رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، حفل افتتاح المؤتمر السعودي العالمي للأورام، بمشاركة 51 استشاريا من مختلف دول العالم، والذي انطلق، أمس، بفندق المريديان بالخبر، بتنظيم من مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وجمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية، والجمعية السعودية للأورام بالتعاون مع جمعية السرطان الأمريكية والجمعية الأوربية الآسيوية لجراحة السرطان. وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية عبدالعزيز بن علي التركي، في كلمة له، أن بلادنا لم تتوقف عن عجلة التنمية في كل المجالات وخاصة المجال الصحي، رغم الظروف المحيطة، وهو ما يجعلنا نفخر ونعتز بهذا التميز، مبينا أن احتضان المملكة لهذا المؤتمر العالمي الآسيوي الاوروبي الأمريكي يأتي استكمالاً لجهودها في الحث على البحث والاستقصاء لتكون مصدراً للمعرفة لا مستورداً لها. وأشار إلى أن سعيهم بالجمعية، من خلال المؤتمر، لتسليط الضوء على أنواع مختلفة من السرطان، يتم التأكيد فيها على أهمية الرعاية الصحية واتباع النهج السليم الصحي والوقائي والعلاجي بشكل كامل، مبينا مشاركة مجموعة من الأطباء والاستشاريين الذين لديهم رغبة ملحّة وحماس كبير في إمداد المعنيين في مكافحة السرطان وصانعي القرار والمنظمات والناشطين لسد بعض الثغرات، مصرِّين على خلق بيئة تفاعلية لتبادل الخبرات إضافةً لاستنباط أفكار جديدة تفيد المعنيين بالأمر مستقبلاً. وأضاف بقوله "نُسطِّر في هذا المؤتمر تطبيقاً عملياً حياً لأهمية الشراكات سواءً على المستوى المحلي أو العالمي؛ لما فيه مصلحة المرضى والارتقاء بمستوى كوادرنا الطبية، حيث سيُدلي (65) خبيراً من مختلف بقاع العالم بدلوهم، ويمثل السعوديون (60%) بخبراتهم ويمثلون مجموعة بدعم من شركات الأدوية والمتطوعين الذين يؤمنون برسالة التوعية والتثقيف"، معربا عن شكره الجزيل لسمو أمير المنطقة الشرقية؛ على تشريفه للمؤتمر وافتتاح فعالياته وهو استمرار لدعم سموه الكريم. وأكد المدير التنفيذي بالإنابة بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور هاني الخالدي، أن القطاع الصحي في المملكة يحظى بمتابعة ودعم من قبل حكومتنا الرشيدة واهتمام من وزارة الصحة بكل ما يتعلق بالصحة العامة؛ مما كان له أكبر الأثر فيما وصلت إليه الخدمات الصحية من تطور ملحوظ وإنشاء المستشفيات والمراكز الصحية التخصصية لمعالجة الأورام، مشيرا إلى أن مرض السرطان مشكلة صحية عالمية تعاني تنامي أعبائها جميع النظم الصحية؛ نتيجة لتزايد أعداد السكان من جهة وتزايد العوامل المسببة للمرض من جهة، وعلينا جميعا العمل للحد من امتداداته وارتفاع معدلات الإصابة به في منطقة الخليج، وبإذن الله في هذا الملتقى العلمي سيتيح الفرصة للمختصين ومزودي الرعاية الصحية والخبراء في مجال مكافحته، إضافة إلى صانعي القرار وعلماء الاقتصاد والمنظمات العلمية غير الحكومية والمنظمات الأهلية على كل المستويات الوطنية والاقليمية والدولية؛ للعمل معا لسد الثغرات في اسلوب مكافحة السرطان، وتبادل المعلومات عن أفضل الطرق الوقائية ووضع الحلول التي تحد من الأعباء الاجتماعية والاقتصادية والتنموية لهذا المرض. بدوره، شدد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للأورام الدكتور عدنان الحبشي، على أهمية تضافر الجهود بين كافة الجهات الحكومية والخاصة والخيرية في مجال التوعية الصحية ومكافحة أمراض السرطان على اختلاف أنواعها، مفيدا بأن المملكة شهدت خلال السنوات الأخيرة قفزات كبيرة ونوعية في علاج الأورام ورعاية المرضى بجميع مناطقها من خلال مستشفيات متطورة وحديثة، تتضمن كل الأجهزة العلاجية، وتوفر الأدوية التي تساهم بالشفاء التام وخاصة في المراحل المبكرة. وأوضح رئيس المؤتمر الدكتور حافظ الحلواني استشاري الأورام بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، أن هذا المؤتمر ينعقد بمشاركة نخبة من المتخصصين في طب الأورام من داخل وخارج المملكة وسيناقش على مدى يومين، كل ما يتعلق بعلاج الأورام المختلفة ضمن 9 جلسات علمية، حيث سيكون التركيز على آخر المستجدات في العلاجات المناعية للأورام والتي تعد ثورة في هذا المجال، فيما ستعقد جلسة خاصة عن العلاج الاشعاعي والعلاج بالأشعة التداخلية، مضيفا بقوله "إننا في هذه الأوقات في أمَسّ الحاجة الى عقد مثل هذه المؤتمرات للاطلاع على ما استجد من طرق التشخيص والعلاج خصوصاً وأنه من المهم أن نحاول أن نرى أيا من هذه العلاجات قد يستفيد منها مرضانا في المملكة خصوصاً والمنطقة عموماً. وأشار إلى أنه أصبح من الصعب مواكبة التطورات وأنواع الأدوية والعلاجات، لا سيّما أن هناك نوعا جديدا كل شهر أو شهرين ولا يمكن للطبيب الممارس الإطلاع على كل هذه التطورات الجديدة في ظل غياب المؤتمرات المتخصصة، متطلعا إلى تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال الأبحاث لعلاج مرض السرطان وتفعيل عمل المجموعات العلاجية؛ لإجراء أبحاث في هذا المجال لتعطي صورة أوضح عن أثر هذه الأدوية والعلاجات على مرضانا بشكل خاص فيما يعقد على هامش المؤتمر ندوة الوقاية والكشف المبكر عن مرض السرطان التي يشارك فيها أطباء الرعاية الأولية بالمنطقة الشرقية لتفعيل دورهم في الكشف ومتابعة المرض بعد العلاج.