لا حديث يعلو هذه الأيام على حديث الحكام والأخطاء الكوارثية التي يرتكبونها بحق الأندية، تلك الاخطاء التي تعرقل مسيرة إدارات بأكملها وتبدد أحلام جماهير وفرق طامحة، وتتسبب في تغيير أجهزة فنية هي في غنى عن ذلك بسبب صافرة جائرة من حكم سواء بقصد أو عن غير عمد، فالله أعلم بالنوايا. عند الحديث عن أخطاء الحكام فنحن لا نتدخل بالنوايا، وإنما نتحدث عن أخطاء ساذجة يرتكبها بعض الحكام وليس الكل، وفيهم من يطلق عليه لقب "حكم كبير" وفيهم من هو في بداية مشواره بالسلك التحكيمي ويتواجد للمرة الاولى في عالم المحترفين. أخطاء الحكام تتسبب في تغيير مسيرة الفرق 180 درجة، لاسيما وأن هناك أخطاء ليست جدلية وإنما واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فلا يعقل أن يرى الجميع سواء من بالملعب أو خارجه الحالة جيداً ويقوم بتصنيفها ماعدا الحكم المفترض فيه، أنه صاحب الحق الوحيد في اتخاذ القرار بناء على قربه من اللعبة. سيخرج علينا من يقول ان الحكم بشر ويتخذ قراره في جزء من الثانية وسط ضغوط هائلة، ونحن لا ننكر عليه ذلك ونعترف أيضاً أننا نجلس أمام الشاشات أو في المدرجات نتابع المباريات وما يحدث بها من أخطاء، ومن ثم نقوم بإطلاق الاحكام،لكن كل هذا ليس مبرراً لأي حكم أياً كان اسمه أن يمنح لنفسه الحق تحت أي مسمى أن يضيع جهود الاندية سواء المادية أو الفنية، لأن الصافرة الظالمة ستسهم دون أدنى شك في تغير مسار الفرق سواء من يتوج باللقب، أو من يهبط للدرجة الادنى، والمفترض أنه يجيد التعامل مع أية ضغوط قد يواجهها بدلاً من أن يخرج الجماهير عن طورها بصافرة جائرة. كثر الكلام هذه الأيام على لجنة الحكام فالكل يشتكي بلا استثناء فلا يوجد فريق لم يلحق به ضرر تحكيمي، الكبير من الأندية سواء جماهيرياً أوبطولات، أو حتى الصغير في الدوري وجميعهم يقع تحت الضغط التحكيمي، الذي أصبح الشغل الشاغل للجميع، ولخبط جميع الاوراق. الأخطاء التحكيمية جزء من عالم الساحرة المستديرة، وقد تضفي حلاوة عليها لكنها زادت في دورينا عن الحد وأصبحت فاضحة ومؤثرة في نتائج بعض المباريات مما قد يهدد سمعة دوري عبداللطيف جميل. لجنة الحكام الرئيسة استعانت بخبير التحكيم الانجليزي هاورد ويب، لكنه لم ينجح في مهمته على أرض الواقع فلا يوجد عمل ملموس له إلى الآن، وكل نجاحه مقصور على النواحي الإعلامية. لايمكن ان يكون بطل الدوري وراءه التحكيم فالبطل هو من يهزم الخصم، والحكم وهو ما شاهدناه في مباراة الهلال الاخيرة امام الشباب فالهلال بدا يرسم لوحة التتويج مبكراً بفضل تميزه وابداع نجومه داخل الملعب. ابعاد حكام الأخطاء المتكررة عن إدارة المباريات ومنح الشباب الثقة والفرصة للظهور، عندها أعتقد أن الوضع سيكون مختلفاً. نتمنى ان تغيب مصالح الترشيح عن اتخاذ اي قرار في لجنة الحكام فمصلحة دورينا اهم من تبادل المنافع والمصالح مشتركة من اجل الفوز بكرسي دوار لن يدوم لموسم أو حتى موسمين. يقولون آخر الدواء الكي، وبعد أن نفذ رصيد لجنة الحكام لدى الجميع أرى أن الحل الانسب هو حل اللجنة، وجلب حكم خارجي لإدارتها للتغلب على الصداع المزمن.