هل يمكن ان يكون التطوع نوعا من انواع الرياضة؟ سؤال سأله احدهم في زحام مناسبة عامة ومضى فكان البذرة الأولى لهذا المقال. قبل الخوض في فلسفة العلاقة بين هذا وذاك وسوق الأدلة وضرب المثال، فالرياضة بين جسدية او عقلية او نفسية والتطوع ان إنزلناه منازله فهو على علاقة بكل الأفرع اجمالاً لكنه ركن من اركان الفرع الثالث واعني الرياضة النفسية. نعم التطوع بحد ذاته عمل رياضي نفسي فهو يدرب النفس على البذل والمساعدة وحب الخير للآخر، لست طبيبا نفسيا ولا حتى اخصائيا ولكن مصداقا للمثل الذي يقول "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب" فعن تجربة اقول ان التطوع احد افضل مضادات الاكتئاب واسرع طريقة لتحسين المزاج العام، فعندما تنذر نفسك ووقتك للآخرين وتساهم في نجاحات من عرفت ومن لم تعرف ستعرف حينها معنى هذه الرياضة النفسية ومعنى السعادة والاعتداد بقيمة الذات وهذه "روشتة" طبيب فيها: حبة رياضة وملعقة تطوع. أعود للموضوع الأشمل عن علاقة الرياضة بالتطوع في شكلها الواضح والعملي وأبدأ بإجابة عن سؤال افتراضي يقول ماذا قدمت الرياضة للتطوع؟ والاجابة للمهتمين بالشأن الرياضي تعتبر مسلّمة بديهية، فنجوم رياضتنا خدموا بشهرتهم كثيرا من فئات المجتمع الغالية علينا مثل الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، الكثير من العاملين في الرياضة هم اصلا متطوعون بدءًا من رؤساء الأندية وحتى العاملين في بعض الاتحادات واللجان، فهم يؤدون الكثير من الاعمال ويحضرون العديد من الاجتماعات دون ان يحصلوا على اي مقابل مادي، ولدينا الكثير من النماذج لكنني مضطر للاكتفاء بعض الاضاءات لاعتبارات المساحة الممنوحة للمقال. اعود للاتجاه المعاكس بقلب السؤال الى: ماذا يمكن ان يقدم التطوع للرياضة؟ وهناك حديث اكثر من سابقه، فالنماذج المذكورة هي ايضا احد الاشياء التي قدمها التطوع لخدمة الرياضة التي لم تعد مجرد لعبة وتسلية، ويمكن للتطوع ان يقدم الكثير في هذا الجانب، فلدينا آلاف الشباب المتحمسين الذين يمكن ان يساهموا في تقديم دعم لوجستي لرعاية الشباب والاتحادات في تنظيم المباريات، وفي تنفيذ المبادرات التي تحتاجها تلك الجهات وتحتاج لكوادر بشرية لتنفيذها يمكنها ايضا ان تستفيد من المتطوعين لنقل رؤاها ورسائلها الى الخارج. واعني الى المجتمع في اماكن تواجده، فمن يحضرون في الملاعب ليسوا كل المجتمع ومن خلال المتطوعين يمكنها الوصول لهم في اسواقهم ومتنزهاتهم، ولاعتبارات المساحة ايضا سأكتفي بهذا، ولكنني ازعم ان هناك الكثير مما يمكن ان يقدمه التطوع للرياضة ولا يحتاج الا لشراكات بين الجهات المسؤولة عن الرياضة والجهات التطوعية فقط.