"أتمنى الرجولة تجي موضة علشان يسترجلون بعض الشباب" وأنا مع صاحب هذه الأمنية أتمنى أن يتحقق هذا الهدف النبيل، بأن يوفق المولى شبابنا للرجولة؛ لأنها لا تأتي إلا بخير. فالرجولة أساس الحياة السليمة، فمن يعش على غير طبيعته يعش في تناقض كبير سيجني عواقبه طوال عمره، وفوق ذلك فهي وسيلة النجاح ونيل التقدير المبني على تقدير الذات الذي هو أحد الاحتياجات البشرية، وفوق ذلك رضا الله -جل شأنه- ففي الحديث يقول المصطفى -صلوات الله وسلامه عليه-: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال". اليوم نرى من بعض شبابنا مشاهد لا تسر! فأحياناً تحتاج إلى جهد كبير؛ حتى تعرف من أمامك أذكر هو أم أنثى؟ أما قضية التصرفات البعيدة عن الرجولة فهذه حكاية لوحدها! وحيث إن المجتمعات لا يمكن أن تنهض وتتقدم تقدماً حقيقياً إلا عندما يكون الرجل رجلاً والمرأة امرأة، فإننا بحاجة لبذل مزيد من الجهود؛ لزرع المرجلة في قلوب الشباب، فمشكلة الميوعة لا يتحملها الشاب لوحده، بل له شركاء يردونه في مستنقعات تلوثه وتلوث من حوله. البيت عليه دور كبير في تنشئة الابن على المعالي، بداية من اختيار نوع اللباس والألعاب، وبناء ثقته بنفسه من خلال تكليفه بالأعمال التي تناسب سنه، وتعويده على حضور مجالس الرجال، فالمجالس مدارس. سمعت قصة شخص مر على بيت أحد معارفه، فخرج له الولد الصغير وأصر عليه أن يتفضل بالدخول حتى يستعد والده لاستقباله، بينما في بيت آخر خرج الطفل الصغير وقال للضيف: "بابا نايم خذ فرة وتعال" وهنا يظهر فرق التربية! أيضاً العائلة والقبيلة عليها دور في الحرص على شبابها بتفعيل التواصل بينهم، والحرص على المحافظة على اسم العائلة بزرع الرجولة في قلوب أبنائهم من خلال متابعتهم وتقديم النماذج الصحيحة لهم بلا إفراط ولا تفريط. كذلك وسائل الإعلام -خصوصاً القنوات الفضائية- دورها كبير بحماية المجتمع من النماذج الشاذة. ورجال التربية والتعليم عليهم دور أيضاً بالمتابعة والحرص وغرس صفات الرجولة في قلوب طلابهم. إنها مهمة تحتاج إلى تكاتف جهود الجميع؛ من أجل مجتمع سوي!