هل تعتبر وكالة حماية البيئة الأمريكية جهازا حكوميا تابعا «لشركات النفط الكبرى»؟ هل تقف إلى جانب «منكري قضية التغير المناخي»؟ تعتبر تلك الادعاءات سخيفة، لكنها قد تصبح أكثر شيوعا الآن بعد أن أصدرت الوكالة أحدث «تعليماتها بخصوص الإيثانول»، التي تتطلب استخداما أقل للوقود الحيوي مما دعا إليه الكونجرس والتكتل الزراعي. يجب علينا أن نتجاهل النقاد: يعتبر خفض متطلبات الإيثانول أمرا جيدا بالنسبة للمستهلكين، والسيارات وكوكب الأرض. بموجب معيار الوقود المتجدد الصادر في الأسبوع الماضي، تدعو وكالة حماية البيئة إلى أن يتم مزج 18.1 مليار جالون من مصادر الطاقة المتجددة، الإيثانول بشكل رئيسي، في إمدادات البنزين الخاصة بالبلاد في العام القادم. وهذا يعني 4.1 مليار أقل من الكمية التي طالب بها الكونجرس في قانون الأمن والاستقلال في مجال الطاقة الصادر في عام 2007، والذي كان جهدا يهدف إلى تقليل قبضة الشرق الأوسط على الطاقة الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ادعى مؤيدو القانون أيضا بأنه قد يساعد في الحفاظ على أسعار البنزين منخفضة وأنه سيكون أفضل بالنسبة للبيئة. لكن السوق النفطية والعالم تغير في السنوات الثماني الماضية. حيث ان زيادة الإنتاج الأمريكي للنفط من التكسير وغيره من التكنولوجيات المستخدمة جعل البلد أقل اعتمادا بكثير على النفط الأجنبي مما يمكن أن يتوقعه أي شخص. والسيارات أصبحت أكثر كفاءة. بالإضافة إلى ذلك، تبدو المطالبات بوجود إيثانول صديق للبيئة أمورا مشكوكا بها: حيث وجدت التقارير الصادرة عن الأكاديمية الوطنية للعلوم والأمم المتحدة والفريق البيئي العامل بأن إيثانول الذرة قد تصدر عنه في الواقع انبعاثات أعلى من البنزين المشتق من النفط. وهذا لا يشكل حتى أنواع الوقود الأحفوري التي تدخل في زراعة وحصاد الذرة التي يُستخرَج منها الإيثانول وشحنه إلى السوق. أخيرا، هنالك دافع الضرائب والمستهلك الأمريكي الذي يجب أن نأخذه بعين الاعتبار: تلقت الصناعة عشرات المليارات من الدولارات على شكل إعانات وإعفاءات ضريبية منذ الثمانينيات. في الوقت نفسه، بما أن 40 بالمائة من الذرة الأمريكية يذهب إلى الوقود الحيوي، يدفع الأمريكيون مبلغا أكبر مقداره 40 مليار دولار سنويا في محلات البقالة. وهذا لا يعني أن التحرك نحو الوقود الحيوي أمر خاطئ. حيث ان التكنولوجيات الأخرى، مثل استخدام (العشب التحويلي) وغيره من المواد «السليولوزية» التي لا يأكلها الإنسان، تبشر بالخير. لكن بالنسبة للوقت الراهن، تكون تكلفتها أكبر بكثير، الأمر الذي يتفاقم بسبب دعم واشنطن لصناعة الإيثانول. أنصار الإيثانول على حق بأن شركات النفط الكبرى، التي تحصل أيضا على أكثر من نصيبها العادل من هبات دافعي الضرائب، سوف تستفيد من وجود كمية وقود حيوي أقل ممزوجة مع البنزين الذي يستخدمونه. لكن ما المانع؟ هذا لا يغير الجدال المتعلق بالإيثانول. التكتل الزراعي وحلفاؤه في الكونجرس- ناهيك عن المرشحين للرئاسة الطامعين في أصوات ولاية آيوا - من غير المرجح أن يتلقوا هذه الهزيمة بهدوء. تحتاج كل من وكالة حماية البيئة وجماعات المستهلكين ودعاة حماية البيئة والمحافظين في السوق الحرة إلى أن يتخذوا موقفا قويا، حتى وإن كان ذلك يعني العمل مع شركات النفط الكبرى.