سادت حالة من الحزن، موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بعد إعلان خبر وفاة الداعية السعودي المعروف صالح الحمودي، وذلك عقب عودته من رحلة دعوية بإحدى البلدان الإفريقية وإصابته بمرض "الملاريا". دشن مغردون سعوديون هاشتاق، "وفاة الداعية صالح الحمودي"، والذي شهد سيلا من كتابات الدعاء للشيخ الفقيد. ذكر الشيخ حسن القعود عن رفيق دربه الشيخ صالح الحمودي الذي وافته المنية مساء الثلاثاء الماضي، أن الشيخ أسهم في آخر رحلاته الدعوية في نطق ما يزيد على 120 شخصاً للشهادتين. وقال القعود: صحبت الشيخ الحمودي في أكثر من 30 رحلة دعوية، وكنا منذ أن نركب الطائرة أو السيارة يبدأ في دعاء السفر، وتجده يبتهل إلى الله ابتهالاً عجيباً، ويدعو بالسداد والتوفيق والإخلاص، وأن يفتح الله قلوب من ندعوهم للإسلام، وإذا وصلنا للبلد الذي نقصده فلا يكون همه السكن، ولا المركب، ولا المأكل، وإنما شاغله الوحيد هو البرنامج الدعوي الذي أعددناه في الرحلة، وكيفية هداية الناس وكيف يردهم إلى الله". وأشار إلى أن الشيخ الحمودي قدم جميع ما يملك في سبيل الدعوة، وكان يعتبر أنه لا يقدم شيئاً، فقد تكفل بنفقات كثير من الدعاة، وكان يتواصل معهم، ويسعى في خدمتهم، ويسد حاجة الكثيرين منهم، ويتواصل مع أقاربه وأبناء عمومته ليكفلوهم كذلك، وبنى الكثير والكثير من المساجد، حتى كنا نقول: "هذا عبدالرحمن السميط الجديد". وأكد أن "الحمودي" كان يتهرب من الظهور في وسائل الإعلام مؤخراً، وكان يقول: "نريد دعوة أناس ليس لديهم إعلام وتلفزيون"، ليس تقليلاً من شأنه، ولكن خوفاً من أن يكون في الإعلام شيء من حظ النفس والظهور والبروز. وبيّن أن الفقيد اتجه في آخر أيامه إلى أفريقيا، وبنى عدة مساجد، وأسلم على يده المئات – ولله الحمد – بل إن آخر رحلاته التي كانت قبل 3 أسابيع نطق الشهادتين فيها أكثر من 120 شخصاً على يديه. وأوضح أن آخر لقاء معه كان قبل وفاته بليلة، حيث أفاق بعد غيبوبة 4 أيام، وكان أول شيء قاله: "لا إله إلا الله.. الله أكبر"، ثم سأل عن أفريقيا وحال الدعوة هناك، وكان يقول: "نحن مستعدون للذهاب إلى هناك للدعوة". وختم "القعود" حديثه قائلاً: "أحسبه شهيداً؛ لأنه مات مبطوناً (من الملاريا) عندما تعطلت عنده الكلى، أسأل الله أن يرحمه ويغفر له". وقد اشتعلت حسابات التواصل الاجتماعي بخبر وفاته المفاجئ، قال الشيخ محمد العريفي عن الشيخ رحمه الله: عرفتُه منذ 25 سنةً داعيةً نشيط العمل، سليم الصدر، محبوبًا، خلوقًا. وقال: اللهم ارفع درجاته، وتقبل حسناته، واغفر سيئاته. ودعا الشيخ الدكتور خالد المصلح اللهَ أن يغفر للشيخ صالح الحمودي قائلًا: اللهم ارحمه واجعل الفردوس مثواه، واجبر مصاب ذويه ومحبيه، وقال: إنَّا لله وإنا إليه راجعون. وقال الدكتور سلمان العودة: صالح الحمودي رحمك الله من صابر، داعية لم يملّ من التطواف في إفريقيا ومساعدة الضعفاء والمرضى وهداية الحائرين. وقال الشيخ عبداللطيف الغامدي: اللهم جازه بالحسنات إحسانًا وبالسيئات عفوًا وغفرانًا، وعامله بفضلك وجودك يا كريم، ما أجمل أسلوبه وما أعذبه! فيما قال الداعية غرم البيشي معلقًا على خبر وفاة الشيخ رحمه الله: ذهب الذين إذا مررت بدارهم فاحت نسائم عطرهم تتبعثر.. أصيب بالملاريا بعد رحلة دعوية في إفريقيا. وقال: الله أكبر رحمك الله. وعلق الداعية نايف الصحفي: مات بالملاريا بعد قدومه من رحلة دعوية في إفريقيا "المبطون شهيد" نحسبه والله حسيبه أنه من الدعاة الصادقين. وقال الشيخ عادل العبدالجبار: رحمه الله كان يحمل همّ دعوة الشباب. وقال المنشد حامد الضبعان: ما زالت مقولته ترنّ في أذني: «طالب الجنّة لا ينام»، الله يرحمه ويحلّه ويبيحه. وقد أطلقت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض دعواتها لأهل الخير والميسورين للمساهمة في إنشاء وقف القرآن بمكة المكرمة على سبيل الصدقة الجارية عن الشيخ صالح بن محمد الحمودي. وجاءت دعوة الجمعية للمساهمة في إنشاء الوقف؛ استجابة لرغبة محبي الشيخ، ووفاءً من الجمعية تجاه الداعية الفقيد، رحمه الله.