكرية حكومية: إن نحو خمسين من القوات الحكومية قتلوا وأصيب أكثر من ثمانين في المعارك الدائرة في المدينة منذ الخميس. وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع العراقية القبض على أحد أمراء تنظيم داعش أثناء عملية تحرير مدينة الرمادي غربي العراق، بينما قتل ستة عناصر من التنظيم في سنجار شمالي العراق. وذكرت خلية الإعلام الحربي بقيادة العمليات المشتركة التابعة لوزارة الدفاع العراقية هذه الليلة أن قوة من مديرية الاستخبارات العسكرية بالتنسيق مع فرقة مشاة ألقت القبض على أحد أمراء تنظيم داعش المكنى "أبو بكر"، وهو من جنسية غير عراقية. وفي محافظة نينوى شمالي العراق، استهدف الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي مفرزة هاون وعربة مسلحة تابعة لتنظيم داعش قرب مدينة سنجار غربي الموصل. من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس الجمعة أن "تحرير الموصل سيتم بتعاون ووحدة جميع العراقيين بعد الانتصار المتحقق في مدينة الرمادي". وقال في بيان اصدره مكتبه الاعلامي: "نؤكد رفضنا الشديد وتصدينا بحزم وقوة لجميع الأعمال والممارسات الإرهابية التي ترتكبها عصابة داعش المجرمة ضد المسيحيين، والاعتداءات على الكنائس والمساجد ودور العبادة والتي تستهدف في الوقت نفسه جميع العراقيين من مختلف الأديان والمعتقدات والطوائف".