زار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مساء أمس الأول، محافظة حريملاء. وفور وصول سموه للمحافظة توجه إلى مسجد القراشة التاريخي، الذي تم الانتهاء من إعادة بنائه، وكان في استقباله محافظ حريملاء عبدالعزيز المعمر، ورئيس البلدية المهندس خالد الزيد، واستمع سموه الى شرح من رئيس البلدية عن المشروع ومشروع إنشاء فندق تراثي في المحافظة. عقب ذلك توجه سموه إلى مقر إمارة حريملاء، حيث التقى عددا من مسئولي وأهالي المحافظة. بعد ذلك رعى سمو الأمير سلطان بن سلمان حفل جائزة حريملاء للتفوق في دورتها الثالثة، حيث ألقى الدكتور عبدالرحمن العريني عضو اللجنة الأهلية بالمحافظة عضو هيئة جائزة حريملاء للتفوق كلمة أوضح فيها أن نتائج الجائزة تميزت هذا العام بالتوازن والتوافق بين مكوناتها، حيث جمعت بين حاملي التخصصات النظرية والتخصصات العلمية التطبيقية وشملت أبناء المحافظة وبناتها على حد سواء. وأعلن الأمير سلطان بن سلمان في كلمته عن افتتاح مكتب للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في محافظة حريملاء، ووضع خطة لتطوير المحافظة سياحيا وتراثيا، وقال: "بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحة في المنطقة، فسنقوم في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بافتتاح مكتب في حريملاء، ونحن نريد أن نستثمر في وجود هذا التآلف -ولله الحمد- وهذا التميز في المحافظة والبلدية واللجان الأهلية والسكان والعلماء، وتكاتف أهل حريملاء أهل هذه المحافظة بطبيعتها وبيئتها، وأن نستثمر ذلك في وضع خطة بشكل سريع في أقل من ثلاثين يوما لتطوير سياحي تراثي متكامل يحافظ على جمال هذا المكان وبيئته ويستفيد من المقومات الاستراتيجية لأهل حريملاء بمكوناتها، وما في شك أهمها أهلها، وأيضا لقربها من منطقة ضخمة مثل مدينة الرياض، ووجودها في مسار جميل جداً طبيعي وسياحي وتراثي ضمن مسارات الاستراتيجية الوطنية التي بدأت فيها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الآن، لذلك نحن لا نستغني عن المشورة وسوف تقوم الهيئة كما هي تقوم دائماً بالعمل مع المواطنين على المستوى المحلي، ولن يحدث شيء في حريملاء إلا وأهل حريملاء يعرفونه ويعلمونه جيدا، ويساهمون فيه برأيهم وإن شاء الله يكون هناك لقاء في هذا المكان المبارك لعرض خطة تطوير حريملاء في شهر أو 6 أسابيع بالكثير، والجميع يساهم فيها، وأنا أعدكم بذلك أن الدولة وخاصة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لا تعمل من فوق هي تعمل في الميدان". وأكد سموه أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- يركز بشكل خاص على قضية تيسير التعليم والابتعاث من خلال بناء الجامعات المميزة وابتعاث أكثر من 150 ألف طالب وطالبة في جميع أنحاء العالم؛ فلذلك المستغرب اليوم ألا يتفوق المواطن والشاب السعودي والابنة والمرأة السعودية في كل مجال. وقال سموه: "عندما أقول للناس في أنحاء العالم عن هذا الأمر واستثمارات الدولة، وأنا اسميها استثمارات الدولة في العلم والعلماء، يستغرب الجميع في أنحاء العالم ويقولون نتمنى لو كنا نحصل على هذه الفرص، لذلك هذا التفوق هو الفرصة الموجودة اليوم هي التي تساعد الناس على التفوق، وقد اذكر اليوم وأنا لي علاقات ممتدة ووطيدة مع الخيرين من أهل حريملاء، وكلهم ولله الحمد فيهم خير وبركة، أن حريملاء نعرفها جميعاً أنها بلد العلماء، وحريملاء نعرفها عبر تاريخها أنها بلد الرجال الأوفياء المخلصين لبلادهم والبانين والمساهمين في تاريخ بناء هذه البلاد، فلذلك اليوم التفوق في المجالات العلمية هو امتداد لمساهمات الآباء والأجداد من أهل حريملاء في بناء الوطن واستمرار ازدهاره واستقراره" وأضاف: "الدكتور عبدالرحمن العريني وهو صديق بمعنى الكلمة، هذا الرجل عرفته طوال حياتي أثناء ما كنت طالبا في المرحلة الجامعية في أمريكا، وهو كان يحضر الدكتوراة إنه لم أر منه إلا كل الخير في الوفاء وفي مساعدة الطلبة آنذاك ومساعدة كل من عمل معهم، وقد عملت معه في خمسة مواقع ولم أر إلا التميز والتفوق في حسن المعاملة وفي أداء المهمة، وهذه هي تجربتي حقيقة مع جميع من قابلتهم من أهل حريملاء وأبناء حريملاء، كما أحظى اليوم بوجود أهل حريملاء من الذين اعمل معهم الآن في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، منهم الدكتور سعد الراشد من مؤسسي قطاع الآثار الوطني ومستشار التراث في الهيئة، والأخ ماجد الشدي مدير عام الإعلام وعلاقات الشركاء بالهيئة، وعديد من أبناء الهيئة من الشباب، فلذلك اليوم استثمارنا في هذه المناسبة بوجود هذا الحشد لتكريم المتفوقين هو شيء يسعد النفس". وفي ختام الحفل، سلم سمو الأمير سلطان بن سلمان الجوائز للفائزين، والتقطت الصور التذكارية، ثم تسلم سموه درعا تذكارية بهذه المناسبة من رئيس هيئة الجائزة علي بن أحمد الشدي. ويعتبر مسجد القراشة التاريخي الذي افتتحه سمو الأمير سلطان بن سلمان بعد إعادة بنائه أقدم مسجد تاريخي في محافظة حريملاء، ومكاناً لطلب العلم من مختلف قرى نجد، وكان في وقته أشبه بالجامعة خاصة وأن الشيخ محمد بن عبدالوهاب -يرحمه الله- كان يلقي فيه دروسه اليومية، وتخرج فيه نخبة من العلماء وطلبة العلم، ثم تتابعت حلقات العلم في هذا المسجد بعد ذلك. ويعود تاريخ بناء المسجد لفترة الدولة السعودية الأولى، خلال القرن الثاني عشر الهجري، ويعد المعلم الأثري القديم المتبقي في حريملاء.