يقول الفيلسوف الفرنسي بول سارتر: «في كرة القدم كل شيء أمامك معقد ما دام هناك خصم»، وفي كلاسيكو الهلال والأهلي هذا المساء ثمة خصوم قد يغربلون أوراق الراقي ويبعثرونها ويقذفون بالمجانين إلى نقطة الصفر. الخصم الأول يتمثل في الهلال والذي قدم هذا الموسم أجمل مستوياته بفضل إدارته المحنكة وجهازه الفني بقيادة الداهية دونيس ومرورا بنجوم عقدوا العزم على مصالحة جماهيرهم وتحقيق لقب الدوري بعد أن طالت مرحلة الجفاء بينهم لأكثر من ثلاثة مواسم. الأهلي نفسه بات هو الآخر خصما وعقدة لكل الأهلاويين، ولن أبالغ إن قلت إن الدوري كان قريبا من قلعة الكؤوس أكثر من أي وقت مضى في المواسم الثلاثة الماضية ولكن العقدة استمرت والقضية قيدت ضد مجهول!! إعلام الأهلي وجماهيره طرف ثابت من وجهة نظري في توالي سنوات الحرمان، ففي الوقت الذي استطاع رجال الراقي بناء فريق محترم ومنافس ألقى الإعلام المنتمي للنادي بظلاله على الجماهير وكذلك اللاعبين وأوهموهم بالظلم وغرسوا فيهم نظرية المؤامرة والعدائية بدليل ما حدث بين الأهلاويين مع الشبابين قبل ثلاثة مواسم ومع النصر في الموسمين الماضيين، لتتكرر الاسطوانة هذه المرة مع الهلال هذا الموسم. الأهلي فريق كبير ومحترم، كان ولا يزال مضرب مثل في الرقي ولكن مشكلته الرئيسية تكمن في لغة المؤامرة، فالمنظومة الرياضية بأكملها بداية من الرئيس العام ومرورا برئيس اتحاد القدم وحتى أصغر مشجع رياضي باتوا أعداء للأهلي وحجر عثرة في طريقه نحو اللقب العصي!! أعود إلى كلاسيكو الغضب والحرمان هذا المساء والتي تميل فيه الكفة للهلال وذلك لاعتبارات عدة، فالفوز إن تحقق للزعيم (وهو قريب منه) فذلك يعني أن الزعيم قطع أكثر من نصف المشوار نحو اللقب، وفي حال قلب المجانين الطاولة واستطاعوا الانتصار على أنفسهم قبل خصمهم، فذلك يعني أنهم ضربوا أكثر من عصفور بحجر واحد. كل التوفيق للعملاقين بتقديم سهرة كروية ماتعة تليق بمستوى طموح وتطلعات جماهير الناديين الكبيرين، وأن يعكس اللقاء صورة باهية عن دورينا الملتهب. قذائف شمالية رأس جروس مرهون بما ستؤول إليه نتيجة مباراة الليلة وإن كنت أتمنى من الأهلاويين الإبقاء عليه لسنوات عدة أيا كانت النتيجة. غياب السومة سلاح ذو حدين وهذا ما ينبغي أن ينتبه له الهلاليون وقد يبصم مهند عسيري بالعشرة على صحة ذلك. في الهلال ربما تكون كلمة الفصل هذا المساء لدى الثنائي «إدواردو والشمراني» والعلم عند الله. بالأمس كان بيتوركا فاشلا في نظر المطانيخ واليوم أضحى المنقذ والملهم وصانع الإعجاز (تخبط بدرجة امتياز)!! على الورق لا تزال آمال النصر قائمة في المنافسة على لقب الدوري ولكن منطقيا على أنصار فارس نجد أن التفكير بباقي البطولات بعد أن عصفت المكابرة والعناد بحظوظهم هذا الموسم. في الاتفاق لا مجال حاليا للانتقاد ولأنني أحب الإتي وأتمنى عودته سريعا فإني سأكون صادقا مع من يعنيه الأمر وسأكتفي بالتلميح (في الاتفاق حاجة غلط) واللبيب بالإشارة يفهم!! وعلى دروب الخير ألتقيكم بحول الله في الاسبوع القادم ولكم تحياتي.