أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سأله العام الماضي عن مستجدات العمل في مسجد «القراشة» بمحافظة حريملاء، الذي تعرّض للسقوط، منوّهاً بأن الهيئة تحرص على الاعتناء بجميع المواقع التراثية على مستوى مدن ومحافظات المملكة كافة. وأعلن الأمير سلطان بن سلمان افتتاح مكتب للهيئة في محافظة حريملاء يُعنى بما تحويه من مواقع أثرية وتاريخية، ومتابعتها المستمرة والحفاظ عليها، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار التطوير السياحي والتراثي المتكامل الذي يحافظ على جمال المحافظة وبيئتها، مضيفاً: «اليوم لا يكفي الأمم أنها تتغنى بتاريخها، ولكن يجب عليها أن تستمر في تحقيق الذكرى والتاريخ على مدى الأجيال». وقال خلال رعايته حفلة جائزة حريملاء للتفوق في دورتها الثالثة أمس: «إن المملكة ركّزت على قضية تيسير التعليم والابتعاث، من خلال بناء الجامعات وابتعاث الطلاب والطالبات إلى مختلف دول العالم، لذلك فإن كثيراً من الشعوب تتمنى مثل هذه الفرص لكونها تساعد في التفوق، وفي حريملاء تحديداً نعلم جميعاً أنها بلد العلماء، وهي بلد الرجال الأوفياء المخلصين لبلادهم، وبالتالي فإن التفوق في المجالات العلمية امتداد لإسهام الآباء والأجداد من أهلها في بناء الوطن واستمرار ازدهاره واستقراره، كما أن من الطبيعي اليوم أن كل مواطن يسعى للتفوق، التفوق في خدمة الوطن والتفوق في الأخلاق والتفوق في الإنجاز العلمي، إذ إن المملكة اليوم لديها كل الفرص للإنسان أن يبرز ويتعلم وينجز». وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني افتتح، خلال زيارته، مسجد «القراشة» التاريخي الذي تم الانتهاء من مشروع إعادة بنائه، فيما استمع إلى شرح من رئيس بلدية حريملاء المهندس خالد الزيد عن تفاصيل مشروع إعادة بناء المسجد ومشروع إنشاء فندق تراثي في المحافظة. يذكر أن مسجد «القراشة» التاريخي يعدّ أقدم مسجد تاريخي في المحافظة، إذ كان مكاناً لطلب العلم من مختلف قرى نجد، وكان في وقته أشبه بالجامعة، إذ تخرّج منه نخبة من العلماء وطلبة العلم، ثم تتابعت حلقات العلم في هذا المسجد بعد ذلك. ويعود تاريخ بناء المسجد إلى فترة الدولة السعودية الأولى خلال القرن ال12 الهجري، كما أنه يعتبر المَعلم الأثري القديم المتبقي في حريملاء. وخلال العام الماضي انهار مسجد «القراشة» التاريخي، فتم التوجيه بإعادة بنائه ضمن برنامج العناية بالمساجد التاريخية، الذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية وعدد من الجهات. كما تم التوجيه بسرعة تنفيذ أعمال الترميم والتأهيل وفق الوسائل والإمكانات التي تضمن إعادة المسجد إلى ما كان عليه قبل الهدم.