أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يركز على قضية تيسير التعليم والابتعاث من خلال بناء الجامعات المميزة، وابتعاث أكثر من 150 ألف طالب وطالبة في جميع أنحاء العالم، لافتاً إلى أن الدولة منذ تأسيسها ومنذ قيام الدولة السعودية الأولى اقتدت بخير الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - بالعناية بالعلم والعلماء. وقال في كلمة لدى زيارته محافظة حريملاء، وافتتاح مسجد القراشة التاريخي ورعاية جائزة التفوق في دورتها الثالثة (1437 - 2015): «عندما أقول للناس في أنحاء العالم عن استثمارات الدولة في العلم والعلماء، يستغربون، ويتمنون توفر هذه الفرص لديهم لتحقيق التفوق العلمي»، مؤكدا أن حريملاء بلد العلماء، والرجال الأوفياء المخلصين لبلادهم والبانين والمساهمين في تاريخ بناء هذه البلاد. وأعلن عن افتتاح مكتب للهيئة في حريملاء، ووضع خطة لتطوير المحافظة سياحيا وتراثيا، مضيفا بتعليمات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحة في المنطقة، سنفتتح مكتباً في المحافظة، ونضع خطة في أقل من 30 يوماً لتطوير سياحي تراثي متكامل يحافظ على جمال هذا المكان وبيئته. وزاد، «قامت المملكة على مبادئ وقيم سامية ومقاصد خيرة، من أهمها هو اتحاد الناس تحت كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأن نكون متآلفين ومتحابين في إطار القيم الإسلامية التي تجمع شملنا والتي نظل تحتها إن شاء الله ما حيينا، ولذلك من الطبيعي أن يسعى كل مواطن إلى التفوق سواء في خدمة الوطن أو الأخلاق أو الإنجاز العلمي، حيث إن المملكة فيها كل الفرص للإنسان أن يبرز ويتعلم وينجز». واستطرد قائلا: «كانت لحريملاء إسهامات معروفة في بناء هذه الدولة، منذ قيام الدولة السعودية الأولى في ما يقرب 300 عام، كما أن خادم الحرمين الشريفين قال لي كلمات جميلة عن أهل حريملاء وتاريخهم وإسهاماتهم التاريخية والوطنية»، مضيفا «اليوم لا يكفي الأمم أن تتغنى بتاريخها، ولكن يجب عليها أن تستمر في تحقيق الذكرى والتاريخ على مدى الأجيال، وأتذكر أن الملك سلمان عندما سقط مسجد القراشة التاريخي قبل عام تقريبا اهتم شخصيا بالموضوع، وبعث لي برقية يسأل عن المسجد، مؤكدا اهتمامه به، وأبلغته بمساعي أهل حريملاء والبلدية والمحافظة والجميع لإعادة بنائه بالتعاون مع الهيئة ووزارة الشؤون الإسلامية». يذكر أن مسجد القراشة التاريخي، يعد أقدم مسجد تاريخي في حريملاء، ومكاناً لطلب العلم من مختلف قرى نجد، وكان في وقته أشبه بالجامعة، خاصة أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- كان يلقي فيه دروسه اليومية، وتخرج فيه نخبة من العلماء وطلبة العلم، ثم تتابعت حلقات العلم في هذا المسجد بعد ذلك، وخلال العام الماضي تسببت الأمطار في انهياره، فوجه الأمير سلطان بن سلمان، مركز التراث العمراني الوطني في الهيئة بإعادة بنائه ضمن برنامج العناية بالمساجد التاريخية الذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية وعدد من الجهات، وتمت إعادة بنائه بالتعاون مع بلدية حريملاء.