تحب شركات التكنولوجيا التباهي بأسواقها القابلة للتوسع بشكل إجمالي - أي الحجم النظري لفرصها في الحصول على الأعمال. هذا يحصل مثلا حين نعتقد أننا إذا استحوذنا على 5 بالمائة فقط من الأسواق المتاحة والبالغة تريليون دولار، التي يصر معالجو الأرقام في الشركات على أنها موجودة، سوف تصبح الشركة ضخمة. هل ذكرنا الضخامة؟ إليكم بعض الأرقام الخيالية: 1.55 مليار، 900 مليون، 700 مليون، 400 مليون. تلك هي أعداد الأشخاص الذين يستخدمون على الأقل مرة واحدة شهريا، على التوالي، شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، وخدمة إرسال الرسائل عبر الهاتف المحمول «واتس آب» (التي استحوذت عليها فيسبوك)، والماسنجر (الذي أوجدته فيسبوك) والانستجرام (التي استحوذت عليها فيسبوك). استولت تطبيقات الجوال للشركة على ثلاثة من أكبر المواقع ال 12 في جهاز الآيفون ومتاجر جوجل بلاي الأمريكية، وفقا لخدمة متابعة التطبيقات «آب آني». هذه سوق ضخمة ذات سعة كبيرة، وليس فقط في مخيلة شخص ما لديه جدول بيانات وحلم. من المفهوم أن ينتقد مستثمرو الأسهم القيمة السوقية العالية لفيسبوك، ما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف وزيادة التنافسية. لكن من الصعب أن نتجاهل السجل الأخير لفيسبوك. تواصل الشركة البرهنة، بما في ذلك في أرباحها الفصلية الأخيرة، على أنها تستطيع أن تكسب المزيد من المال من خلال شبكتها الاجتماعية في الوقت الذي تعمل فيه على إعداد منتجاتها الأصغر ووضعها في طابور الانتظار من أجل فرص كسب المال المحتملة - لكن الحقيقية - على الطريق. نعم، لا تزال الكثير من خطط الأعمال التجارية في فيسبوك مجرد مخططات أولية. يحاول فيسبوك بجنون كسب المزيد من المال من جميع أفلام الفيديو المنشورة والمتبادلة على موقعه يوميا، لكن هناك شيئا صغيرا يسمى (يوتيوب) يقف في طريقه. بدأت الشركة لتوها في السير على رؤوس أصابعها في نفس النوع من الإعلانات المتطورة (قد يقول البعض إنها مزعجة ومخيفة) على الإنستجرام والتي يبيعها فيسبوك من خلال شبكته الاجتماعية الرئيسية. لم تحاول فيسبوك بعد كسب المال من خلال تطبيق الواتس آب، الذي اشترته العام الماضي مقابل 17 مليار دولار، لكن أنواع المدفوعات الرقمية والتجارة الإلكترونية التي تحدث في خدمات إرسال الرسائل مثل «وي تشات» تعتبر خطة مثيرة للاهتمام. كما أن أوكيولس، الشركة الناشئة لتكنولوجيا الواقع الافتراضي، التي استحوذت عليها فيسبوك أيضا العام الماضي، لم تصل بعد إلى تلك المرحلة في الواقع. وإيرادات الشركة الحالية، التي ارتفعت بنسبة 41 بالمائة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، لتصل إلى 4.5 مليار دولار، تعطي فيسبوك الوقت للتوصل إلى طريقة لكسب المال من كل هذه التطبيقات. بالطبع، أمور كثيرة يمكن أن تصاب بالاختلال في الوقت الذي تتوسع فيه جهود فيسبوك الرامية إلى كسب المال من جحافل المستخدمين خارج تطبيقاته الرئيسية. لكن الكثير نجح منذ الآن. خلال السنوات القليلة منذ اكتتابه العام الأولي المتقلب، أجاب فيسبوك أساسا على أكبر سؤالين تمت إثارتهما في ذلك الوقت. السؤال الأول كان فيما إذا كان يمكن أن يجني المال في الوقت الذي يتحول فيه المستخدمون من شبكة الويب إلى التطبيقات. الآن، أكثر من ثلاثة أرباع إيرادات الشركة من الإعلان تأتي من الإعلانات المعروضة على الأجهزة المحمولة. السؤال الآخر كان فيما إذا كان فيسبوك قد نفذ لديه المستخدمون الجدد المحتملون حين كان خمس العالم يستخدم فيسبوك في العثور على أصدقاء والنقر على زر «أعجبني». لذا، فتحت الشركة بنودا على دفتر شيكاتها للإنستجرام والواتس آب. وساعدت تلك التحركات بسرعة في تغيير جينات الشركة من شبكة اجتماعية منفردة من الشركات المتميزة، إلى «عائلة من التطبيقات»، كما يدعو مارك زوكربيرج سلالة شركته. السعر البالغ أقل من مليار دولار والذي دفعه فيسبوك للاستحواذ على إنستجرام بدا وكأنه مكلف بشكل كبير في عام 2012 ويبدو الآن وكأنه ثمن بخس تماما. ليس من الصعب التخيل بأن إنستجرام قد يتم اعتباره في يوم ما على أنه من بين أفضل عمليات الاستحواذ في شركات التكنولوجيا الاستهلاكية في الذاكرة الحديثة. هنالك بعض الملاحظات التحذيرية. من الصعب على فيسبوك وغيره من الشركات المعتمدة على الإعلانات أن تكسب المال في كثير من البلدان خارج الولاياتالمتحدة. الولاياتالمتحدة أيضا هي البلد الذي يمتلك فيه كل من الواتس آب وإنستجرام حصة الأسد من مستخدميهم ونمو المستخدمين. يبلغ متوسط الإيراد لكل مستخدم على فيسبوك 10.49 دولار في الولاياتالمتحدة وكندا، و1.39 دولار في آسيا، على سبيل المثال. هذا قد يفسر سبب وتيرة النمو لهذا المقياس المراقب عن كثب والذي بلغ الذروة منذ 18 شهرا. الاتجاه ليس كبيرا لكن لم يحن الوقت بعد لإعلان الحداد لأن فيسبوك لا تزال تواصل زيادة عدد مستخدميها. بدأ مستثمرو الأسهم أيضا يشعرون بالقلق حول ما إذا كان حماس سوق الأسهم نحو فيسبوك قد خرج عن السيطرة. على أساس القيمة التجارية للأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء المعدلة والمقدرة لعام 2016، تحمل أسهم فيسبوك مضاعِفا في حدود 19 – فعليا أقل إشكالا من تويتر (التي تسودها الفوضى)، وياهو (كذلك) وآمازون (التي تعابث أحيانا بالأرباح). مع ذلك، من خلال مبيعات متعددة، تم تداول أسهم فيسبوك قبل الأربعاء بحوالي 12 مرة من الإيرادات المقدرة للعام المقبل، وهو مضاعِف أكبر من غيره من شركات التكنولوجيا العملاقة. لذلك، بالطبع، يتضمن تقييم أسهم فيسبوك أن الشركة سوف تتوصل بالضبط إلى الصيغ الصحيحة لتحويل عائلة التطبيقات لديها إلى مصارف صغيرة. هذا رهان مكلف، لكن الأمر يستحق التجربة. فيسبوك، أكثر من أي شركة تكنولوجيا عملاقة الآن، حققت التوازن الصحيح بين النمو الحالي والإمكانيات المستقبلية.