دوري الدرجة الأولى بلغ ذورته هذا الموسم مبكراً، حيث جاءت ملامح المنافسة بشكل لم يتوقعه أحد قبل انطلاقة الموسم. فبنظرة سريعة على لائحة الترتيب سنجد من يتصدر المشهد الآن لم يكن في حسبان أحد ان يتواجد في الصدارة مع وصول قطار الأولى الى محطة الختام مع انتهاء الدور الأول للمسابقة التي شهدت في 15 أسبوعاً مضت منها، تقلبات كثيرة وعواصف رعدية أطاحت بالأسماء الكبيرة والمرشحة للصعود قبل انطلاقة الموسم. هذا الكلام ليس تقليلاً من شأن فرق الباطن وضمك وأحد أو حتى العروبة الهابط هذا الموسم للدرجة الأولى بعد موسمين قضاهما في عالم جميل، فكلها فرق كبيرة وجديرة بالاحترام، لكننا بصدد نظرة تحليلية للترشيحات بحكم مقاعد تلك الفرق في الموسم الماضي، فقبل بداية الموسم مثلاً ذهبت الترشيحات المسبقة لصالح الاتفاق والنهضة بحكم منافستهما على الصعود في الموسم الماضي، كما ذهبت الترشيحات أيضاً لصالح الشعلة والعروبة بحكم هبوطهما لدوري الاولى هذا الموسم. لكن ما لم يدر بخلد أحد أن يأتي ضمك وأحد من دوري الدرجة الثانية ليعلنا أنهما لن يكونا لقمة سائغة لأي ما كان، وأنهما ماضيان في طريقهما لتفجير مفاجأة هذا الموسم، ومعهما فريق الباطن الذي استقر به الحال في المركز العاشر في الموسم الماضي، لكنه استفاد هذا الموسم من المنشأة الرياضية الجديدة التي ستنعكس بشكل إيجابي على رياضة محافظة حفر الباطن. ما لم يدر بخلد أحد أيضاً أن يكون هذا هو وضع الاتفاق باحتلاله المركز التاسع على لائحة الترتيب، كما هو الحال أيضاً لمارد الدمام الذي يحتل المركز الرابع عشر، وهو مركز متأخر لا يليق بمكانة فريق النهضة مما يعني أن حظوظه في المنافسة على التأهل تلاشت تماماً، وتبقى له اللعب من أجل الابتعاد عن شبح الهبوط لدوري الثانية. الاتفاق يعيش مرحلة عصيبة من تاريخه فإما أن يكون بالتفاف الجميع حوله ووضع مصلحة الكيان فوق كل اعتبار، وإما لا يكون بالذهاب لطي النسيان، بعدم نبذ الخلافات ومن ثم قد تطول فترة تواجده في دوري الاولى، لكن كلي ثقة بأن الاتفاق برجاله المخلصين قادر على تجاوز الكبوة بعد تحقيق الاستقرار الإداري، وكلي ثقة بأن فارس الدهناء سيقلب الطاولة على رؤوس الجميع مع بداية الدوري الثاني. ما يمكن قوله وبالفم المليان أن مصطلح "الكبير" لم يعد له مكان في دوري الأولى فالكبير كبير بنتائجه وبوضعه على لائحة الترتيب، مع احترامنا لتاريخ كل ناد، فدوري الأولى أصبح على صفيح ساخن، والفرق من الأول وحتى صاحب المركز التاسع تملك حظوظ التأهل لدوري جميل في الموسم المقبل، اذا ما أخذنا في الاعتبار ان فترة الانتقالات الشتوية على الأبواب وجميع الفرق بلا استثناء ستعزز صفوفها بلاعبين جدد، سواء من أجل اكمال المسيرة، أو من أجل تعويض ما فات، مع الأخذ في الاعتبار أيضاً ان تقلبات الأولى كثيرة. انتصف الموسم لكن الكلمة الفصل لم تعلن حتى الآن فدوري الأولى عودنا منذ عدة سنوات مضت بأن العبرة بالخواتيم، فليس مهماً من يتبوأ مقعده من الصدارة الآن، لكن المهم أين سيكون مكانك مع خط النهاية؟!. بقي أن نشير إلى أن عدوى معاناة الفرق مع التحكيم انتقلت لدوري الأولى وبدأت الأصوات تعلو بالشكوى من أخطاء الحكام التي تبدو كالمرض الخبيث الذي ينخر في جسد الكرة السعودية.. وختاماً أقول لمن يعنيه الامر من الحكام.. استقيموا يرحمكم الله!!.