تجاوزت القيمة السوقية لفيسبوك مبلغ 200 مليار دولار، وهو ما يضعها في فئة أكبر الشركات في العالم، في الوقت الذي يراهن فيه المساهمون على أن الشركة ستستفيد بصورة كبيرة من مستقبل الإعلانات على الجوال. أقفل سهم فيسبوك بارتفاع مقداره 0.8%، ليصل السعر إلى 77.89 دولار في نيويورك، وهو ما يجعل القيمة السوقية للشركة تصل إلى 201.6 مليار دولار، وفقاً لبيانات من تجميع بلومبيرج. وهذا يجعلها الشركة رقم 22 في العالم، بعد فيرايزون للاتصالات ومتقدمة على تويوتا للسيارات. منذ 23 يوليو قفز سعر السهم بنسبة 9.3%، مقارنة مع ارتفاع بنسبة 0.7% في مؤشر ستاندرد أند بورز 500، بعد أن أبلغت فيسبوك عن زيادة بنسبة 61% في مبيعات الربع الثاني، التي وصلت إلى 2.91 مليار دولار. وشكلت دعايات الجوال نسبة 62% من المبيعات، بزيادة عن نسبة 59% في الفترة السابقة. هذه المكاسب تختلف اختلافاً كبيراً عن وضع فيسبوك حين طرحت أسهمها للاكتتاب الأولي العام في مايو 2012، حين أدى غياب الإعلانات على الجوال إلى تراجع قيمة السهم. مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لفيسبوك، يحتل الرقم 13 بين أكبر أغنياء العالم، بحسب مؤشر بلومبيرج لأصحاب المليارات. وقد جعل الإعلانات على أجهزة الهاتف الذكي والأجهزة اللوحية هي أعماله الأساسية، وهو يستند إلى هذا الأساس على شبكة الجوال من أجل نشر إعلانات الشركة عبر الإنترنت والأجهزة اللاسلكية. قال جيفري سيكا، الذي يشرف على إدارة أكثر من 1.5 مليار دولار من الأصول باعتباره رئيس شركة سيكا لإدارة الثورات، في بريد إلكتروني: «السبب وراء الاندفاع الأخير في حركة السهم هو الإعلان عن أرباحهم الأخيرة، حين ألغت الشركة عن ارتفاع الطلب وأرقام المبيعات للإعلانات على الجوال. إذا استمرت الشركة في النمو في إعلانات الجوال، فسوف هناك طلب مستدام على أسهم الشركة.» ثروة زوكربيرج أدى ارتفاع الأسهم إلى أن تصل ثروة زوكربيرج إلى 34.5 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبيرج لأصحاب المليارات. وهو يبلغ من العمر 30 عاماً وأسس الشركة في عام 2004، ويمتلك أسهماً تعطيه صلاحية السيطرة على 61.6% من قوة التصويت في الشركة، وفقاً لبيان تم تقديمه إلى الجهاز التنظيمي في مارس الماضي. خلال الشهور ال 12 المنتهية في 5 سبتمبر، قفزت أسهم الشركة بنسبة 81%، مقارنة مع زيادة بنسبة 21 في المائة لمؤشر ستاندرد أند بورز. وتتجاوز القيمة السوقية لهذه الشبكة الاجتماعية القيمة السوقية لعمالقة التكنولوجيا مثل شركة آي بي إم IBM، وشركة أوراكل، رغم أن مبيعاتها، التي تقدر بحوالي 12.2 مليار دولار هذا العام، هي جزء يسير من مبيعات الشركات العريقة. ويراهن المستثمرون على النمو، حيث إن 43 من أصل 53 محللاً يوصون بشراء سهم فيسبوك، وفقاً لبيانات قامت بلومبيرج بتجميعها. ترويج أفضل كان أداء فيسبوك في الربع الأخير مدفوعاً بالعلامات التجارية والمسوقين الذين يدفعون أسعاراً أعلى مقابل حملات الترويج الأفضل، كما قال ديفيد وينر، كبير الإداريين الماليين في فيسبوك في يوليو. وقد ارتفع متوسط سعر الإعلان إلى أكثر من الضعف عن السنة السابقة، حتى في الوقت الذي تراجعت فيه آثار الإعلانات بنسبة 25 في المائة خلال الفترة نفسها. في عام 2013 شكلت فيسبوك نسبة 5.8% من إيرادات الإعلانات الرقمية على مستوى العالم، بعد أن كانت النسبة هي 4.1% في عام 2012، وفقاً لبيانات من شركة EMarketer. وقد ارتفع الإنفاق على الإعلانات الرقمية في العالم بنسبة 14.8 في المائة ليصل إلى 120 مليار دولار في السنة السابقة، ومن المتوقع أن يصل إلى 140 مليار دولار خلال العام الحالي. للاستفادة من هذه الاتجاهات العامة، كانت فيسبوك تبني ترسانة من خدمات الإعلانات. وباستثناء نشر مقاطع فيديو إعلانية عن المنتجات من أجل التنافس مع ميزانيات الإعلانات التلفزيونية، وأنشأ شبكة لتوزيع الإعلانات على تطبيقات المطورين الآخرين. وقد وافقت فيسبوك هذا العام على الاستحواذ على شركة LiveRail، وهي شركة ناشئة ستساعد في خدمة حملات الترويج على الفيديو على الإنترنت على نحو يتجاوز الشبكة الاجتماعية. منتقدون حول الخصوصية في الشهر الماضي أدخلت فيسبوك أداة تسمح للمعلنين بمعرفة متى تمت مشاهدة الإعلان لأول مرة ومتى أدى الإعلان إلى عملية شراء، وذلك عن طريق متابعة حركة المستخدمين بين أجهزتهم الإلكترونية. وقد أدت الخدمات التي من هذا القبيل إلى صدور انتقادات من المدافعين عن الخصوصية، وهو ما يمثل عقبة محتملة أمام نمو الشركة. وفي الوقت الذي تباطأ فيه نمو العضوية في الشبكة، تتطلع فيسبوك إلى خارج الولاياتالمتحدة من أجل إضافة المستخدمين، حيث إن أسواق البلدان الناشئة هي الأكثر اعتماداً على الهواتف الجوالة. وقد ازدادت نسبة المستخدمين في أمريكا الشمالية بنسبة 7% ليصل عددهم إلى 152 مستخدما في يونيو عما كان عليه قبل سنة، في حين أن عدد المستخدمين الآسيويين ارتفع بنسبة 26% ليصل إلى 228 مليون مستخدم، وفقاً لبيان مقدم من الشركة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات في نيويورك خلال الشهر نفسه. وقالت فيسبوك أول أمس: إن لديها 100 مليون مستخدم شهري نشط في إفريقيا، وأكثر من 80% منهم يستخدمون الشبكة الاجتماعية من خلال الجوال. كذلك كان زوكربيرج يقوم بعمليات استحواذ بعدة مليارات من الدولارات، من أجل تنويع الشركة. ففي فبراير الماضي قالت الشركة: إنها دفعت مبلغ 19 مليار دولار للاستحواذ على خدمة WhatsApp للتراسل الفوري. وفي يوليو أكملت فيسبوك عملية الاستحواذ على Oculus VR لتطبيقات الواقع الافتراضي مقابل ملياري دولار تقريباً. وتصنع الشركة سماعة رأس بالواقع الافتراضي، والتي قال عنها زوكربيرج: إنها ستكون أداة تواصل رئيسية بعد الهواتف الجوالة.