غوارديولا مُستاء من ازدحام جدول الدوري الإنجليزي    الهلال يضرب الأخدود برباعية في دوري روشن للمحترفين    المملكة تفعّل قواعد «التسويات المالية» لمواجهة الفساد    رسمياً .. النصر يضم الكولومبي "جون دوران"    ولي العهد يقود مسيرة تعزيز الانتماء.. إلزام الطلاب بالزي السعودي كرمز للهوية الوطنية    إحباط تهريب 198 كجم «قات» بمنطقتي عسير وجازان    نائب رئيس مجلس الوزراء وزير داخلية الإمارات يغادر الرياض    وزير الخارجية ونظيره الأمريكي يبحثان العلاقات الثنائية بين البلدين    أمير الرياض يعزّي في وفاة الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود    الأمم المتحدة: الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة «هائلة»    المملكة تضيء معرض القاهرة بالثقافة والترجمة    الفتح يتعاقد مع حارس النصر "العقيدي" على سبيل الإعارة    مسؤولة بالاحتياطي الفدرالي تدعو لمواصلة خفض أسعار الفائدة لحين تراجع التضخم    تعادل سلبي بين الفيحاء والتعاون في دوري روشن    «سيوف» السعودية تخطف التوقيت الأفضل في ال«جذاع»    موسكو: «البريكس» لا تخطط لإصدار عملة موحدة    مخيم "مشراق 2″يختتم فعالياته التوعوية تحت شعار "شتاؤنا غير مع تواصل"    التوعية ودعم الشباب.. أبرز توصيات ورشة "إعمار الأرض" بالأحساء    تدريب 15 طالبة جامعية على نظم المعلومات الجغرافية بالشرقية    تعليم شرق الدمام" يكرم الفائزين بمسابقة تحدي القراءة العربي    تعرف على تفاصيل «المصافحة الذهبية» للجهات الخاضع موظفوها لسلالم الخدمة المدنية    «صفقة السبت».. إطلاق 3 أسرى إسرائيليين مقابل 90 فلسطينيا    الأستاذ يحيى الأمير.. "وجدت نفسي تلميذًا بين يدي الطبيعة ومواسم الحصاد كانت تأسرني"    حرس الحدود بالمنطقة الشرقية ينقذ امرأة من الغرق أثناء ممارسة السباحة    خطيب المسجد النبوي: ثقوا بربكم الرزاق الشافي الغني عن الخلق فهو المدبر لأموركم    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 55 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة    "هيئة العقار" تُعلن تمديد فترة استقبال طلبات الانضمام للبيئة التنظيمية التجريبية للشركات التقنية العقارية    دور برنامج خادم الحرمين الشريفين في إثراء تجربة المستضافين في ندوة بمكة اليوم    رحيل الموسيقار ناصر الصالح    تقييم جديد لشاغلي الوظائف التعليمية بالمملكة من 5 درجات    رياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار على تبوك والمدينة ومكة    ارتفاع اسعار النفط    الخليج يعزز هجومه بالنمساوي «مورغ»    «سلمان للإغاثة»: تدشين مشروع أمان لرعاية الأيتام في حلب    هل سمعت يوماً عن شاي الكمبوتشا؟    دهون خفيّة تهدد بالموت.. احذرها!    للبدء في سبتمبر.. روسيا تطلق لقاحاً مضاداً للسرطان يُصنع فردياً    رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا حادثة اصطدام الطائرتين في واشنطن    القاتل الثرثار!    وفاة ناصر الصالح    العنزي يحصل على درجة الدكتوراة    هل تنجح قرارات ترمب الحالية رغم المعارضات    برقية ولي العهد إلى الرئيس السوري الجديد.. خطوة إستراتيجية نحو استقرار المنطقة    التراث الذي يحكمنا    نيابة عن أمير قطر.. محمد آل ثاني يقدم العزاء في وفاة محمد بن فهد    لماذا صعد اليمين المتطرف بكل العالم..!    مصحف «تبيان للصم» وسامي المغلوث يفوزان بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود    تجمع القصيم الصحي يفوز بأربع جوائز في ملتقى نموذج الرعاية الصحية السعودي 2025    "مفوض الإفتاء بمنطقة حائل":يلقي عدة محاضرات ولقاءات لمنسوبي وزارة الدفاع    مستشفى خميس مشيط للولادة والأطفال يُنظّم مبادرة " تمكين المرض"    الديوان الملكي: وفاة الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود    المفتي للطلاب: احذروا الخوض في منصات التواصل وتسلحوا بالعلم    تعزيز العلاقات البرلمانية مع اليابان    عشر سنبلات خضر زاهيات    أهم الوجهات الاستكشافية    خطورة الاستهانة بالقليل    حسام بن سعود يستعرض مشروعات المندق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فتيات الأحساء يتجهن للمصانع .. وأرباح «الحرف اليدوية» تجبرهن على ترك وظائفهن
أكدن أن الدخل اليومي أصبح في ازدياد ودون تقيد أو دوام يمنعهن من مزاولة حياتهن المنزلية
نشر في اليوم يوم 07 - 11 - 2015

مما لا شك فيه ان المرأة هي جزء لا يتجزأ في المجتمع ولما تتمتع به من طاقات وإمكانات تمكنها من القيام بمختلف الاعمال والمهام حيث إنها أثبتت جدارتها وتفوقها في الكثير من المناصب هذا ما أهلها للدخول في مجال الصناعة والاستثمار بها وتطويع الصعاب لتحقق ما تطمح له متغلبة على عادات المجتمع وأعرافه ومواجهة الصعاب التي تعترضها بكل عزيمة وإصرار.
مدن صناعية للنساء
وعن دور المرأة في الصناعة والاستثمار أشار رئيس لجنة السياحة بغرفة الاحساء عبداللطيف العفالق بقوله: النساء شقائق الرجال والمجتمع قائم على جناحين هما الرجل والمرأة فلا يعلو بجناح واحد فموضوع الصناعة شمل كل القطاعات فمتى ما هيئت البيئة للمرأة بما يناسب طبيعتها ستنجح وستسهم في بلادها.
مضيفا أن تعداد النساء أكثر من الرجل في منطقتنا, والمرأة تتلقى ما يتلقاه الرجل من تعليم واهتمام من قبل الحكومة الرشيدة، وبالتالي فالمملكة تعطي فرصا متساوية للذكر والأنثى, ومع خصوصية المرأة إلا أنها لم تشكل عائقا من تقدمها فنجدها متواجدة في جميع المجالات فتراها في الجامعات والبنوك وتقريبا في كل القطاعات, مؤكدا ضرورة الاستفادة من هذه الطاقة الكبيرة خاصة وأن التوظيف في مجتمعنا أقل من الرجال لطبيعة المرأة خاصة في الأماكن البعيدة, فلو أتيح للمرأة العمل في المصانع داخل المدن الصناعية القريبة كالمصانع خاصة ان هناك مصانع متوجهة لتوظيف النساء ويكون خط الإنتاج قائما على العنصر النسائي , كما أن واحة المدن الصناعية الصديقة للمرأة ستشكل فارقا حين تفتتح حيث يتوافر بها الحضانات ورياض الأطفال وأماكن تستطيع المرأة أن تتعامل فيها مع مسؤولياتها كأم ودورها كموظفة, إضافة إلى أن هناك صناعات تكاملية وفي دول كثيرة تستطيع المرأة من خلال منزلها أن تقوم بهذه الصناعات لحساب مصانع معينة, فهناك فرص كثيرة إذا أردنا أن نحقق الهدف وهو الاستفادة من هذه الثروة البشرية التي أنفقت عليها الدولة في التعليم والتدريب, لذا يجب أن نسلك السبل التي سلكتها الدول التي نجحت في هذا المسار , مبينا أن المملكة خاصة من خلال هيئة المدن الصناعية التي تعمل على تجهيز المدن الصديقة للمرأة لتكون الانطلاقة في هذا الاتجاه.
وأضاف العفالق : مما لا شك فيه أن المدخرات في البنوك تحظى النساء فيها بنصيب الأسد وبالتالي لابد من استثمار هذه المبالغ في الصناعة والاستثمار وألا يحصرن أنفسهن في الوظيفة وانتظارها، فلابد من المبادرة لاقتناص الفرص خاصة ان هناك عددا كبيرا من الصناديق في المملكة العربية السعودية التي تقدم الدعم والعون لأصحاب المبادرات وأصحاب المهارات وأصحاب الأفكار والمشاريع، وهناك مدن صناعية تسمح بمزاولة هذا النشاط فلابد من استثمار ذلك , كما أن توجه وزارة التجارة حث المستثمرين والشباب والشابات على الاستثمار المعرفي وحفظ الحقوق الملكية الفكرية فنستطيع من ذلك البدء بهذه الأنشطة من المنزل ومن مكان صغير ومحل صغير ومن ثم ننتقل للمرحلة الأخرى فيجب المبادرة من الشباب والنساء والبدء بالتفكير بالصناعة والتصنيع.
المفهوم الحديث للأسرة
وبين أمين عام جمعية المنصورة الخيرية عبدالله بن عيسى بن عبدالله السلطان المفهوم الحديث للأسر المنتجة يتمثل في قدرة المرأة على المساهمة بدور فاعل وحقيقي في النشاط الاقتصادي من خلال قدرتها على تحويل الصناعات التقليدية اليدوية التي تقوم بها عادة المرأة تحت المفهوم الكلاسيكي التقليدي للأسر المنتجة إلى صناعات حديثة مستخدمة فيها جميع وسائل الإنتاج الحديثة من المواد الخام مروراً بالتصنيع وإخراج المنتج المتميز حتى مرحلة التسويق الإلكتروني من خلال قدرة المرأة المنتجة على استخدام جميع وسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني في التسويق لمنتجاتها.
وأضاف : نكتشف أن بإمكان المفهوم الحديث هذا للأسر المنتجة أن يصنع الفرص الوظيفية العديدة للمرأة ويقودنا ذلك إلى الدور الكبير الذي ممكن للمرأة أن تلعبه في تعزيز الصناعات الحديثة من خلال ما تمتلكه من إمكانات، مشيرا الى أن كل ما تحتاجه المرأة حتى تستطيع أن تغني هذا المجال بشكل فاعل وكبير هو التفكير جدياً في برامج لتأهيل وتدريب السيدات والفتيات على جميع المهارات والتقنيات التي يمكن أن تساعد المرأة بلعب هذا الدور بشكل أكبر، وفي هذا الشأن قامت وزارة الشؤون الاجتماعية بحث الجمعيات الخيرية ولجان التنمية الاجتماعية الأهلية بضرورة تبني مثل هذه البرامج.
وأطلقت برنامجا باسم "التدريب المهني الحرفي النسائي" ورصدت له المبالغ الكبيرة إلا أنه وللأسف كثير من الجمعيات الخيرية ولجان التنمية الاجتماعية لم توجه المبالغ المصروفة لهذا البرنامج الوجه الصحيح والتي من خلالها يمكن أن نساعد المرأة بشكل فعلي في أن تلعب ذلك الدور المأمول منها في الصناعات الحديثة من خلال المفهوم الحديث للأسر المنتجة.
وأكد السلطان ان دور المرأة لا يقتصر في الصناعات الحديثة على ما ذكرناه بل يتعدى إلى أبعد من ذلك، حيث أصبح للمرأة دور كبير في كثير من الصناعات التحويلية الحديثة في المصانع الكبيرة مثل مصانع الحلويات والتمور والألبان ومصانع الكرتون وغيرها من المصانع التي أصبح وجود المرأة فيها يمثل عنصراً أساسياً في خط الإنتاج، وهذا يبين بشكل كبير قدرة المرأة على المساهمة الفاعلة في الصناعة فقط تحتاج إلى تعزيز هذا الدور بشكل أكبر وأن تلقى الاهتمام المناسب من قبل الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة والاجتماعية.
المستوى وكيان الأسرة
وكان لجمعية فتاة الأحساء التنموية الخيرة دور كبير في دفع عجلة الصناعات للمرأة وتشجيع الفتيات على خوض هذه التجربة مع دعمهن وتوفير السبل وتذليل الصعاب عليهن، حيث وجهت الجمعية اهتماماً كبيراً لتمكين المرأة وتفعيل دورها بشكل حقيقي في كافة المستويات والميادين خاصة "الاقتصادية والاجتماعية" وحرصت على إحداث تغيير ايجابي في المجتمع من خلال عدة برامج وأنشطة شملت مركز التدريب والتأهيل المهني, برنامج صنعتي لتمويل المشاريع الصغيرة, معهد فتاتي العالي, برنامج الأسر المنتجة.
وأهمية هذه البرامج تتجلى في رفع قيمة العمل اليدوي الحرفي بالمجتمع كوسيلة لمكافحة الفقر وفتح سبل تحقيق المرأة دخلا يحافظ على كيان أسرتها ويرفع مستواها اجتماعيا واقتصاديا، حيث رصدت الجمعية مدى حاجة النساء من سن 18- 35 إلى العمل لتكسب رزقها سواء من الأسر التي ترعاها الجمعية أو ذات الدخل المحدود وقدمت عددا من برامج التأهيل الحرفي والمهني والخدمي شملت دورات التجميل والخزف والخياطة والرسم والحرف الشعبية والنجارة والرسم على الحرير وغيرها من الدورات التي تهم المرأة.
أما عن برنامج صنعتي وتمويل المشاريع فقد تم تأسيس برنامج صنعتي لتمويل المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة في العام 1428، حيث إن أهم عائق أمام إقامة المشاريع وتطورها هو رأس المال وقدمت الجمعية أسهل المتطلبات لحصول صاحبة المشروع على القرض وحرصنا على المتابعة الفنية للمشروع وتقديم دراسة جدوى مجانية.
وتمكنت الجمعية من كسب ثقة المجتمع الخارجي سواء من العميلات أو الجهات الداعمة لما يمتلكه البرنامج من مصداقية وشفافية وبلغ عدد القروض الموزعة تراكميا في نهاية عام 2015م 380 قرضا بنسبة نمو 80 %عن العام 2014م، وبلغت قيمة القروض 2391825 ريالا بنسبة نمو 84 % تقريبا عن العام 2014م.
ومن أبرز المشاريع التى دعمها البرنامج التجميل, مشغل خياطة, تصنيع بخور وعطور, استديو تصوير, حضانة, منحل ونجارة سجاد يدوي وتجهيز حفلات وأعمال فنية وفن الديكوباج فن الكولاج, تغليف هدايا, منحل وتصنيع حلويات إضافة لتجهيز مستلزمات مواليد وبيع أجهزة الكترونيات وكهربائية وسوبرماركت نسائى وطباعة على الملابس وصناعة الإكسسوارات, أعمال حرفية وكروشيه وصنيع كب كيك وتصميم فساتين.
فيما جعلت الجمعية تمكين المرأة هدفاً رئيساً لها وحرصت على تعزيز دور الجمعية التنموي من خلال تنفيذ البرامج التنموية وأنشئت إدارة الأسر المنتجة، حيث تم رصد النساء الحرفيات وذوات المهارات المتنوعة سواء من خريجات البرامج التأهيلية أو خارجها، وكذلك الأسر الحرفية المتوارثة في حرفة ما ووجهت هذه الإدارة جل اهتمامها للأسر المنتجة ومساعدتها على النمو الاقتصادي من خلال تنميتها وتطويرها حرفيا ومهنياً وبلغ عدد الأسر المنتجة المسجلة لديها 860.
وتقدم الجمعية الخدمات المساندة المقدمة من خلال إدارة الأسر المنتجة استشارات فنية للأسر المنتجة من خلال طرح أفكار جديدة لتطوير الإنتاج وتقديم دورات تدريبية مجانية بغية الوصول إلى مستوى إنتاجي عالي الجودة وتكوين أسرة منتجة جديدة ودعم الأسر المنتجة من برنامج صنعتي لتمويل المشاريع الصغيرة, إضافة لتوفير فرص للمشاركة في المعارض والأنشطة الحصول على دعم أفضل من رجال الأعمال والقطاع الخاص للأسر المنتجة ودعمها لجعلها شريكاً تكاملياً في منتجاته وفتح منافذ تسويق للأسر المنتجة.
وقدمت الجمعية العديد من الدورات لهذه الأسر شملت صناعة السجاد والصابون والأشغال النحاسية والنجارة والعطور والديكوباج والخوص والعديد من الدورات, ولتعزيز مشاريع الأسر تم تأهيلهم من خلال ورش العمل توضح طريقة عرض المنتجات بطرق ابداعية و طرق تقديم الأطعمة, وكيف تبدأ عملك التجاري من المنزل, وفن إدارة المال ومعرفة الاولويات المادية وأهمية الادخار.
نماذج أحسائية
وتقول المصممة والمدربة سليمة يوسف التي بينت أنه دائما عندما يذكر موضوع الصناعة والتصنيع يذهب تفكير الكثير إلى الصناعات الثقيلة وذات المعدات الكبيرة والنفطية، فهذا لا يتجه له سوى الرجال حيث خلقهم الله لمثل هذه المهمات بينما في الصناعات هناك ما هو خفيف فتستطيع المرأة التوجه له، حتى أن النساء قديما من يعملن في مجال الصناعة وإن كانت يدوية.
وعن نجاح المرأة في هذا المجال والعقبات التي تواجهها أشارت الحليمي الى ان مجتمعنا المحافظ لم يتقبل إلا في سنواتنا الأخيرة فقط نزول المرأة الى العمل، وحتى الآن يوجد لدينا من يعترض على عمل المرأة حتى في وضع محافظ ولا يتمتع جميع النساء بالشخصية القوية المطالبة بدورها في العمل فتثقيف المجتمع لعمل المرأة له دور كبير في هذا, ولابد من إعطائها الثقة لمزاولة عملها خاصة أن تربية الفتاة والعادات والتقاليد تدعمها في مسارها ودراستها في مجال تخصصها من أهم مقومات النجاح للمرأة، مبينة أن العقبات التي تواجه المرأة كثيرة حيث أصبح لدى الكثيرات منهن انعدام الطموح ولدى فتيات مجتمعنا ما يؤدي إلى صعوبة توفير الأيادي العاملة النسائية التي تقف عائقا لدى البعض، كما ان بعض السيدات ممن يطمحن للقيام بالمشاريع لا تعرف كيفية التوفيق بين المنزل والوظيفة ما يشكل عائقا لدى البعض، إضافة إلى وجود العوائق المالية.
وأكدت الحليمي أن المرأة قادرة وتستطيع النجاح في جميع المجالات خاصة المجالات التي تعتم على الذوق والحس الرفيع كمجالات التصميم والمنسوجات والديكور والتجميل، لكن أغلب التوجه للعمل المتكرر في مجالات التجميل وصنع الحلويات.
وعن تجربتها في مجال الصناعة بينت الحليمي أنها خياطة ومصممة ومدربة ورائدة أعمال عندما قررت الخروج للعمل خارج إطار العائلة والمنزل والظهور على السطح واجهها الكثير من الصعوبات في محيط المجتمع المحافظ وصعوبة في الموارد المالية ورغم ان هناك مؤسسات وجهات داعمة حكومية وغيرها إلا أنها لم تكن معروفة بالنسبة لها ، لذا لم تستفد من ذلك وبعد محاولة دامت سنة تجرأت على أخذ قرار حاسم وأخذت قرضا من عائلتها وساعدتها ببدء مشروعها فصممت شعارا لها قبل البدء بعملها واتخذت اسما على أساس نقاط وضعتها.
فبدأت مشروع الخياطة بمكائنها الخاصة والبسيطة واستخدمت أثاثا مستخدما وكانت معروفة من قبل عائلتها، لكن كان عليها التعريف بنفسها لجميع شرائح المجتمع ببذل جهدها في عملها لإثبات نفسها في هذه الساحة طامحة إلى مصنع خياطة نسائي ذي جودة في الإنتاج والأداء ليضاهي الماركات العالمية من إدارة وموظفين وعاملات.
فيما قامت بتدريب الفتيات تدريبا خاصا كي يتمكن من العمل في خط سير إنتاج مبينة أن عدم توافر موظفات كان اكبر عائق للطموح ورفع المستوى المعيشي غالبا ما يكون نادرا لدى فتيات مجتمعنا والعمل الجاد والمهنة اليدوية لا تعجب الكثير من فتياتنا، وشاركت الحليمي في معارض «منتجون» ودورات عن ريادة الأعمال وملتقى شباب وشابات الاعمال الفرص الريادية.
هوايات منزلية
ومن قصص النجاح التي حققتها الفتيات الأحسائيات ومن أبسط المقومات تروي لنا أحلام الصنيخ التي برعت في الرسم على الأكواب والأواني وفن الديكوباج وأدخلت عليها حرفة الخوص لتحول هوايتها إلى مهنة امتهنتها وحققت منها مكسبا ماديا يغنيها عن الوظيفة التي ترفضها لأنها ترى هوايتها أفضل وتريحها أكثر من الوظيفة كونها توفر الجهد وعناء التنقل، حيث تمارس هوايتها داخل منزلها ومن حولها عائلتها بكل استمتاع وشغف لمهنتها حتى لو لم تقم ببيع منتجاتها.
وتذكر الصنيخ أن بدايتها كانت مع الرسم قبل سبع سنوات من خلال مشاهدة مقاطع اليوتيوب الذي تلقت منه دروسا عديدة لا تعد ولا تحصى وساعد الكثير من الفتيات على التعلم, إضافة لذلك أنها التحقت بجمعية فتاة الأحساء التي من خلالها فتحت لها آفاقا كثيرة لتطوير مهاراتها وتعلمت منها الكثير من المهارات من خلال الدورات التي تقدمها الجمعية للمنتسبات لها, مشيرة الى أن هذه الدورات ساعدتها في انطلاق مشروعها من خلال المشاركة في المعارض والبازارات كما علمتها طريقة تسويق هذه المنتجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتعريف الزبائن بها, مثنية على الجمعية بدورها في توفير جميع الوسائل التي تساعد على النجاح من خلال الدعم بتقديم الدورات والمهارات ودعوتهن للمشاركة في المعارض المختلفة لتعريف الناس بهن، إضافة إلى جلب الزبائن لهن في فترة الأعياد وتقديم الطلبيات التي تساعدهن في كسب رزقهن.
وأشارت الصنيخ الى أن من أبرز العقبات التي واجهتها قبول الزبائن منتجاتها وصناعتها، حيث إن البعض ينظر للمنتج اليدوي على أنه سيئ والحكم دون معرفة المجهود الذي تلاقيه لإنجاز عملها ومنهم من ينظر له نظرة احتقار وهذا ما لاقته من خلال المشاركة في المعارض المختلفة، لكن تدريجيا أثبتت نفسها من خلال عملها ودعم عائلتها وأصدقائها فأصبح الآن لها زبائنها.
التحرر من الوظيفة
وبدأت المواطنة مريم الحوطي مشروعها قبل سنتين بصنع توزيعات للمواليد والمناسبات وعمل طاولات الاستقبال وبيعها على عائلتها ومن ثم سافرت إلى إحدى الدول لتتعرف على كيفية صناعة العطور وما تحتاجه لهذه المهنة من تركيب وتصنيف للعطور من خلال زيارتها العديد من المصانع والتعرف على تجار هذه المهنة لتنقل هذه المهنة للأحساء وتبدأ تطبيقها في مشروعها لتضمه لصناعة التوزيعات ولاقت اقبالا كبيرا في هذا المجال من قبل الزبائن خاصة أنها تضمن لزبائنها ثبات العطور وجودتها.
وأضافت الحوطي أنها كي تبدأ هذا المشروع اضطرت لاقتراض مبلغ من المال لتستطيع توفير احتياجاتها للمشروع مشيرة الى أنها حاولت البحث عن مصدر مالي أو جهة داعمة لها، لكنها لم تجد خاصة أن البنوك أو الجهات الداعمة تشترط وجود الكفيل وهذا ما لم تستطع توفيره، إضافة إلى أنها لم تكن تعرف الكثير من الناس ولا يوجد لها علاقات بهم كونها تسكن في منطقة أخرى خارج الاحساء فكان لابد لها أن تثبت نفسها ووجودها فحاولت تعزيز علاقاتها لتستطيع تسويق منتجاتها.
وتسعى الحوطي لتوسيع مشروعها متأملة الحصول على جهة داعمة لها تعينها على ذلك, مبينة أنها تجد نفسها من خلال عملها الخاص بعيدا عن سلطة الوظيفة.
فالعمل الحر في نظرها هو ما يرتقي لطموحها, وتجد أن المردود المالي للوظيفة وبعد المسافات وأماكن التوظيف يشكل عائقا لها في ظل وجود العائلة فعملها من خلال المنزل هو الأنسب لها ولوضعها, وترى أن على الفتيات البحث عما يناسبهن من مشاريع تتناسب مع وضعهن وظروفهن وعدم الاعتماد على الوظيفة فربما بمجهودهن وعملهن يحققن نجاحا لم يكن يتوقعنه وتجد نفسها مثلا لذلك، حيث تنقلت من مجال التوزيعات إلى العطور بالاجتهاد والتعلم والتغلب على الظروف.
خيارات صناعية متنوعة
أما نورة الرويشد خريجة دبلوم إدارة أعمال فبدأت منذ أن كانت في المرحلة الثانوية بالرسم وبرزت موهبتها في ذلك ليذيع صيتها بين المعلمات واللاتي تناقلن رقمها لتقوم بأعمال الرسم والتنسيق في المدارس حتى بعد أن أنهت الدراسة وأصبحت مهنة الرسم والتنسيق في المدارس مهنة لها متنقلة بريشتها وألوانها والخامات التي تستخدمها لتبرز فنها وإبداعها.
وأضافت الرويشد : لم يكن حلم الوظيفة هاجسا لها فاكتفت منذ البداية بهواية تحولت لمهنة زاولتها أكثر من عشر سنوات وأبدعت واحترفتها وأصبح لها مردودها المادي الجيد الذي يغنيها عن الوظيفة وتعتبره مريحا لها مقارنة بالوظيفة خاصة أنها تحب هذه الهواية وتجد نفسها خلالها.
ولتطوير نفسها أشارت الرويشد الى أن الرسم منذ البداية كان تعلما ذاتيا ولهذا فتطوير نفسها كان بنفس الطريقة، حيث استفادت من دروس اليوتيوب في تطوير نفسها وتعليمها أسسا وطرقا مختلفة في الرسم جعلها تتميز به وتلاقي أصداء مميزة من قبل زبائنها.
واحة "مدن" بالأحساء
وفي سياق متصل كشف مدير إدارة التسويق والعلاقات العامة المتحدث الرسمي باسم الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" سامي الحسيني ل "اليوم" أن واحة مدن بالأحساء تحتل مساحة تقدر ب 500 ألف م2 وتقع جنوب مدينة الهفوف بالقرب من المطار وتُعد أول واحة تم تصميمها لتكون مدينة صناعية مهيأة لعمل المرأة وستستوعب أكثر من 80 مصنعاً بمساحات متعددة، فيما بلغت تكاليف تطوير البنية التحتية من طرق وشبكات، بالإضافة الى 20 مصنعاً جاهزاً حوالي 85 مليون ريال.
مضيفا أن واحة الاحساء بمكوناتها التصميمية وخياراتها الصناعية تعد تجربة غير مسبوقة تجسد أهداف «مدن» الاستراتيجية في الوصول الى مدن عصرية، نظيفة وصديقة للبيئة، ذات قيمة مضافة تحقق ميزة اقتصادية حقيقية وتوجد فرص عمل للشباب والشابات من أبناء الوطن، وتصنع في الوقت نفسه تكاملًا نموذجيًا مع النشاطات الصناعية القائمة والمستقبلية, لافتاً إلى أن الواحات صممت بمواصفات ومعايير عالمية مدعومة ببنية تحتية متكاملة، وتصاميم حديثة مستوحاة بعناية لتراعي خصوصية المرأة واحتياجاتها، وقربها من التجمعات السكانية.
وأضاف الحسيني : "إن قرار مجلس الوزراء بتخصيص أراضٍ ومناطق داخل حدود المدن وتهيئتها لإقامة مشاريع صناعية تعمل فيها النساء، وتكليف الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" بإنشاء مدن صناعية مهيأة لعمل المرأة في مختلف مناطق المملكة كان باعثا للعمل على إحداث نقلة جديدة في أسلوب إنشاء وإدارة مدن صناعية مخصصة لبنات الوطن للاستفادة من قدراتهن وتحديدا في مجال بات ليس حكراً على الرجال فقط سواء كمستثمرة أو مديرة أعمال، أو عاملة في ميدان الصناعة؛ مشيراً إلى أن واحة "مدن" بالأحساء بمناطقها الثلاث التجارية والصناعية والخدمية ستضفي ملمحاً جاذباً على المدينة وما جاورها باعتبارها ابتكارا جديدا في تصميم المدن الصناعية الموجهة خصيصاً نحو قوة عمل لها حضورها ولا يمكن تجاوزها.
وأبان الحسيني أن الواحات تعكس في طريقة تنفيذها مفهوماً جديداً لبيئات العمل التي تدمج بين اهتمامات المرأة وخصوصيتها، حيث ستعنى بالتركيز على تسهيل توفير الدعائم التي تسهل عملها مثل النقل وحاضنات الأطفال ومركز طبي وآخر رياضي ومنطقة ترفيه ومبنى خدمات حكومية وسوق وفندق ومحطة خدمات السيارات إلى جانب المعاهد الفنية والمهنية المخصصة للمرأة بالتنسيق مع الجهات المعنية، وتوفير مقومات التدريب والتأهيل للعاملات.
كما أن قربها من النطاق العمراني والسكني ييسر حركة النساء العاملات والموظفات من وإلى المدينة بكل يسر.
ويراهن الاقتصاديون على نجاح تجربة إطلاق بيئة نسائية صرفة صديقة للبيئة تعنى بصناعات نظيفة كالأدوية والمستلزمات الطبية والتعبئة والتغليف والألعاب والتراثيات والذهب والمجوهرات والملابس والحلويات والتمور، وتلبي في الوقت نفسه طموحات المرأة وتعكس اهتماماتها وتطرح تجربة غير مسبوقة للمدينة الصناعية التي تتيح للنساء فرص تقديم منتجات عالية الجودة في بيئة عمل ذات خصوصية تمكنها من توجيه كامل طاقتها للمنتج النهائي.
سوق الحرفيين
فيما كشف وكيل أمانة الأحساء للخدمات المهندس فؤاد الملحم عن فترة انتهاء مشروع سوق الحرفيين في منتصف عام 1438 ه ، مبيناً أن قيمة اجمالي المشروع 15 مليونا و989 ألفا و 786 ريالا، ويتكون من 120 محلا تجاريا مخصصا للحرف الشعبية بفئتيها الرجالية والنسائية، ويأتي استكمالاً لمنظومة المرافق الخاصة في المنطقة التاريخية بوسط مدينة الهفوف.
ويشكل هذا السوق أهمية تاريخية وتراثية كونه سيضم اكبر عدد من الحرفيين بالأحساء الذين تزداد أعمالهم حالياً في مواقع مختلفة من المنطقة ما سيكون له اكبر الأثر في دعم الصناعات الحرفية وتأمين البيئة المناسبة للحرفيين وتسويق أعمالهم، وتصميم السوق حوى عناصر مستمدة من العمارة المحلية تم توظيفها بشكل متناغم، حيث إن المسقط الرأسي من السوق يتكون من ممرات مسقوفة حولها صفوف من الدكاكين، بينما يكون في وسط السوق فناء مفتوح مشابه للأفنية بالبيوت التقليدية الأحسائية حوله رواقات بأقواس ترتكز على أعمدة رباعية ويضم الفناء قهوة شعبية، بالإضافة إلى مخبز تنور تقليدي.
وسيُمثل السوق أهمية بالغة لأنه يُعد معلماً معمارياً ومقصداً سياحياً هاماً في المنطقة، الأمر الذي يدعم المردود الاقتصادي للصناعات الحرفية، ويسهم في استدامتها ونقلها للأجيال القادمة.
وذكر أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم أن (الأمانة) تسعى ضمن أهدافها لتعزيز كافة الجوانب التي تخدم المحافظة على الموروث الشعبي والتاريخي للأحساء لذا جاء هذا السوق وفق منظمة مشاريع الأمانة، مؤكدا أن الأحساء اشتهرت قديما بالصناعات اليدوية لكثرة الحرفيين بها الذين لا يزال معظمهم يمتهنها كمورد رزق له.
فالصناعة التقليدية إحدى الدعائم الاساسية التي كانت قديما ترتكز عليها البيئة الاقتصادية لآلاف الاسر في الواحة رغم انحسار معظم الحرفيين وتناقصهم في الوقت الراهن.
ومن أبرز الحرف فيها المصنوعات الذهبية والمصوغات والمجوهرات والفضيات مع صناعة الخناجر والسيوف والدباغة والخرازة والقطاطنة الندافون والنجارون كصناعة الابواب والنوافذ الخشبية من أشجار الاثل والنخل والزخارف والنقوش الجميلة وصناعة الصناديق الخشبية والازياء والشداد والكور والفخار لعمل الزير والحب المصخنة والصلحي الغرشة والاكواب والتنور وصناعة المشالح والعباءة وخبانتها والصناعات السعفية كالقفاصة والحصر والخوصيات بأنواعها وأشكالها المختلفة.
وكما هو معروف ايضا ان المرأة استطاعت ان تبدع في الصناعات اليدوية كما ترعى أسرتها وأبناءها ومنزلها فمثلا البدوية راعية الغنم تصنع بيديها الاقط والجبن والسمن والقرب وتغزل الصوف وتنسج البسط، بينما نساء الريف والمدن انتجن صناعات تخدم حياتهن اليومية حيث صنعت الخوصيات "السعف" والسلال والمعاطف والسفر والمهاف والمناسف، وكذلك المراد وليف بالخيط والقفاصة والفخار والنجارة والحياكة كتطريز الملابس والثياب والمساند والفرش وتجفيف الربيان والحناية والعجافة وطحن الحبوب الارز الحساوي والقمح والسدر والحناء وتصنيع منتوجات الألبان والسلوق والتمر المجفف ومسح الخبز كخبز الرقاق وكل هذه الحرف تطورت لتواكب متطلبات العصر الحديث وأغلبها بدأ يتلاشى رغم اقبال وحب الناس لهذه الحرف في المواسم والمهرجانات لانها تحمل معاني أصالة الماضي لذلك لا يزال معظم منتجاتها يطلب إلى الآن.
بعض من اعمال الصنيخ
سيدات يقمن بالعمل في الخياطة
سيدات يعملن في الخياطة
نموذج للمصانع الجاهزة في المدن الصناعية
بوابة سوق الحرفيين بالهفوف
سوق الحرفيين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.