يا أول جيش في تاريخ البشرية وأقوى وأعرق جيش منذ حضارة مصر الفرعونية, خضت أيها الجيش القوي معارك كبرى ضد جيوش ضخمة هاجمت مصر, فمعركة قادش وعهد الملك رمسيس الثاني ومعركة مجيدو بعهد إمبراطورية تحُتمس الثالث, ومعارك حطين وعين جالوت والمنصورة وفتح عكا ومرج الصفر وغيرها ضد المغول والصليبيين, خضت معارك طاحنة ضد أقوى جيوش العالم بزمانها وبطولاتك غيرت مجرى التاريخ التي كانت نتائجها أسطورية بنصرك المبهر.. لقد كنت في عصورٍ عديدة أقوى وأكبر جيش في العالم أجمع في العدد والعدة, و(جبروت) قواتك المسلحة لم تستطع أي دولة عظمى مقارعتها, وقواتك البرية وأساطيلك البحرية أقوى أساطيل وسيدة البحر المتوسط بلا نزاع, وسحقك لجيش إسرائيل وتمريغك لأنفها بالتراب وانتصارك عليها وعلى أعوانها بحرب أكتوبر التي نعيش ذكرى رحاها أقرب دليل, رغم اعتزازي بوطني واطلاعي على معلومات وبرامج وثائقية لعدة جيوش, وعلاوة على مشاهداتي الحية ومروري بجوار ثكنات ووحدات للجيش السوري الكبير (قُبيل) ثورة شعبه, لكنني أقولها بكل صراحة يا جيش مصر: أنت الوحيد بقواتك المسلحة الذي عندما أتكلم عنهم تصيبني رهبة غريبة, من هيبتك وعظمتك يا مفخرة العرب ومكمن قوتهم, أتحدث وكأنني على مقربة من دباباتك ومجنزراتك الفريدة وآلياتك العتيدة, أتكلم وكأنني تحت هدير طائراتك المخيفة, وأصوات مروحياتك العنيفة, فأنت إرث هائل لجيوش انصهرت بجيش واحد, وأنت قالب ابتلع جيوشا ضخمة كما يلتهم الأسد فرائسه, كيف لا وعدد أفراد قوات (الاحتياط) لديك فقط يعادل عدد جيوش دول عربية مجتمعة! لم لا وعدد الحروب التي خضتها 955 حربا ضروسا..! لم الغرابة وقواتك المسلحة تمتلك أقماراً صناعية خاصة منذ القدم, وتشارك الشعب بالحياة الاقتصادية والصناعية وبناء المنشآت والطرق, لم العجب وتعداد دباباتك أكثر من حروف هذا المقال, وطائراتك يفوق عددها كلماته, وجموع ألويتك تربو على سطوره, وتمتلك جيشاً ثانياً وجيشاً ثالثاً..!! وانفردت بذراعِ عملاق يُدعى (قوات الانتشار والتدخل السريع) وهي القوة الجبارة المستحدثة مؤخراً وليست كغيرها من القوى لاحتوائها على أعقد تشكيل خاص وتسليح عالمي حربي بري وجوي محمول جواً لخوض عمليات عسكرية داخل وخارج أرضك. أرجوك أيها البطل لا توجه قوتك تجاه شعبك الذي كفلت حمايتهم ونذرت نفسك للدفاع عنهم طيلة قرون, تحلم مع المختلفين معك ولا تستخدم قوتك التي تحرث الأرض حرثاً وتحدث بسالتها في الأجواء رعداً وبرقاً, نعلم بأن ألويتك ووحداتك وضباطك وأفرادك أسود ضارية إن غضبوا فلن يرحموا أحداً ولن يذروا شيئاً أمامهم حياً. كن دوماً بعرينك ولا تنزلق بمخططات تفقدك شرفك الذي عرفت به وتنزع سمعتك العريقة التي أصبحت مضرب المثل, كن كما عهدناك بإدارتك الهادئة التي يعلوها التعقل والحكمة منذ استلامك زمام البلاد وحقنك للدماء وبسطك للأمن في سويعات قليلة بعد انفلاته بين شعب ثائر قوامه قارب المائة مليون نسمة بفترة رئيس المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، لا تجعل شعبك يخافوا منك بعدما كانوا جميعاً يحتمون بك, لا تختزل ولاءك لرجلٍ كائناً من كان, فأنت الأب الروحي لشعبك, وأنت مفخرة العرب قاطبة أمام الغرب المتجبرين والإيرانيين المتغطرسين وصمام أمانهم من أعدائهم الحقيقيين. يا جيش مصر أنت بضخامتك كالشمس, فكن مثلها بمنحها لضوئها لجميع من تشرق عليهم في رابعة النهار بسعيك لاحتواء جميع شرائحهم حتى لو جانبت اجتهاداتهم الصواب,, ويا شعب مصر بشتى أحزابه وتياراته, يا من أبهرتمونا بتغنيكم بجيشكم مفتخرين به مرددين: تسلم الأيادي يا جيش بلادي.. وبدورنا كعرب نهتف معكم لنفس هذا الجيش قائلين: تسلم الأيادي أيها الجيش العربي الجهادي.. رفقاً بمؤسستكم العسكرية الأسطورية وعدم المساس بها لكونها الحصن الباقي للمصريين وللعرب, فمهما تعاقب على مصر المتعاقبون, واختلف على سُدة عرش حكمها المختلفون, فمصر وشعبها وجيشها وتاريخها باقون, وحسني ومرسي والسيسي ومن سيخلفهم بالكرسي آدميون ذاهبون. وأذكرك يا جيش مصر وقواتك المسلحة الباسلة وشعبكم العظيم بشعاركم القائل: «إلى العلا في سبيل المجد» فهل أنتم لنداء ابن بلاد الحرمين سامعون!!