نجحت شركة اسكتلندية في ابتكار طريقة حديثة لانتاج وقود حيوي على النطاق التجاري يستخرج من مخلفات عملية تخمير الويسكي يمكن الاستعانة به في تزويد المركبات بالوقود. وابتكرت شركة سيلتيك للطاقة المتجددة ومقرها إدنبره عملية انتاج البيوتانول الحيوي على المستوى الصناعي في بلجيكا وخصصت لها الحكومة البريطانية منحة في الآونة الأخيرة قدرها 16.7 مليون دولار لبناء منشأة مخصصة لهذا الغرض في وسط اسكتلندا. كان الاستاذ الجامعي مارتن تانيني قد أسس شركة سيلتيك للطاقة المتجددة عام 2012 كمؤسسة تابعة لجامعة نابيير في إدنبره وقام فريقه البحثي باعادة تعديل عملية التخمير –المسماة اسيتون/بيوتانول/ايثانول- المتبعة هناك منذ 100 عام لكنه تم التخلي عنها لرخص البترول في ذلك الوقت. وتتضمن هذه العملية خلط جميع مخلفات عملية تخمير الشعير التي تمثل 90 في المئة من عمليات التصنيع والتقطير. تتكون هذه المخلفات أصلا من نواتج تخمير المكونات الداخلية لحبات الشعير الغنية بالسكريات التي تنقع في الماء لتسهيل عملية التخمير وصناعة الويسكي فيما تضاف اليها خمائر سائلة تحتوى على عنصر النحاس والتي كان يجري التخلص منها بعد التقطير. وتنتج مصانع التقطير الاسكتلندية نحو 750 ألف طن سنويا من نواتج حبات الشعير ونحو ملياري لتر سنويا أيضا من الخمائر السائلة. وقال تانيني "في عملية انتاج الويسكي يمثل المنتج الأولي أقل من عشرة في المئة من نواتج التقطير. أما معظم المخلفات فهي بقايا حبات الشعير والخمائر السائلة وما نفعله هو خلط هذين المكونين معا لانتاج مادة خام مبتكرة مع الاستعانة بتقنيات التخمير المختلفة لتحويل المخلفات الى منتجات عالية القيمة لا سيما مادة البيوتانول الحيوي وهو وقود حيوي متقدم يمثل بديلا يعادل البنزين أو الديزل". وحتى الآن كان التركيز ينصب على انتاج وقود الايثانول الحيوي بوصفه وقودا لا يمت بصلة للنفط. وينتج الايثانول الحيوي من نباتات مثل قصب السكر والذرة. لكن انتاج الايثانول من الأمور المثيرة للجدل لانه يعتمد على حذف النباتات المستخدمة من السلسلة الغذائية. لكن تانيني يقول إن البيوتانول الحيوي صديق للبيئة بدرجة أكبر وهو ايضا أكثر كفاءة. وقال "البيوتانول الحيوي وقود حديث وهو كحول رباعي ذرات الكربون لذا فانه ينتج طاقة أكبر ولديه تقريبا نفس الطاقة المستمدة من البنزين في حين ان الايثانول الحيوي يمثل نسبة 70 في المئة فقط من طاقة البنزين". وأضاف "يمكنك تخزين البيوتانول الحيوي وضخه مع استخدام نفس البنية التحتية الموجودة بالفعل لتوزيعه كما انك لست في حاجة الى تعديل تركيب محرك السيارة لذا فانه البديل المعادل الحقيقي للبنزين أو الديزل". تبدأ منشأة الوقود الحيوي في جرانجماوث على بعد 25 ميلا من إدنبره الانتاج في ديسمبر كانون الأول من عام 2018 وقال تانيني إنها ستضخ مليون لتر على الأقل من الوقود الحيوي سنويا.