تشهد الطرق حوادث سير بسبب غفوة سائقي السيارات أثناء القيادة خاصة عندما يسافرون مسافات طويلة، ورغم وجود برامج لتنبيه السائقين في حال الغفوة، فإن الخبراء يحذرون منها، وينصحون بأشياء أخرى. وأكدت نتائج تحقيقات بشأن عدد من حوادث السير أن سببها الرئيسي هو التعب والإرهاق، وهو لا يقتصر فقط على القيادة أثناء الليل بل خلال النهار أيضاً، غير أن الفترة الصباحية بين السادسة والسابعة صباحاً هي التي تسجل فيها أكبر نسب من حوادث السير بسبب غفوة السائقين أثناء القيادة. ومن بين العوامل الأخرى التي تزيد من مخاطر الغفوة أثناء القيادة خلود أحد الأشخاص الذين يجلسون قرب السائق للنوم، فنوم الشخص الجالس قرب السائق يمكن أن يتسبب أيضاً في غفوة الأخير. وعن أهم عوامل خطر الوقوع في الحوادث، النعاس والاعياء الشديدين، وتتلخص في الارتباط بأكثر من وظيفة أو الانخراط في أكثر من عمل واحد أثناء اليوم، والعمل الليلي «نظام الورديات الليلية»، والحرمان من النوم الجيد، والنوم بمعدل أقل من 6 ساعات في اليوم الواحد، والقيادة أثناء ساعات الليل الأخيرة ولساعات طويلة بدون توقف، أو الانخراط في القيادة دون نوم لمدة تتجاوز «15» ساعة متواصلة، والقيادة على الطرق السريعة لعدة ساعات متواصلة، بالإضافة إلى الإصابة باضطرابات النوم كمتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم، والإصابة بمشكلة فرط النعاس أثناء النهار لأي سبب. وأظهر استفتاء أجري في الولاياتالمتحدة أن 51٪ من السائقين يستمرون في قيادة سياراتهم حتى عند شعورهم بالنعاس الشديد، حيث اعترف مليونا سائق بأنهم ناموا خلال قيادة السيارة مما نتج عنه حوادث، كما أظهر استفتاء آخر أجري في بريطانيا أن 11 في المئة من السائقين أقروا بنومهم على الأقل مرة واحدة خلال القيادة. ورغم أن العديد من السيارات تتوافر فيها برامج تهدف إلى تنبيه السائق في حال الغفوة لثوانٍ معدودة، فإن هذه التقنيات تكون لها نتائج عكسية.ولتجاوز مخاطر الغفوة، ينصح الخبراء بخمس خطوات: أولا: التوقف عن القيادة بعد كل ثلاث ساعات وأخذ قسط من الراحة داخل السيارة أو خارجها، ثانيا: المشي قليلا واستنشاق الهواء النقي، لأنه ينعش الجسد والروح وهو مفيد للتركيز، ثالثا: تفادي مواصلة القيادة بعد الاستراحة إذا كان الإنسان لا يزال يشعر بالتعب، رابعا: التخلي عن المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين (كالقهوة، والشاي، والمشروبات الغازية خصوصاً الكولا) أو مواد منشطة أخرى، فرغم أنها تنشط دماغ الإنسان لبعض اللحظات فإن مفعولها يزول بسرعة وتكون درجات التعب أكبر من السابق، خامساً: ضرورة الحرص على بقاء أحد الأشخاص المرافقين للسائق يقظاً لمؤانسة السائق وحثه على الاستراحة عند ظهور علامات التعب.