البرق Lightning عبارة عن وميض من الضوء Flash of Light يحدث نتيجة عمليات الشحن الكهربي في الغلاف الجوي، أمّا الرعد Thunder، فهو عبارة عن الصوت The Sound، الذي يحدث نتيجة للتمدد الفجائي للهواء بفعل الحرارة الشديدة الفجائية الناجمة من حدوث البرق. وقد أكدت الدراسات المتيورولوجية الحديثة أن سحب المزن الركامي عبارة عن مولد كهربائي ثابت Static Electricity Generator، لها القدرة على بناء الملايين من وحدات الجهد الكهربائي (فولت) خلال وقت قصير. في قوله تعالى: « يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ» لابد أن نتنبه إلى قوله تعالى «يكاد» أي يكاد أو يقترب البرق من أن يخطف أبصارهم. وليس للإنسان القدرة أن يمنع هذا البرق من أن يأخذ انتباه البصر (تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي). تأملوا كلمة «يَخْطَفُ».. لماذا لم يقل «يكاد البرق يعمي أبصارهم» ماذا يشير فعل الخطف؟ إن هذه الكلمة «يَخْطَفُ» تستعمل في اللغة العربية للتعبير عن سرعة الأشياء «سرعة خاطفة» وهي من أقوى الكلمات للتعبير عن السرعة الهائلة وغير المدركة بالعين، وبالفعل اكتشف العلماء أن سرعة شعاع البرق أكثر من 150 ألف كيلو متر في الثانية! تصوروا أن هذه السرعة تعني أن هذا الشعاع لو قدّر له أن يطوف حول الكرة الأرضية لقطعها خلال ربع ثانية فقط!! ولذلك قال تعالى «يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ».. لا نملك إلا أن نقول سبحان الله! فهذه الدقة اللغوية العجيبة تشهد على أن هذا القرآن من تنزيل العزيز الحكيم وليس بقول بشر كما يدعي الملحدون! حدث القرآن الكريم عن خطف البصر نتيجة التعرض لضوء البرق، وكما رأينا من خلال الحقائق العلمية كيف تتم عملية إفراغ الشحنات الكهربائية خلال زمن قصير جداً (أي أجزاء ضئيلة من الثانية)، وهذا يتناسب مع مدلول كلمة (يخطف) التي تعني الأخذ بسرعة كما ورد في التفسير. إذن في كلمة « يَخْطَفُ» إشارة إلى سرعة البرق وسرعة أخذه للبصر، وهذا ما تم إثباته حديثا، حيث نعلم أن سرعة هذا البرق بحدود 300 ألف كيلو متر في الثانية، وإذا حدث هذا البرق على مسافة عدة كيلو مترات في الغيوم، فإن الزمن اللازم لوصول هذا البرق إلى الشخص الذي سيصيبه هو أقل من جزء من مئة ألف جزء من الثانية! أي أقل من 1/100000 من الثانية. وهذا الزمن المتناهي في الصغر يناسب قوله تعالى: «يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ». 2- وبما أن البرق عبارة عن ضوء فإنه يسير بسرعة الضوء،أي بحدود ثلاث مئة ألف كيلو متر في الثانية الواحدة. وهذه السرعة الكبيرة يناسبها التعبير بكلمة (يخطف)، التي تشير للمباغتة والمفاجأة والسرعة. حتى إن تأثيرات الومضات البراقة تصل إلى رواد الفضاء، فقد تبين أن رواد الفضاء يعانون من مشاكل في الرؤية عندهم وتصبح ضبابية بعد عدد معين من رحلات الفضاء، ويعود سبب ذلك إلى تعرضهم لضوء الشمس المباشر وللإشعاعات الكونية. وإذا علمنا أن البرق يحتوي الضوء المرئي بالإضافة إلى الأشعة الخطيرة بأنواع متعددة، فإننا ربما ندرك السر في قوله تعالى: «يَكَادُ» أي يقارب، فالكمية الضخمة من الإشعاعات والتي يطلقها البرق خلال زمن قصير جداً ذات تأثير كبير على البصر.